الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيم الأخلاق وصنع السلام والحرية

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2020 / 9 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منظومة الأخلاق وصنع السلام والحرية

السعي نحو منظومة أخلاقية تتناسب مع واقع متبدل ومتسارع في حركته نحو أفاق يصعب السيطرة عليها أو توقع اتجاهاتها في ظل غياب حقيقي لإدراك بمدى خطورة هذا الغياب وما يترب عليه من تمزق في الوجدان المجتمعي الشعبي على أقل تقدير ,فيفرز الواقع مظاهر يمكننا أن نسميها أمراض أخلاقية تطيح بالسلم الأجتماعي وتحرص بعض القوى المحركة داخل المجتمع على تنميتها حرصا على مصالح جزئية وذاتية تتيح لها التفرد بالسلطة وأغتنام فرصة التيه واللا وعي.
في الكثير من الحوارات واللقاءات الفردية والجماعية واحينا بالمباشر أو عبر صفحات الفيس بوك ومواقع الاتصال الأخرى كان الموضوع الغالب والأعم والرئيسي هو لماذا نحن صرنا هكذا. ولماذا لا نتغير ؟. وما هو السبيل الأمثل والأنجح ؟.. وتعددت الآراء وتعارضت الأفكار والتصورات والنظريات لكنها كانت تتفق من حيث لا يعلم الجميع أن القاسم المشترك هو غياب الأخلاق كضابط للسلوك عند القائمين على تنظيم حركة المجتمع وإدارته , والسب برأي ليس هذا الغياب ناتج من فراغ ولا بسبب عدم أيمانهم بقيم الأخلاق ولكن عدم أتفاقنا كمجتمع على رؤية أخلاقية مشتركة نتقاسم الإيمان بها على أنها الحد لأدنى الذي إذا ما تم خرقة نعرض وجودنا الجمعي الكامل للخطر والضياع.
نحن اليوم بأمس حاجة لتكوين وصياغة وبلورة نظرية أخلاقية وجعها المقياس الأول والرئيسي لبيان حقيقة الأشخاص كأفراد بالمجتمع والمجتمع كضميم للأفراد وبالتالي فيكون من السهل علينا أن نشخص كل حالة على حدة وأيضا نستطيع ان نميز الوعي والعمل بالرؤية هذه من قبل الجميع وحتى لا تتداخل العناوين والشعارات وتصبح لكلمة الوطنية والانسانية والحق والباطل والفضائل معاني واضحة وشفافة دون ان ترتدى من قبل البعض حسب الظروف أو يمكن حملها حسب الحاجة او تفسيرها حسب مقتضيات السياسة.
هناك من يتسائل حقيقة عن من يحدد القيم الأخلاقية الدين ام الموروث الجمعي ام علاقات الانتاج في مرحلة ما ؟؟؟ معتبرا أن هناك ثوابت تتفق عليها الاديان والمجتمعات المختلفة وهناك ضوابط العقاب والثواب ويعتقد ان تصحيح الدين وتعميق القيم الانسانية والوطنية يمثل سبيلا امثل لها, وأكاد أجزم أن الأخلاق منذ أن نشأت ليس لها علاقة إلا بماهية الإنسان المدني الإنسان الذي يصارع من أجل الأصلحية والأحسنية والخيرية التي أكتشفها طبيعيا من خلال الحدث والتجربة فوجوده الأول وقوانين الحفاظ على الوجود هي مصدر حقيقي لتبني الأفضل منها وتتراكم هذه الحقيقة فتنتج لنا منظومة أخلاقية متصفة به , هذا يعني أن الإنسان بالتجربة والعمل هو من يحدد القيم الأخلاقية ويصنعها ثم يتقيد بها على مدى أستقررها.
فمن الممكن أن تكون إنسان بقليل من الوعي بإنسانيتك وهذا أول شروط طبيعي لتكوين وصياغة الحس لأخلاقي عند الإنسان القادر على أن يستمر ,هذا القليل هو الذي يقودك نحو الرقي ويمنحك الدافع لأن تكون كائن مسالم محب للخير والحرية ويدفع بك أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك, ولكن قليل من الشعور بالدونية يعمق فيك العنصر التكويني الحيواني ويؤدي بك لأن تتحالف مع الظلام وتركن لقيد العبودية , فكونوا احرارا بدنياكم تكونوا بشرا مما يحفظ للوجود علته الأولى.
العلة التي أوجدت للإنسان الحق في أن يستعمر الأرض ويصلحها ويتناوب مع الطبيعة على إدارة مجتمع الأرض من خلال السلام والحرية هي علة كوننا بشر نصنع الأخلاق ونلتزم بما نصنعه ثم نبادر إلى نشر تلك المنظومة الأخلاقية ,أما الحس الحيواني ذلك الحس التدميري المفسد لا يهتم بالأخلاق ولا يبالي بشرائطها واستحقاقاتها وإن كان الحيون ككائن له قيم أجتماعية فطرية لا يمكنه أن يتجاوزها لكن الإنسان يفعلها ويخرق ما يؤمن به لمجرد أنها تتعارض مع مصالحه وقيمه النفسية المريضة التي تصنع السوء وتتقيد به أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو