الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من يقتلنا يا ترى ؟
جلال الصباغ
2020 / 9 / 24مواضيع وابحاث سياسية
هكذا اذن، كلهم يُدينون القتل والخطف ويدعون لاحترام "هيبة الدولة والقانون"، هكذا بكل بساطة يبدو الواحد منهم وكأنه حمل وديع. تبرءوا بكل وقاحة من جرائمهم التي ارتكبوها طوال سنوات بحق المنتفضين وبحق كل من لا ينسجم مع مشروعهم الطائفي القومي.
يغرد مقتدى الصدر، ناصحا رفاقه من قادة المليشيات، ان يتركوا الخطف والقتل وضرب هيبة الدولة!، متناسيا أن مليشياته خطفت وقتلت العشرات من المنتفضين في حوادث مسجلة بالصوت والصورة وبأوامر منه شخصيا!
ليتبعه زعيم تحالف الفتح هادي العامري، صاحب اكبر تجمع سياسي لمليشيات ايران في العراق، بذات التصريحات وذات الدعوات، لنقف مذهولين!!، من كان يخطفنا ويقتلنا يا ترى؟ من الذي كان يحرض بالضد من المنتفضين ويرسل مليشياته إلى ساحات الانتفاضة لترتكب المجازر كما حدث في الخلاني ومرقد الحكيم وساحة الصدرين ومئات حالات الخطف والاغتيال، أليست هي مليشياتكم ومرتزقتكم؟! الم تصفقوا في فضائياتكم واعلامكم لكل هذه الأفعال الاجرامية، الم تتهموا المنتفضين بأنهم أبناء سفارات ومخربين هدفهم إسقاط تجربتكم الديمقراطية؟!
ان جميع أطراف السلطة المهزوزة في العراق تدرك جيدا انها تعيش في خطر محدق، وقد عبر عن ذلك مقتدى الصدر في تغريدته الأخيرة، فبسبب الضغط الهائل الذي شكلته انتفاضة أكتوبر، بالإضافة إلى تصارع أطراف السلطة التي يرعاها النظام الإيراني والإدارة الأمريكية، صار ملحا بالنسبة إلى المليشيات وقادتها ان يناوروا بحسب الظروف والمعطيات على الأرض، محاولين تهدئة اللعب خصوصا مع الامريكيين، من أجل إعطاء فرصة للحوار بين أقطاب هذا النظام الذي يعاني الكثير من المشكلات.
يعد اعتراف مقتدى الصدر بضرورة إيقاف عمليات القتل والاختطاف وضرب السفارات من قبل أطراف في مليشيا الحشد، دليلا دامغا على ان هذه العمليات هي من فعل هذه المليشيا، لكن هذا الاعتراف على الرغم من أنه لم يزد على الحقيقة شيئا، إلا أنه يعبر في ذات الوقت على تخبط وأزمة السلطة التي تحاول إعادة تسويق نفسها من جديد وتحاول حفظ مصالحها ومصالح رعاتها الاقليميين.
فبعد الضغوط الهائلة من قبل امريكا على ايران تحاول الاخيرة ان تتفاوض مع الامريكيين عن طريق اذرعها في المنطقة والمتمثلة بالمليشيات في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين باليمن، وما حركات الصدر والعامري الا جزء من هذه اللعبة.
ليست للولايات المتحدة اية مشكلة في بقاء المليشيات وقادتهم على راس السلطة في البلاد، أمثال مقتدى الصدر والعامري والخزعلي وغيرهم، فهؤلاء جميعا خير من خدم مشروع الامريكيين الطائفي القومي، وليست لديها مشكلة ايضا في كل الجرائم والمجازر المرتكبة من قبل هذه الاطراف، لكن مشكلتهم مع المليشيات هو بكمية الولاء لجمهورية ايران الإسلامية، فالامريكيون في المحصلة النهائية لا يريدون أحدا خارج سيطرتهم وتوجيههم.
لا تمثل دعوات الصدر والعامري اي تحول في موقفهم، بل انهم قد يعودون للقتل والخطف وضرب صواريخ الكاتيوشيا في اية لحظة، أو قد تستمر هذه العمليات من أطراف أخرى داخل مليشيا الحشد، بالاتفاق مع العامري والصدر وغيرهم، لان ما يحرك هذه الجهات هو مصالحها ومصالح من يقف خلفها من دول واجندات.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل يحقق حزب الله تغييرا جذريا أم يجبر إسرائيل على احتلال منا
.. 29 شهيدا جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة
.. غارات جوية روسية على مدينة إدلب السورية
.. انطلاق المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
.. مظاهرة في هولندا تطالب بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل