الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاب الشرطي القابع بإرادتنا في رؤؤسنا

سمير محمود ناصر

2006 / 7 / 6
المجتمع المدني


إن الحديث عن الإرهاب اليوم أصبح شيء مألوف ومكرر، كونه يشكل الآن أحد أبرز عناصر التفاعل السياسي القائم في العلاقات الدولية، لذلك لن أتطرق للإرهاب كمفهوم أكاديمي لأدرسه إنما سوف ألتقط جانباً منه لفت انتباهي خلال تجربتي الحياتية القصيرة داخل مجتمعنا في علاقته مع نفسه وفي علاقته مع الآخرين في الداخل والخارج.
" إن هناك شرطي قابع في رأس كل إنسان" هذا الشرطي على الرغم من أنه بدأ يتحول الآن من فاسد استبدادي وجاهل إلى شرطي قانوني إلى حد ما، إلا أن ذلك الإرث التاريخي الطويل الذي ترسخ في تربيتنا المجتمعية لم ولن نتخلص منه، مادام هناك خوف من قول الواقع ، وهنا يبرز السؤال التالي لماذا نتخفى وراء انتماءات وكينونات سياسية ودينية مبررين هذا الخوف داخل أنفسنا متحججين بأن الأمر لم ينتهي بعد ! كمن يختبئ وراء أصبعه وذلك تبريراً لفشلنا الذاتي عبر رميه على المؤسسات المختلفة في الدولة، صحيح أنني قد لا أكون دقيق في هذا الكلام إلى النهاية لكن ما هو صحيح أن رؤية مؤسسات الدولة للفرد كمواطن له حقوق وواجبات بدأت تتغير وإن كان ذلك ببطء شديد لكنها تتغير وعلينا مساعدتها لأن الكيان الحضاري هو الكيان الذي تتآلف فيه العلاقة بين الدولة ومؤسساتها من جهة والمجتمع بكافة أفراده من جهة أخرى حيث يصبح كل منها خادماً للأخر.
لقد شاركت مؤخراً كباحث شاب في إحدى المؤتمرات العلمية، انطلاقاً من إيماني بما سبق وقلته، وفعلاً تحدثت وتناولت بحثي بمنطلق أنه لدي شيء أقدمه؟ وحاولت الظهور قدر المستطاع بمظهر الواثق القوي المتفائل العلمي – كوننا في مؤتمر علمي – لكن الذي حدث أنني هوجمت من عقليات متحجرة ترفض الاعتراف بنا كباحثين إنما يتعاملون معنا كقصّر ضعيفين. إن المشكلة لم تعد في المؤسسات السياسية إنما بذلك الشرطي القابع الآن بإرادتنا في رؤوسنا متذرعاً بالقومية حيناً والوطنية حيناً آخر والحفاظ على التقاليد العلمية حيناً آخر إنهم لا يريدون أن يروا أن هناك آخرون قادمون لديهم شيء غير الذي لديهم- قد يكون جديد- إنهم خائفون من ضعفهم خائفون على مراكزهم لذلك يمارسون الترهيب الفكري على البراعم الصغيرة الناشئة التي تشق طريقها إلى الأمام بهدف اجتثاثها،إنهم ينتفضون غاضبون! من هو الذي يجرؤ على أن يتحدى قوتنا ؟ من الذي يجرؤ على أن يظهر بأنه أفهم منا ؟ من الذي يجرؤ أن يساوي نفسه بنا ؟ إننا الوارثون للتاريخ ولن نسمح للمتمردين على ارثنا أن يظهروا ، ويكبروا.هكذا هي حال الأمر الآن، ليس القضية بمؤسسات الدولة إنما بإرثنا الاجتماعي الذي لا نستطيع أن نتخلص منه. لذلك لا بدّ من إعادة بناء الإنسان على أساس الوطنية الخالصة على أساس دولة القانون دولة المواطنة لا أكثر ولا أقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط