الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشائرالسرطان الذي ينهش الجسد العراقي

صادق جبار حسين

2020 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سقوط نظام البعث الذي كان يحكم بالنار والحديد حيث كان لا يجرأ احد على الوقوف في وجه القانون ، خرج كل شيء عن السيطرة وأصبح الانفلات الأمني وسيطرة العصابات والمليشيات والعشائر المسلحة هي السمة الغالبة على الساحة العراقية ، نتيجة غياب القانون وتسلط المجرمين والقتلة والصوص على مقاليد الحكم ، الذين اخذوا يغذون كل ما من شأنه اضعاف الدولة وإشاعة الفوضى في البلاد لكي يقدروا على بسط. سطوتهم وسيطرتهم لانهم ليسوا حكام وانما مجرد لصوص ، فتعاظم سطوت المليشيات المسلحة والعشائر الظهيران القويان الداعمان للحكام ، حيث أصبحت المليشيات والعشائر فوق سلطه القانون ولا يجراء احد الاقتراب منها او تهديدها ، وفي مقدمة من رعى وساند العشائر هو نوري المالكي الذي شجع العشائر ووقف الى جانبهم ضنا منه انهم سيكونون عون له ناسيا بانهم في كل واد ينعقون ويتراكضون خلف الجيف مثل الضباع والكلاب السائبه ، الامر الذي جعلهم يفرضون سطوتهم على مناطق الوسط والجنوب مستغلين ضعف الدولة وما تعانيه من فساد وتسلط المليشيات ومافيات الفساد التي تحاول هي الأخرى الاستناد الى العشائر وجذبها الى جانبها •
الامر الذي جعل الحكومة عاجزه عن مواجهة قوة العشائر المتناميه والتي اخذت تزداد يوما بعد يوم على حساب سيادة الدولة والقانون ، لاسيما بعد فشلها في الحد من ظاهرة النزاعات العشائرية التي تتنامى يوما بعد الآخر ، في مختلف المحافظات العراقية الجنوبية ، الامر الذي أدى الى تصاعد العنف العشائري في مناطق وسط العراق وجنوبه بشكل كبير ونشوب نزاع عشائري بين الحين والأخر يسقط خلاله عشرات القتلى والجرحى امام مرأى ومسمع من القوات الحكومية •
فأصبحت النزاعات العشائرية ، العنصر الثالث للقتل في العراق بعد الإرهاب والجريمة المنظمة بالنسبة للمواطنين العراقيين ، وبالرغم من ان اعداد أجهزة الدولة العديدة من شرطه وجيش وامن لكنها لم تستطع االسيطرة على العشائر ، التي وصل تاثيرها إلى العاصمة بغداد حيث تخشى الأحزاب والشخصيات السياسية على حد سواء الوقوف ضد تلك السطوة خشيه أن يؤدي ذلك إلى خسارة دعمها في الانتخابياً •
امما شجع شيوخ العشائر الى التمادي والوقوف في وجه القانون وسلطه الدولة ، الامر الذي جعل المواطن البسيط يلجاء الى العشائر والانتماء لها بعد ان رأى انها المدافع عنه حتى امام القانون ومن خلالها يستطيع ان يأخذ حقه الذي في الغالب لن يناله من خلال الطرق القانونية في ظل تراجع سطوة القانون والقضاء وانتشار المليشيات ونفوذ رجال الدين والمجرمين والقتلة الذين لا يطالهم القانون ولا يطبق عليهم لكونهم تحت حماية السياسين والمليشيات المتنفذه •
فتحول بذلك المجتمع العراقي إلى مجتمع عشائري ، تحكمه العشائر والتي أصبحت سطوتها تنافس سلطة رجال الدين والمليشيات المسلّحة في العراق وتطغى في بعض الأحيان على سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية •
ويوم بعد يوم تزداد وتيرة العنف العشائري في العراق بشكل كبير ، حيث تشهد المحافظات الجنوبية خصوصا البصرة وذي قار والمثنى يومياً معارك عشائرية تستخدم فيها الأسلحة المختلفة ، امام عجزالقوات الأمنية عن السيطرة على الوضع ونزع السلاح من يد العشائر •
وقد ذكر القيادي في تحالف التيار المدني في محافظة البصرة “باسل اللامي” إن “ القيادات الأمنية في أغلب المحافظات الجنوبية عجزت عن السيطرة على النزاعات والتهديدات العشائرية ، بالرغم من أنّ الحكومة كانت قد وجّهت بنزع سلاح العشائر، لكنّ القوات لم تفلح ، إذ إنّ سلطة العشائر الجنوبية أقوى وأكثر تأثيراً في جنوبي العراق ، من أجهزة الدولة ، مشيرا إلى أنّ المشكلة لا تكمن فقط في المعارك التي تندلع بين العشائر، بل بتدخلها بعمل المؤسسات الحكومية والقرارات الإدارية ، موضحاً أنّ أي مدير يتخذ قراراً غير مناسب ضدّ موظف ، يجعل الأخير يستعين بعشيرته على المدير، لتقوم بدورها بتهديده وإجباره على الرجوع عن قراره” •
بل ان الامر قد اتخذ منحى اكبر من ذلك فالعديد من المناصب الإدارية في أغلب دوائر العراق أصبحت للعشائر الأقوى ، وجميع المدراء والموظفين يذيلون أسماءهم بالقب العشائري ، تأكيد لانتسابهم لعشيرة ما ، واي خلاف مع ذلك الشخص حتى لو القانون برئه فانه لابد ان يخضع للقانون العشائري الذي هو اقبح واظلم بكثير ولابد ان يكون له سند عشائري قوي حتى يخرجه من مأزقه ذاك ، ويرجع سبب ذلك الى ضعف الحكومة ، وسوء إدارة مؤسساته ، وعمل الحكومات المتلاحقه على مغازله وكسب ود العشائر من اجل مصالحها حتى لو كان في ذلك ضرر للبلاد •
وفي سابقة تنذر بخطر محدق يهدد وحده وامن العراق وهيبته ، حيث تصدت عشائر للقوات الأمنية ومنعتها من تنفيذ القانون بعد اختطاف ناشط مدني وأثبتت التحريات ان احد افراد العشيرة متورط بعملية ااختطاف تلك ، فبعد قيام أشخاص بملاحقة اثنين من النشطاء المشاركين في احتجاجات الناصرية ، بعد ان قاموا باطلاق النار على الناشطين ، فجرحوا أحدهم ، واختطفوا الاخر المدعوا سجاد والملقب بالعراقي واقتادوه إلى مكان مجهول ، الامر الذي أدى الى تزايد جموع المتظاهرين وتدفقهم الى الشوارع الرئيسية في الناصرية وقطعوا الطرق وحاصروا العديد من المقرات الحكومية ، مطالبة بإطلاق سراح الناشط المختطف “سجاد العراقي ”•
الامر الذي اضطر الى تدخل رئيس الوزراء ، إذ كلف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قوة من جهاز مكافحة الإرهاب للتوجه إلى محافظة ذي قار ، تسندها المروحيات للبحث عن المخطوف وتحريره وإنفاذ القانون بالخاطفين وتقديمهم للعدالة” •
وقد كشفت التحقيقات الاستخبارية عن المتهم الأول في قضية الاختطاف المدعو “سهيل” وهو قيادي في منظمة بدر، المخطط والمنفذ لتلك العملية ، وهو احد افراد تلك العشيرة وعندما حاولت الاجهزه الأمنية تفتيش بيت الشيخ رفض افراد العشيرة السماح للقوات الأمنية القيام بمهامها ، واخذت تهدد تلك القوات باستعمال السلاح ضدها ، حيث قاموا باستعراض مسلح امام بيت شيخ عشائر العساكرة واكد شهود عيان انهم قاموا باطلاق النار صوب المروحيات •
وقد كشفت الاحداث التي تلت هذه الواقعة عن هشاشة وضعف الموقف الحكومي وسيطرة المليشيات والعشائر على الساحة العراقية ، حيث أجبرت عشائر يقدر عدد افرادها ببعضت الالاف اجهزه الدولة الأمنية من جهاز مكافحه الإرهاب وقوات التدخل السريع تساندها المروحيات الحربية على التراجع امامها •
من جهتها ، طالبت قبيلة العساكرة الحكومة بتقديم اعتذار رسمي لشيخ القبيلة ، وحذرت في بيان من أنه بخلاف ذلك ستقوم القبيلة بخطوات تصعيدية
وقد ذكرت وكالة ابابيل نيوز/ ذي قار

ان نجل شيخ عشيرة العساكرة في ذي قار الشيخ سليم كاظم ال شبرم يوم الأربعاء 23 / 9 اكد انه قد تلقى اتصال هاتفي من مكتب رئيس الوزراء قدم فيه اعتذاره لقبيلة العساكرة •
وقال ال شبرم في تصريح لـ /ابابيل نيوز/: ان "رئيس جهاز مكافحة الارهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي بصفته ممثلا عن مكتب رئيس الوزراء قدم اعتذاره لقبيلة العساكرة"
وأضاف، ان "الأجهزة الأمنية كذلك اعتذرت لقبيلة العساكرة وقد انتهى الموضوع نهائياً"
وذكر أيضا ، ان "موضوع اقتحام قبيلة العساكرة انتهى وقبلنا الاعتذار من مكتب رئيس الوزراء"
في حين لم يصدر أي تصريح من قبل مكتب رئيس الوزراء او رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ليؤكد صحة ذلك او نفيه •
ويبقى السؤال الى متى تبقى الدولة صامته وعاجزة امام هكذا عشائر خارجة على القانون ولا تحترم سيادة البلاد والقانون وحقوق الانسان والى متى تبقى تلك العشائر شوكة في خاصرة العراق وعون لاعداءهِ من المليشيات المجرمة والمنتفعين من الخونه والعملاء ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا