الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدرجة الصفر للتكوين والبحث في الجامعة المغربية : كليات الإقتصاد نموذجا.

أحمد زوبدي

2020 / 10 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


الدرجة الصفر للتكوين والبحث في الجامعة المغربية : كليات الاقتصاد نموذجا.

وأنا أتصفح بإمعان شعب و تخصصات دبلوم الإجازة و الماستر والدكتوراه في العلوم الاقتصادية بمختلف الكليات في المغرب, لاحظت وسبق أن سجلت ذلك منذ زمن خلى أن العلوم الإقتصادية, التي تعودنا على دراستها, قد تحولت إلى تقنيات التدبير ولم يفلت منها ولو شيء يذكر.
هناك بعض الأساتذة المشكورين, وهم القلة الضئيلة, قد حاولوا الحفاظ على بعض التخصصات في العلوم الإقتصادية, لكن للأسف الشديد لم تصمد هذه التخصصات البحثية أمام هجوم تخصصات التدبير التي حطت أوزارها بتواطؤ مكشوف للجميع بدءا بالمسمى أستاذ مرورا بالطالب والشعبة والعمادة ومجلس الأساتذة والرئاسة والوزارة الوصية وهلم جرا.
تحولت كليات الاقتصاد إلى مختبرات السوبرماركيت والماكدونالدز لصنع روبوهات مشحونة بفن السلع وبأذواق المستهلك وكل المغريات.. أصبحت الكليات دكاكين لبيع الصكوك والاتجار بالشواهد الفارغة وسرقة البحوث !
لا شك ان تخصصات التدبير والتدقيق والرقابة لها قيمة كبيرة شريطة أن يتم التكوين والتأهيل في المعاهد والمدارس الموكل لها هذه المهمة, طبعا دون الإفراط في شحن الطلبة بالجانب التقني على حساب الجانب التثقيفي أي التكوين في مواد لها ارتباط بالعلوم الاجتماعية النقدية والثقافة العامة واللغات. أما الكليات , فقد عهد لها التكوين البحثي وإنتاج المعرفة أي تكوين باحثين وأساتذة ينتجون الأفكار ويوفرون شروط تطور المجتمع من خلال إنتاج باراديغمات و نماذج نظرية لها كل القدرة والطاقة لصياغة بدائل لمشكلات روح العصر .
علم الاقتصاد أو قل علم الاقتصاد السياسي هو علم من العلوم الاجتماعية هدفه هو دراسة الاقتصاد في علاقته مع الأنشطة الإنسانية الأخرى أو قل بالتحديد هو علم دراسة الاختيارات الاقتصادية الناتجة عن الاختيارات السياسية والتي تفضي إلى توزيع الثروة. من هذا الباب, يصح القول أن علم الاقتصاد يجب أن يدرس ( كعلم اجتماعي) الاقتصاد السياسي أي الاختيارات السياسية التي وراء الاختيارات الاقتصادية, بما فيه طبعا الجانب النقدي يعني نقد الإقتصاد السياسي الذي يكون ( أي النقد) الأداة الطيعة لنقد اقتصاد السوق في نسخته المبتورة التي تفرضها الإمبريالية على شعوب دول الجنوب.
للإشارة وللأسف الشديد يتم التسويق في الكثير من المؤسسات العمومية كالمندوبية السامية للتخطيط ووزارة المالية لا الحصر لنماذج رياضية نيوليبرالية لدراسة الكثير من القضايا المتعلقة بالاقتصاد المغربي والتي يتم ربطها بفرضيات لا تعكس الواقع منها مثلا اعتبار أن الصدمات النقدية صدمات خارجية (chocs exogènes ) في حين أنها عوامل لصيقة ببنيات الاقتصاد الوطني. باختصار شديد جدا تتأسس منهجية النماذج النيوليبرالية المهيمنة على نظرية الإنسان الاقتصادي (homo-economicus) ومن خلال هذا الأخير الإنسان النموذجي (agent représentatif) الذي يقوم بدور الرأسمالي والعامل مع الغاء حتى التبادل والأسعار ويبقى النموذج الرياضي أمام تناقض مكشوف أي الإزدواجية (duplication) في ما يخص عاملي الانتاج أي رأس المال والعمل أو قل قوة العمل. كل هذه المضاربة العلمية تجعل النظرية الإقتصاديةالمهيمنة تنحرف عن شروط البحث العلمي لترتدي زي العلم-الوهم( science-fiction) , وهي ردة وكارثة علمية على المستوى الأكاديمي ليس إلا. فالمندوبية السامية للتخطيط (وغيرها) ومعها جل اقتصاديي الماكدونالز والسوبيرماركيت في الجامعة المغربية, هم أسيرو تبعيتهم الأكاديمية والعلمية للمعابد الكنائسية التي تنتج منهم أشكال مستنسخة من أطفال شيكاغو (chicago- boys), وهو المنتوج الأكاديمي خارج المدارس الأمريكية التي تحصد جوائز نوبل في الإقتصاد الخالص أو قل الاقتصاد المبتذل, كما يقول كارل ماركس (وليس الاقتصاد السياسي), الذي يوظف في دول الجنوب لخدمة أجندة مؤسسات بروتون وودز ( صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) والمنظمة العالمية للتجارة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والشركات العابرة للقارات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير