الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعجاز العلمي (بين الوهم الإسلاموي والحقيقة العلمانية

جمال هاشم

2006 / 7 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لأننا شعب إنشاء وبلاغة وخطب رنانة..... فإننا نستطيع حل كل مشاكلنا باللغة، كما نستطيع تدارك تخلفنا بتركيب جمل تقلب الحقائق وتصور القبح جمالا، كما تسعفنا اللغة في التنفيس عن كربنا وعقد النقص التي نعاني منها، فنقلل من شأن التقدم الحضاري والعلمي الذي بلغه غيرنا كي نبقى دوما «خير أمة» ...... وفي هذا السياق تفتقت عبقرية بعض فقهاء الإسلام ومفسري القرآن على «حيلة» تفسيرية سموها «الإعجاز العلمي في القرآن»، فكلما أدركوا أن الحضارة الغربية ابتعدت عنا كثيرا باختراعاتها واكتشافاتها وعلومها...... استعانوا مرة أخرى باللغة واعتمدوا تفسيرا يلوي عنق الآيات القرآنية كي يقربها من حقائق العلم الحديث، فكلما ظهرت نظرية علمية جديدة أو اختراع جديد إلا و«اجتهد» المفسر كي يجد آية قرآنية قريبة من الموضوع الذي تشير إليه النظرية العلمية، وتعسف عليها كي يقنع الناس في الأخير أن هذه الحقيقة العلمية موجودة في القرآن منذ قرون، وأن علماء الغرب رغم اجتهادهم لم يكتشفوا شيئا جديدا، بل أكدوا حقيقة «قرآنية»! ولما نسأل هذا المفسر، لماذا لم يدرك المسلمون هذه الحقيقة رغم أنهم يقرأون القرآن صباح مساء منذ قرون؟ يعجز عن الجواب لأنه في جميع الحالات دلالة على عجز «العقول» الإسلامية التي فشلت في استخراج حقيقة علمية من القرآن فبالأحرى اكتشافها داخل مختبرات البحث! إن مستويات التخلف التي تعاني منها الدول الإسلامية إضافة إلى التأخر الحضاري المنعكس في شكل مجاعة وأمية وأمراض وأوبئة..... يجعل الحديث عن «إعجاز علمي» مهزلة تعكس جهلنا المركب واعتمادنا على الوهم، إنه في الحقيقة عجز علمي وفشل في مواكبة التطور المعرفي والبحث التجريبي والنظري. إن القرآن كتاب رسالة ومواعظ وواجبات وتوجيهات أخلاقية ويستحيل أن نجد فيه إشارة إلى أنه يتضمن كل حقائق العلم (الماضي والحالي والمستقبلي) كما يتوهم بعض المفسرين لأن ذلك مستحيل وغير منطقي منه تعالى، فهو خلق الإنسان ووهبه عقلا وطلب منه أن يبحث عن حقائق الوجود وأن يكتشف ويخترع لكي يحل كل مشاكل حياته، فما معنى خلق الإنسان إذا كانت كل الإجابات والحقائق العلمية جاهزة؟ إن حجم القرآن نفسه لا يستوعب ملايين المعطيات والقوانين والحقائق العلمية كأي موسوعة ضخمة شاملة لأن تلك ليست مهمته فهو كتاب رسالة وليس (إنسكلوبيديا) وأتحدى الذين يدعون أن القرآن يتضمن كل العلوم أن يعثروا على الآيات التي تتحدث عن الحاسوب والتكنولوجيات الجديدة للإعلام! إن إشارته تعالى إلى بعض مظاهر الكون وبعض القضايا العامة هي دلالة على عظمته تعالى وليست قوانين علمية دقيقة، لأن من أراد العلم عليه أن يشمر على ساعده ويدخل المختبرات بدل تبرير عجز أمة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت