الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عايز تستكردني-

حسن خالد

2020 / 9 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كنا نتابع في الدراما والأفلام المصرية و حتى في الأحاديث العفوية بين عامة المصريين وتشدنا عبارة "هو أنت بتستكردني" أو "عايز تستكردني ليه " وربما تؤلم البعض و "أنا منهم "
ولأكثر من صديق مصري تجمعنا صداقة إفتراضية كنت استفسر للوصول إلى ما يروي شغفي بالمعنى المقصود أهي اعتباطية أم استصغار ونظرة دونية لقوم حكموا مصر ردحا طويلا من الزمن ، تعددت الردود واختلفت دون حسم ، لكن وبينما كانت الأسرة مجتمعة تتابع مسلسل "رمانة " خليجي وأظنه "كويتي" بطولة القديرة القديرة حياة فهد : مرّت هذه العبارة "بتستكردني" فتيقنت أنها باتت جزءا من الثقافة العربية حتى "دون فهم المعنى" والتي تعكس البساطة والغفلة في المواقف التي تتطلب اللجوء لهذا المصطلح ؟
ولدى محاولتي البحث في الجزور التاريخية وهي ترتبط بزمن حكم الأيوبيين لمصر ، لفت نظري مقال ربما يفي بالغرض إلى حدٍّ كبير للصحفي المصري محسن عوض الله لمحاولة معرفة المعنى الذي تقصده ومسيرة تغيير المعنى ليأخذ مفهوما سلبيا فيما بعد وهي كغيرها تعرضت للتحوير والاستغلال والاستعمال من قبل البسطاء ولو بنية حسنة ....

-$--$--$-========-$--$-========-$--$--$-

(( الاستكراد بين المصريين والأكراد ))
الصحفي : محسن عوض الله

سألني صديقي الكردي المقرب إلى قلبي عن معني مصطلح "تستكردني" الذي يستخدمه المصريون ، كان السؤال صعبا نظرا لمعرفتي بالمدلول السىء للكلمة ما قد يحزن صديقي ولكن أردت تأصيل تلك الكلمة وبحثت عن مصدرها وحقيقة المقصود بها.
وتوصلت إلى رأيان حول مصطلح الاستكراد أحدهما كردي وأخر مصري .
الرأي المصري ذكره د.بهاء مزيد أستاذ اللغويات والترجمة ورئيس قسم اللغة الانجليزية كلية آداب جامعة سوهاج فى كتابه لغة اهل مصر، يقول الرجل في بحثه عن أصل ومعنى كلمة "الاستكراد" "لم أجد أقرب إليها من كلمة "كروديا" وجمعها "كروديات"، مادة "كرد" في العربية، و"الكرد" جيل من الناس معروف والجمع "أكراد" كما يقول ابن منظور في لسان العرب، وإذا وصفت أحدهم بصفة "crude" الانجليزية فقد عنيت أنه خام، ساذج، قليل الذكاء سهل الانخداع والانقياد، وأصلها اللاتيني crudus ومعناها لا يختلف كثيرا عن معناها في الانجليزية اليوم.
وبحسب الكتاب "فإن المصري لا بد أن يضيف لمساته المبدعة فقد اشتق من "الكروديا" فعل يستكرد ـ وينطق بين أهل مصر بفتح التاء والراء ـ أي يستغفل و"الاستكراد" وهو الاستغفال أو اقتناص فرصة "غفلة" الآخرين وسذاجتهم للإيقاع بهم أو لتضليلهم".
أما الرأي الكردي وهو الأوثق من وجهة نظري فقد ذكره الكاتب علي سيريني فى أحد مقالاته نقلا عن المؤرخ العربي محمد حرب.
يقول سيريني " قد يستغرب الجميع أن كلمة الإستكراد التي خرجت من عند المصريين أولاً، كانت في بداية الأمر مديحاً ولقباً يُطلق للمجاملة على غير الأكراد، تقديراً لهم ومبالغة في إحترامهم.
فالأكراد الذين حكموا مصر والدول المجاورة لها أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي، إشتهروا بالعدل والمعاملة الحسنة مع الناس.
واقترنت الناس العدل والأخلاق الحسنة بالعنوان الكُردي، نظراً لكون الحكام والقادة الكبار في الدولة أكرادا. فأسد الدين شيركو، وصلاح الدين الأيوبي، وقاضي القضاة، والقاضي الفاضل، وقادة الديوان والجيش والمؤرخون في معظمهم كانوا أكرادا.
ومن هنا فإن الناس البسطاء في مصر كانوا يجاملون الشرطة، وحراس السجون، والضباط الصغار في الجيش من المصريين بإطلاق اللقب الكُردي عليهم، لتبجيلهم وتعظيمهم عبر تشبيههم بطبقة الحكام والأشراف في الدولة.
وحين كان الواحد يطلق لقب الكُردي على أي شخص في ذلك العهد، كان يعني بمثابة تشريف للمقام وتعظيم للشأن.
لكن المصريين أفرطوا في إستعمال المدح لرجالهم بالوصف الكُردي، حتى كان السارق، والمحتال، والزاني، ومن إرتكبوا جرائم مختلفة يتوسلون إلى سجّانيهم وشرطتهم أن لا يعذبوهم، بإطلاق اللقب الكُردي عليهم: أنت كُردي ولا تظلم، أنت كُردي أي أنك طيب متسامح.
لكن الشرطة وحراس السجون الذين كانوا يصرّون على إذاقة هؤلاء العذاب والضرب، كانوا يردون فوراً: تستكردني، أنا لست كردياً وأشبعك الضرب!
وهكذا بمرور الزمن تبدل المفهوم الكُردي من مديح إلى معنى قبيح. وأصبح القول أنت كُردي، حيلة لنيل مرام غير مقبول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم