الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة بدر في فصل الصيف: : ابن اسحاق أرخ الهجرة في ربيع النسي. (2)

محمد بن ابراهيم

2020 / 10 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعتبر حدث الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة حدثا مركزيا فاصلا في تاريخ الدعوة إلى الاسلام، فقد شكل وصول الرسول إلى المدينة بداية عهد جديد بني على الإخاء والتعاقد؛ بيد أن هذا الحدث المركزي قد كان ولا يزال مثار جدل على مستوى تأريخه وضبط أيامه من شهر ربيع ما في عام 622 ميلادية. ولئن كان المتواتر عن ابن اسحاق أن ذلك كان يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فإن التجريب الكلنداري يكشف عن استحالته المطلقة في ربيع الأول العدة الموافق لشهر شتنبر 622 ميلادية، ما يجعله والحالة هذه يوما شبحيا لا وجود له، مثله مثل تحديده لتاريخ الوفاة بيوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. فهل أرخ ابن اسحاق حدث الهجرة وفق ضلالة النسي؟ وهل كان واعيا بأنه يؤرخ بها سيما وأنه كرر على طول سيرته لازمته الأثيرة: فكلما صادف شهر حج إلا وقال وولي المشركون تلك الحجة من تلك السنة؟ أم أنه عدها شهور عدة فبنى عليها تأريخه وهي في الأصل شهور نسيء، فاستبق حدث الهجرة في ربيع الأول العدة بسبعة أشهر، فوطنه في ربيع الأول النسي المواطئ لشعبان العدة من العام 53 من عمر الرسول؟ فكان ذلك سببا في اضطراب أحداث السيرة من حيث تأريخها ومن حيث عدم تطابقها مع المواسم الفصلية التي تحيل عليها الأزمنة الداخلية الواردة في روايات ومتون بعض أحداثها؟
يأتي هذا المقال في سياق استكمال دراسة المساق الترتيبي لغزوة بدر بدءا من الهجرة النبوية وصولا إلى معركة بدر التي انتهينا في مقالنا السابق إلى أنها كانت في شهر صفر العدة من السنة الثانية على رأس 12 شهرا من الهجرة / رمضان النسي من الطور14 الموافق لشهر غشت 623، وذلك بهدف تجميع كل القرائن والأدلة التي تؤكد أن ابن اسحاق أرخ للسيرة بشهور النسي وعدها شهور عدة مستقيمة، فمن خلال الكشف عن منطقه الكرنولوجي باعتبار سيرته أقدم مصدر وصلنا في السير والمغازي عبر تهذيب ابن هشام، نستطيع أن نبين أن تـأريخه لأحدث السيرة كان وفق شهور ضلالة النسي، فنعزز بذلك مصداقية توطيننا لمعركة بدر في صفر العدة/ رمضان النسي، و قد تابع الجمهور ابن اسحاق فيما قاله وأورده دون تمحيص ونظر، فكان ذلك سببا في تضارب التواريخ والروايات وعدم اتساق المعطيات والظروف الزمنية الواردة في متونها مع الأزمنة الشمسية الموافقة للشهور القمرية التي أرخت بها، والحقيقة أن الرجل رحمه الله وغفر له أرخ السيرة بشهور النسي لا بشهور العدة واعتدها شهور عدة وإليكم جردا لأهم التواريخ التي ذكرها في سيرته بين الهجرة وبدر.
1. قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيأ لحربه، وقام فيما أمره الله به من جهاد عدوه وقتال من أمره الله به ممن يليه من المشركين، مشركي العرب، (وذلك بعد أن بعثه الله تعالى بثلاث عشرة سنة). تاريخ الهجرة بالإسناد المتقدم عن عبد الملك بن هشام، قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه المدينة يوم الاثنين، حين اشتد الضحاء، وكادت الشمس تعتدل، لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول. قال ابن إسحاق: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة، وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة، فأقام [بها] بقية شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وجماديين، ورجبا، وشعبان، وشهر رمضان، وشوالا، وذا القعدة، وذا الحجة - وولى تلك الحجة المشركون - والمحرم، ثم خرج غازيا في صفر على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمة المدينة. (السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧).
• إن تأريخ ابن اسحاق للهجرة بيوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول يصطدم باستحالة موافقة الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لليوم الموافق للثاني عشر من ربيع الأول العدة من السنة الأولى الموافق لشهر شتنبر 622 ميلادية كيفما قلبت الأمر: تولد هلال ربيع الأول العدة فلكيا ليلة السبت 14 شتنبر 624 ميلادية غريغورية على الساعة 00: و20 دقيقة، فأما إن كان الاحد هو فاتحه كما هو الحال في تقويم الليالي العددية (انظر العام 54)، فيكون قوله "لاثني عشرة ليلة خلت من ربيع الأول" قد وافق حينها نهار الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت. أما بحسب مبدأ الرؤية، فإن عمر الهلال كان إلى عشية الاحد ليلة الاثنين قد قارب 42 ساعة، فكان بذلك مرئيا ظاهرا للجميع، وبحسب هذه الحالة الثانية كان يوم الجمعة هو الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفق مبدأ اليوم الغروبي واستطلاع الهلال بالعين المجردة، وقول ابن اسحاق في كلتا الحالتين محال قطعا مما يقوي من فرضية تأريخه للهجرة بربيع الأول النسي/ شعبان العدة، والبناء عليه كشهر عدة، سيما وأنه أورد أن عمر الرسول حين الهجرة كان 53 عاما.( انظر العام 53 و 54 من عمر الرسول في الكلندار أسفله).
• بالعودة كلنداريا إلى ربيع الأول النسي المواطئ لشهر شعبان العدة، والموافق لشهر مار622 ميلادية وذلك قبل سبعة أشهر من التاريخ الفعلي للهجرة، نجد أنه وافق تماما التاريخ الذي ذكره، ففي الطور 13 من أطوار النسي بلغ دور ربيع الأول النسي شعبان العدة فواطأه، وتولد هلال ربيع النسي هذا نهار الثلاثاء 19 فبراير على الساعة 6 و 5 دقائق، فكان أوله الاربعاء بحسب تقويم الليالي العددية وكان نهار الاثنين موافقا لثنتي عشرة ليلة خلت منه تماما ، فيما كان يوم الخميس فاتح الشهر بحسب مبدأ الرؤية فوافق الاثنين اثنى عشرة ليلة خلت منه موافقة تامة وفق مبدأ اليوم الغروبي. وأمام هذا الاتساق بين ما أروده ابن اسحاق على مستوى اليوم والعدد والشهر والعمر فإنه لا يسعنا إلا الاقرار بأنه أرخ لوصول الرسول إلى قباء بربيع الأول النسي، شعبان العدة الموافق ل 13 مارس 622 ميلادية كريغورية قبل سبعة أشهر من الهجرة الفعلية للرسول، ما يجعل تواريخه متقدمة عن تأريخها الحقيقي بمدد قد تزيد أو تنقص؛ فهو وإن أرخ للهجرة وما بعدها بشهور النسي فقد تعامل معها على أساس أنها شهور عدة فاثبت المحرم مطلقا وإن اصطدم به مرات استهلكه في اطالة اقامة الرسول بالمدينة أو في المحال التي غزاها لشهور.
• أمام هذا الاشكال الذي وقع فيه ابن اسحاق نقول بأن الرسول خرج من مكة يوم الاثنين 17 صفر فمكث بالغار ثلاث ليال ولزمه من 10 إلى 12 ليلة للوصول إلى المدينة. وقد تواترت الأخبار أنه خرج من مكة يوم الاثنين ووصل قباء يوم الاثنين (فتح الباري - ابن حجر - ج ٧ - الصفحة ١٨٤/ السيرة النبوية - ابن كثير- ج ٢ - الصفحة ٢٣٢/ تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٤ - الصفحة ١٥/ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ٢٣٣). وهذا القول الذي نقله ابن حجر- وهو الذي نرجحه- لا يصح إلا في ربيع الأول العدة من السنة الأولى للهجرة الموافق لشهر شتنبر 622 ميلادية، أما ما جزم به ابن حزم من أن الرسول خرج من الغار لليال بقين من صفر فهو فيما يبدوا قريب مما أورده الواقدي في قوله أن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار كان ليلة الاثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول ( الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ٢٣٢) وهي تواريخ محلها ربيع النسي، فكلا القولين لا يستقيمان مع ربيع الأول العدة، و قول الواقدي قريب من أن يتوافق كما أورده ابن سعد بصيغة أربع خلون مع ربيع الأول النسي/ شعبان العدة الذي أرخ به ابن اسحاق الوصول إلى قباء ضحى يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وقد بينا مشكل هذا القول وبأنه ربيع الأول النسي لا ربيع عدة مستقيمة ، وقد ذكر ابن سعد عن الواقدي أن الرسول وصل قباء يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول وهو القول الذي نتبناه لسهولة موافقته كلنداريا ولبقاء عشرة أعوام كاملة بينه وبين حدث الوفاة، أما القول بيوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة فقد بينا أنه قول لا يمكن مواطأته إلا في ربيع الأول النسي لا العدة.
• أمام هذا الاشكال، تسمح الشواهد والظروف الزمنية الواردة في روايات الهجرة بحسم تاريخ هجرة الرسول في شتنبر 622 لا في مارس الموافق لربيع النسي/ شعبان العدة، ومن ذلك ما ورد في البخاري ": فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ ، وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلاَحِ ، فَقِيلَ فِي المَدِينَةِ : جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ : جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ ، فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ ، وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ ، يَخْتَرِفُ لَهُمْ ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا ، فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ.( صحيح البخاري - البخاري - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠). وتعبير "يخترف لهم" قد يدل على صرم الثمر في الخريف، وفي لسان العرب من : خرف النخل يخرفه خرفا وخرافا وخرافا واخترفه: صرمه واجتناه. والخروفة: النخلة يخرف ثمرها أي يصرم، فعولة بمعنى مفعولة. والخرائف: النخل اللائي تخرص. وخرفت فلانا أخرفه إذا لقطت له الثمر. أبو عمرو: اخرف لنا ثمر النخل، وخرفت الثمار أخرفها، بالضم، أي اجتنيتها، الثمر مخروف وخريف والمخرف: النخلة نفسها، والاختراف: لقط النخل، بسرا كان أو رطبا، عن أبي حنيفة. وأخرف النخل: حان خرافه. والخارف: الحافظ في النخل، والجمع خراف. وأرسلوا خرافهم أي نظارهم. وخرف الرجل يخرف: أخذ من طرف الفواكه، والاسم الخرفة. يقال: التمر خرفة الصائم. وفي الحديث: إن الشجر أبعد من الخارف، وهو الذي يخرف الثمر أي يجتنيه. (لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٦٤)، ويشهد هذا التفصيل على أن الزمن الموسمي كان زمن ما يسمى "بالميقاظ" وفيه يبدأ جني التمور، ويمتد هذا الموسم قديما قبل دخول الزراعات والتقنيات الحديثة في نجد والحجاز عموما بين شهري غشت وشتنبر، وغالبا ما يرتبط موسم نضج الرطب بطلوع نجم سهيل ( فقالوا اذا طلع سهيل فتلمس الرطب بالليل) ويطلع سهيل في حدود 23 غشت ويستمر 53 يوما، ووثق ابن بشر النجدي في عنوان المجد بتاريخ نجد تأخر موسم نضج الرطب في عام 1108 هجرية فقال: "وفيها تأخر نضاج الرطب في النخل، ولم يشبع الناس إلا بعد سبعة عشر يوما من ظهور سهيل" (نقلا عن مقال: المقياظ... مناد بسلعة وداعي ضيوف – مقال بجريدة الاقتصادية- https://www.aleqt.com). ويعزز هذا الطرح أيضا ما ورد في قصة اسلام سلمان الفارسي من أنه كان لحظة وصول الرسول إلى قباء في رأس عذق لسيده يعمل فيه بعض العمل وسيده جالس إذ اقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال فلان قاتل الله بني قيلة والله انهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي. قال سلمان فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت سأسقط على سيدي قال ونزلت عن النخلة... وقد كان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه...( مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج ٥ - الصفحة ٤٤٣). وقد احتمل الحلبي في السيرة الحلبية أن يكون ما قصده سلمان الفارسي "بشيء" تمرا أو رطبا (السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٠٧) وهو قول يعضده ما ورد في كتاب يحيى عن محمد بن إسماعيل بن مجمّع قال: لما نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على كلثوم بن الهدم هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة قال: يا نجيح، لمولى له، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتفت إلى أبي بكر: أنجحت، أو أنجحنا، فقال: أطعمنا رطبا، قال فأتوا بقنو من أم جرذان فيه رطب منصف ( بالكاد رطب نصفه) وفيه زهو (بسر تلون بحمرة او صفرة والمعني من القولين أنه تمر حديث الصرم ولم ينضج بالكامل)، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ما هذا؟ قال: عذق أم جرذان، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم بارك في أم جرذان، وقد أخرجه أبو سعيد في شرف المصطفى من طريق الحاكم، وقال قوم بمنزله صلّى الله عليه وسلّم على سعد بن خيثمة. وقد رواه يحيى أيضا، قال رزين: والأول أصح (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى- السمهودي – الجزء١ الصفحة ١٩٢) وأمام هذه الشواهد والظروف الزمنية فإننا على يقين أن تاريخ الهجرة النبوية كان في موسم جني التمر، وأنه وافق شهر شتنبر فكان كما عليه الاجماع في ربيع الأول العدة من السنة الأولى للهجرة المواطئ بشوال النسي من الطور13. وقد وصل الرسول إلى قباء يوم الاثنين 2 ربيع الأول العدة الموافق 16 شتنبر 622 ميلادية غريغورية، وانتقل إلى المدينة في يوم الجمعة 13 ربيع الأول لثنتي عشرة ليلة خلت منه أو لتسع عشرة خلون منه بحسب اختلافهم في مدة لبثه بقباء أو لأربع وعشرين:
• أما رواية أنس بن مالك في صحيح البخاري أن الرسول لبث فيهم أربع عشرة ليلة (صحيح البخاري - البخاري - ج ١ - الصفحة ١١١) فلا تستقيم كلنداريا مع يوم الجمعة، اللهم إلا إذا كان انتقاله من قباء إلى المدينة يوم الاثنين 15 ربيع الأول لأربع عشرة ليلة خلت من وصوله قباء الاثنين 2 ربيع الأول، فإذا صح أن الرسول انتقل إليها في يوم اثنين وليس في يوم جمعة كما ترجح ذلك قصة مسجد رانوناء التي أوردها ابن اسحاق (تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٤ - الصفحة ١٤) فان رواية أنس بن مالك دقيقة كلنداريا. أما إذا كان لابد لليوم أن يكون جمعة فلا. والظاهر أن الرسول انتقل من بني عمرو بن عوف إلى المدينة يوم الجمعة 13 ربيع الأول بعد أن أقام فيهم احدى عشرة ليلة أو ثماني عشرة ليلة، ولا معيار قاطع يمكننا من الترجيح الدقيق باستثناء التردد الواسع للعدد 12 في السيرة النبوية. و يعول قولنا أن خروج الرسول من مكة كان يوم الاثنين 17 صفر العدة على ظاهر رواية ابن عباس: "ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين". وعلى ما يلزم المسافر بين مكة والمدينة من أيام تتراوح بين عشرة أيام إلى اثني عشر يوما للوصول، فإذا كان خروجه من مكة يوم الاثنين إلى الغار فمكت فيه ثلاث ليال كما ورد، فإن خروجه منه كان يوم الخميس، فاستغرق في مسيره إلى المدينة احدى عشرة ليلة ووصل قباء ضحى الاثنين 2 ربيع الأول. فكان مجموع ما استغرقته الرحلة أربع عشرة ليلة من خروجه من مكة ودخوله الغار إلى وصوله قباء وهذا قريب مما رواه أحمد والحاكم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد لبثت مع صاحبي - يعني أبا بكر - ليلة الغار بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا البرير. وقال الحاكم معناه: مكثنا مختفين من المشركين في الغار وفي الطريق بضعة عشر يوما. وقول الرسول ليلة الغار زمن للتأريخ للحوادث شبيه بقوله تعالى في يوم نحس مستمر وقد امتد سبع ليال وثمانية أيام، أو قوله تعالى يوم القيامة، وهو على معهود العرب في تأريخهم للحوادث بالأيام فيما جمع عادة تحت مسمى أيام العرب وأخبارهم ، بيد أن البضع في القرءان كما حققته هو ما كان فوق السبع الأولى ودون السبع الثانية و في حدود العدد 12. ما يجعل قول الرسول "بضع عشرة ليلة "دالا على مسيره فقط فيصرف معنى البضع في الحديث إلى معنى الخروج من الغار والمسير إلى المدينة فقد كان يقدم عليه بالطعام كما في الروايات حين كان متخفيا به، فيكون الأمد المستغرق حينها موافقا لمفهوم البضع.
• ويبقى أن نشير هنا إلى قول الحاكم أن الرسول قدم قباء يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول (عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ١٧٥)، وهو قول متوافق كلنداريا مع الاثنين التاسع من ربيع الأول لثمان خلون بحسب تقويم الليالي العددية وموافق ليوم الاثنين الثامن من ربيع الأول وفق اليوم الغروبي، وعلى هذا القول يكون خروجه من مكة يوم الاثنين لست بقين من صفر فخرج من الغار يوم الخميس لثلاث بقين من صفر واستغرق مسيره احدى عشرة ليلة، ووفق هذا الحساب فقد لبث فيهم الثلاثاء والاربعاء والخميس كما ذهب إلى ذلك ابن اسحاق ودخل المدينة يوم الجمعة لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول العدة، أما إن بقي فيهم بضع عشرة ليلة وفق حساب الثامن من ربيع فقد دخل المدينة يوم الجمعة لتسع عشرة خلت من ربيع الأول ، أما ان كان لبثه فيهم أربع عشرة ليلة كما في رواية أنس بن مالك فقد دخلها يوم الاثنين لثنتين وعشرين ليلة خلت منه، في حين يكون الرسول قد دخلها إن كان لبث فيهم ثماني عشرة ليلة يوم الجمعة لست وعشرين خلون منه، وأيا كان الأمر فإن من شأن القول بوصول الرسول إلى قباء لثمان خلون من ربيع الأول أن ينقص ثمانية أيام من عشرة أعوام قضاها الرسول في المدينة. والذي نتبناه هو أن الرسول وصلها الاثنين الثاني من ربيع الأول ودخلها يوم الجمعة لوجود شاهد قائم ( مسجد رانوناء) "لثنتي عشرة ليلة"؟ وإلا فإن الاعتبار أولا لرواية ثمانية عشرة ليلة التي رواها عويمر بن ساعدة (لبث فيهم ثَمَانِي عشرَة لَيْلَة ثمَّ خرج) كونها توافق الجمعة، ثم لرواية أنس بن مالك، ولولا أنها تخالف الجمعة كلنداريا لكانت أوفق من جميع الروايات فبناء المسجد وانتظار وصول الامام علي بن أبي طالب يقتضي أمدا أطول من احدى عشرة ليلة؛ ولئن بينا الوهم الذي وقع فيه ابن اسحاق في توطينه الهجرة بربيع الأول النسي/ شعبان العدة فإن عدة الأيام التي حددها تبقى صالحة، فهو وإن قال أن الرسول وصل الاثنين لثنتي عشرة ليلة وأنه أقام في قباء الثلاثاء والاربعاء والخميس وانتقل إلى المدينة يوم الجمعة ففأدركته الجمعة في الطريق، فإن دخول الرسول المدينة كان عنده وفق ذلك لثماني عشرة ليلة خلت من ربيع النسي الذي اعتمده كشهر عدة وهو في الأصل شعبان ، فوافق على هذا العدد رواية عويمر بن ساعدة من أن الرسول لبث فيهم ثماني عشرة ليلة ، وهي أولى هنا بالأخذ على حسب هذه الاعتبارات، سيما وأن ابن اسحاق نفسه أشار الى أن "بني عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك"، وحيث أن المعتبر عندنا أن وصول الرسول الفعلي إلى قباء كان يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول العدة، الموافق لشتنبر 622 فإننا بناء على ذلك نحدد تاريخ انتقال الرسول من قباء إلى المدينة في يوم الجمعة 20 ربيع الأول لتسع عشرة ليلة خلت منه ولثماني عشرة ليلة من نزوله قباء، وهذا هو الجمع الممكن بين التأريخ الذي ذكره ابن اسحاق في غير موضعه والتواريخ التي كان محلها ربيع الأول العدة، على أن قوله في السيرة الهشامية أن الامام علي أقام في مكة ثلاثا ثم لحق بالرسول بقباء قول مؤسس على تأريخه لوصول الرسول في اثنتي عشرة ليلة خلت ودخوله المدينة لثماني عشرة ليلة، فالإمام علي يلزمه احدى عشرة ليلة كمتوسط للوصول إلى المدينة، ومن هنا فكلامه محض تقدير بالمراحل بين مكة والمدينة، وهذا هو لب الاشكال الذي يعترض هذه التواريخ وترجيحنا لبعضها على بعض فلا تدري ما القدر المحفوظ منها من القدر المستعاد بناء على المسير بالأيام، والمعنى: أن قوله أن عليا مكث ثلاث ليال بمكة لازم قوله أن الرسول نزل بقباء لثنتي عشرة ليلة ودخل المدينة يوم الجمعة.
• أما على قول أن الرسول كتب إلى الامام علي بعد وصوله قباء بالشخوص إليه كما في السيرة الحلبية وفي سيرة دحلان لكن دون توفيقهما وجمعهما بين الأخبار المتضاربة (السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣)، وعلى ذلك أيضا معظم الروايات الشيعية، فإن صح أن الرسول كاتب الامام علي بالشخوص إليه وهو بقباء، وأن الامام علي نزل بقباء والرسول فيها كما يفهم ذلك من سياق ابن اسحاق ومن الروايات التي وردت، فان ذلك يترتب عنه ترجيج آخر، فالكتاب يصل لعشر ومسير الامام علي إلى المدينة في عشرة ليال أخر، وفي السيرة أن الامام علي مكث مع الرسول بقباء ليلة أو ليلتين وأن الرسول مكث هناك ينتظر قدومه، فإن كان ذلك كذلك فإنه لا سبيل لنا إلا ما زعم ابن اسحاق أن بني عمرو بن عوف يزعمونه: أي أنه مكث فيهم أكثر من ذلك، وإن اعتمدنا نزوله قباء يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول وكان لابد من الجمع بين الجمعة وتاريخ الدخول إلى المدينة على هذا القول، فإن ذلك قد كان على ذلك في يوم الجمعة 27 ربيع الأول لخمس وعشرين ليلة خلت من نزوله قباء؛ وهذا هو الراجح من الحيثيات الذي ذكرنا، وهو قول قريب مما في رواية المستملي والحموي لحديث أنس الموجود في الصحيح من أن الرسول ، "نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ ، فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنُ عَوْفٍ ، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَا وعشرين لَيْلَةً " بدلا من رواية أربع عشرة ليلة التي رجحها الحافظ ابن حجر وأعتبرها الأصح وهي المثبتة في سائر نسخ الصحيحين ( انظر شرح حديث أنس بن مالك المذكور في ارشاد الساري وفي عمدة القاري: صحيح البخاري كتاب الصلاة باب: هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد حديث رقم 420 / موقع جامع السنة وشروحها ) وفيه قول العيني: ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر في نسخة أربعًا وعشرين، وصوب الحافظ ابن حجر الأولى، أي أربع عشرة ليلة، وقول أنس بن مالك على هذه النقول أربعا وعشرين ليلة، الظاهر أنه محصلة حساب ومراحل: فالمسافة بين مكة والمدينة معروف أنها 10 مراحل في أدنى تقدير إلى 12 ليلة في أعلاه، ولابد من اعتبار يوم إلى يومين للراحة والجهاز، فتوزع هذه الليالي التي ذكرها أنس بن مالك وفق رواية الحموي ومن ذكرنا تبعا لذلك كالآتي: 11 ليلة لوصول كتاب الرسول إلى علي بن أبي طالب بمكة بالشخوص إليه و11 ليلة أخرى لوصوله إلى المدينة فتلك 22 ليلة مضافا إليها ليلتين أقام فيهما على بن أبي طالب مع الرسول بقباء، وتبقى ليلة واحدة بعث فيها الرسول الكتاب صبيحة الثلاثاء من نزوله قباء الاثنين 2 ربيع الأول، وعليه وبالاعتبارات التي ذكرنا: فإن الرسول انتقل من قباء إلى المدينة (على مسافة 3.5 كلم من قباء/ نصف ساعة تقريبا من المشي المعتدل) يوم الجمعة 27 ربيع الأول العدة لست وعشرين خلون منه ولخمس وعشرين من نزوله قباء، ووافق ذلك 11 أكتوبر 622 ميلادية غريغورية، فمكث فيهم بذلك: 25 ليلة من نزوله و24 ليلة من بعثه الكتاب إلى علي بن أبي طالب. واستغرقت المدة من خروج الرسول من مكة يوم الاثنين 17 صفر العدة إلى انتقاله إلى المدينة 39 ليلة: منها 14 ليلة من مكة إلى قباء: ( 3 بالغار11 ليلة في الطريق )، و 25 ليلة مكثا في بني عمرو بن عوف.( انظر العام 54 من عمر الرسول في الكلندار أسفله). وإلى هذا انتهت بنا الروايات والنقول فرجحناه وقويناه إلى أن يظهر لنا ما لا يسلك في الذهن إلا بمخالفته سيما بعد أن بينا مشكلة تأريخ ابن اسحاق وما جزم به الكلبي من دخول المدينة لثنتي عشرة ليلة خلت وأن محل ذلك في ربيع النسي لا العدة. (انظر آخر العام 53 من الكلندار على الرابط أسفله) وإن لزمهم رد قول قوم من بني عمرو بن عوف أنه لبث فيهم أكثر من ذلك، فالأولى بهم رد معظم أحاديث الفضائل والمناقب التي روتها العائلات والعشائر عن ذويها من الصحابة.
• التواريخ التي تذكر خروج الرسول من مكة في ليال بقين من صفر ليست متوافقة مع ربيع الأول العدة، ولا يمكن أن تكون معقولة قياسا إلى المسافة بين مكة والمدينة عند من يؤرخ الوصول إلى قباء بيوم الاثنين أول أوثاني ربيع الأول العدة وهو الراجح والصحيح ، وانما يتفق القول بأن خروج الرسول كان في ليال بقين من صفر مع تأريخ ابن اسحاق لوصول الرسول إلى قباء لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، ولا يمكن مواطأة هذا الاثنين الذي ذكره ابن اسحاق كلنداريا في ربيع الأول العدة الموافق لشتنبر622، بل يمكن ذلك بسهولة في ربيع الأول النسي المواطئ لشعبان العدة ( مارس 622 )، وهو ربيع الأول الذي اعتمده ابن اسحاق بوصفه شهر عدة فأرخ به حدث الهجرة كما معركة بدر في رمضان النسي على رأس 19 شهرا من ربيع الأول النسي/ شعبان العدة الموافق لمارس 622 قبل التأريخ الفعلي للهجرة في ربيع الأول بنحو سبعة أشهر، فذكر أن الرسول وصل قباء يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت منه، فكان قوله يوما شبحا لا وجود له في ربيع الأول العدة الذي هاجر فيه الرسول على الحقيقة. والواقع أن الرسول وصل قباء يوم الاثنين 2 ربيع الأول العدة/ شوال النسي من الطور13، الموافق ل 16 شتنبر 622 ميلادية غريغورية.
2. قال ابن اسحاق "فأقام [بها] بقية شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وجماديين، ورجبا، وشعبان، وشهر رمضان، وشوالا، وذا القعدة، وذا الحجة - وولى تلك الحجة المشركون - والمحرم، ثم خرج غازيا في صفر على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمة المدينة."
• تبعا لما قررناه من أن ابن اسحاق أرخ للهجرة في ربيع الأول النسي/ شعبان العدة فإن كل هذه الشهور التي أثبتها كمدة لبثها الرسول بالمدينة من وصوله إلى خروجه غازيا، هي شهور نسي، وقد توزعت أشهر النسي من الطور 13 التي ذكرها في علاقتها بأشهر العدة وفق ما يلي:
• قولة بقية ربيع الأول = بقية شعبان العدة.( تاريخ الهجرة حسب ابن اسحاق؟).
• و شهر ربيع الأخر= رمضان العدة.
• والجماديين = شوال + ذو القعدة العدة.
• ورجبا = ذو الحجة العدة.
• وشعبان = محرم العدة.
• وشهر رمضان = صفر العدة.
• وشوالا = ربيع الأول العدة ( الهجرة الفعلية للرسول)
• وذا القعدة = ربيع الثاني العدة
• و ذا الحجة = جمادى الأولى العدة، "وولي تلك الحجة المشركون".
• والمحرم = جمادى الثانية العدة. ( المحرم مثبت في هذا الطور من النسي).
• قوله ثم خرج غازيا (غروة الأبواء ودان) في صفر = رجب على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمه المدينة: قول غير ممكن مبني على تأريخ الهجرة بربيع الأول النسي/ شعبان العدة، فصفر العدة الذي على رأس اثنى عشر شهرا هو الذي شهد في الحقيقة معركة بدر، ما يجعل تأريخه لغزوة الأبواء سابقا لتاريخها الحقيقي بنحو ستة أشهر إلى سبعة ؛ فصفر النسي الذي ذكره يواطئ شهر رجب، والظاهر على ضوء هذه المقاربة الجديدة أن غزوة الأبواء (ودان) في شهر ربيع الأول النسي من الطور14 المواطئ لشعبان العدة على رأس ستة أشهر من الهجرة النبوية، الموافق لشهر فبراير 623 ميلادية غريغورية. (تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ١٢٣).ثم سرية عبيدة أحمد بن الحارث إلى بطن رابغ في ربيع الأول النسي/ شعبان العدة، وبعثه الرسول عقب عودته من الأبواء أو اثناء تواجده فيه، وقد أرخت هذه السرية بربيع الأول عند ابن اسحاق واذا جمعنا بين القولين لزم أن تكون غزوة الأبواء هي الأخرى في ربيع الأول لا في صفر سيما وأنه كان مواطئا لرجب العدة، فيما ذهب الواقدي إلى أن السرية كانت في شوال، والظاهر أن الرسول بعثه لما وصل الأبواء فيما كانت سرية حمزة بعده أو متزامنة معه في ربيع الأول أو الآخر النسي (السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٢٩ فما بعدها / فتح الباري - ابن حجر - ج ٧ - الصفحة ٢١٧/ سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٦ - الصفحة ١٣).

3. قال ابن اسحاق: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، (من غزوة الابواء/ ودان ) ولم يلق كيدا، فأقام بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول:
• قوله بقية صفر= بقية رجب العدة.
• وصدرا من شهر ربيع الأول = شعبان العدة.

4. قال ابن إسحاق: ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا (غزوة بواط). ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى. ثم غزا قريشا (وغزوة العشيرة).

• قوله ثم غزا رسول الله في شهر ربيع الأول يريد قريشا = شعبان العدة، وهو قول سابق لزمانه، فالصحيح على هذا أن غزوة بواط في شهر ربيع الثاني النسي/ رمضان العدة من السنة الأولى للهجرة على رأس سبعة أشهر، لاعتراض عير لقريش فيها أمية بن خلف. (تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ١٢٣/السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٣).ثم سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر في شهر رمضان العدة على رأس سبعة أشهر- وهو قول الواقدي- من الهجرة النبوية، المقابل لربيع الآخر النسي من الطور14 والموافق لشهر مارس 623 لاعتراض عير لقريش ( تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ١٢٠/ الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٣٧٠/ السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٦). ثم سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار لاعتراض عير لقريش في شوال العدة من السنة الأولى على رأس ثمانية أشهر، المواطئ بجمادى الأولى النسي من الطور14 والموافق لشهر أبريل 623 ( السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤). قال ابن هشام وقد ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد كان بعد حمزة، وبعث حمزة كان في رمضان على رأس سبعة أشهر من الهجرة، ومن المستبعد أن يرسل الرسول سرية اعتراضية لقافلة ويأمرها بالقتال في الشهر الحرام، وقد كان عدد أفراد السرية حسب ابن هشام ثمانية فلعلها كانت عينا غير مأمورة بالقتال فيصح حينها بعثها في ذي القعدة، فالذي عليه الأمر أن الرسول لا يقاتل في الشهر الحرام إلا أن يقاتل فيه أو أن تتصل به الحرب للقرءان أولا ثم لما في رواية جابر ابن عبدالله، أما من زعم أن ذلك نسخ سواء بما نزل في سرية عبدالله ابن جحش أو في سورة التوبة بعد ذلك فقوله في ذمته، ثم أن هذه السرية كانت قبل ما زعموا أنه نسخ القتال في الشهر الحرام.

• قول ابن اسحاق فلبث بها بقية شهر ربيع الاخر = بقية شهر رمضان العدة.
• قوله وبعض جمادى الأولى ثم غزا قريشا ( غزوة العشيرة ) = وبعض شوال العدة.
• قوله ثم غزا قريشا، يقصد غزوة العشيرة لاعتراض قافلة لقريش فصلت من مكة في اتجاه الشام. وقد كان ذلك في جمادى الأولى النسي من الطور14 المواطئ لشهر شوال العدة من السنة الأولى للهجرة على رأس ثمانية أشهر، والموافق لشهر أبريل 623 ميلادية.

5. قال ابن اسحاق : ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالي قلائل، لا تبلغ العشر، حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة،......ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجبا وشعبان.... وصرف القبلة إلى الكعبة قال ابن إسحاق: صرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة".
• قوله حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة : غارة كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة وخروج الرسول في طلبه إلى أن بلغ سفوان في جمادى الآخرة النسي من الطور 14/ المواطئ لشهر ذي القعدة العدة من السنة الأولى على رأس تسعة أشهر من مهاجره، الموافق لشهر ماي 623. وعاد الرسول منها في أول رجب "النسي". (تاريخ خليفة بن خياط - خليفة بن خياط العصفري - الصفحة ٣١/ السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٥) وتعرف هذه الغزوة ببدر الأولى؟
• قوله فأقام بها بقية جمادى الآخرة = ذو القعدة العدة.
• قوله ورجبا = ذو الحجة العدة.
• قوله وشعبان = محرم العدة.
• قوله وصرفت القبلة على رأس ثمانية عشر شهرا: قول صحيح بالقياس إلى تأريخه للهجرة وفق ربيع الأول النسي/ شعبان العدة، وهو قول تنقضه رواية أنس بن مالك من أن القبلة صرفت على رأس 9 إلى 10 أشهر من مقدم الرسول إلى المدينة مما يثبت صحة ما ذهبنا اليه من أنه أرخ للهجرة في ربيع الأول النسي/ شعبان العدة قبل تاريخ الهجرة الفعلية للرسول، فراوية أنس استندت إلى أن الهجرة في ربيع الأول العدة / شتنبر 622 فيما عد ابن اسحاق من ربيع الأول النسي من الطور 13 المواطئ لشعبان العدة والموافق لشهر مارس622. ثم سرية عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة وكانت في شهر رجب النسي من الطور 14 المواطئ لشهر ذي الحجة العدة على رأس 10 أشهر من الهجرة النبوية، والموافق لشهر يونيو623 ميلادية .

6. قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه - قال ابن هشام: خرج [يوم الاثنين] لثمان ليال خلون من شهر رمضان - واستعمل عمرو بن أم مكتوم - ويقال اسمه: عبد الله ابن أم مكتوم أخا بنى عامر بن لؤي - على الصلاة بالناس، ثم رد أبا لبابة من الروحاء، واستعمله على المدينة.... فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.
• قوله وخرج رسول الله في ليال مضت من شهر رمضان= صفر العدة
• قوله فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة بدر سبعة عشرة من شهر رمضان = الجمعة 17 صفر العدة من السنة الثانية للهجرة الموافق ل 22 غشت 623 ميلادية.
 على ما ذكرنا نرتب أهم الاحداث بين الهجرة و معركة بدر كالآتي:
1. الهجرة النبوية:
• تاريخ الخروج من مكة: الاثنين 17 صفر العدة من السنة الأولى / رمضان النسي في الطور 13 (من دورة النسي الأخيرة في حياة الرسول) الموافق ل 2 شتنبر 622 ميلادية غريغورية.
• تاريخ الوصول إلى قباء: الاثنين 2 ربيع الأول العدة من السنة الأولى/ شوال النسي من الطور 13 الموافق ل 16 شتنبر 622 ميلادية غريغورية.
• تاريخ الدخول الى المدينة: الجمعة 27 ربيع الأول العدة من السنة الأولى/ شوال النسي من الطور 13 الموافق ل 11 اكتوبر 622 ميلادية غريغورية.
2. غزوة ودان أو الأبواء في:
• شعبان العدة من السنة الأولى للهجرة على رأس ستة أشهر/ ربيع الأول النسي من الطور 14 الموافق ل فبراير ومارس 623 ميلادية غريغورية. وذكروا اسنادا إلى ابن اسحاق أن الرسول خرج لثنتي عشرة ليلة خلت من صفر، وهو تأريخ تابع لقوله على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمه وتأريخه الهجرة لاثنتي عشرة ليلة خلت. (تاريخ خليفة بن خياط - خليفة بن خياط العصفري - الصفحة ٣٠).
• سرية عبيدة احمد بن الحارث إلى رابغ في شعبان على رأس ستة أشهر/ ربيع الأول النسي من الطور 14 الموافق لفبراير ومارس 623.
3. غزوة بواط في: في
• شهر رمضان العدة من السنة الأولى على رأس سبعة أشهر/ ربيع الثاني النسي من الطور14 الموافق لشهر مارس 623 ميلادية غريغورية.
• سرية حمزة بن عبد المطلب الى سيف البحر في شهر رمضان العدة على رأس سبعة اشهر/ ربيع الثاني النسي من الطور 14 الموافق لشهر مارس 623 ميلادية غريغورية.
4. غزوة العشيرة في :
• شوال العدة في السنة الأولى على رأس ثمانية أشهر/ جمادى الأولى النسي من الطور 14 الموافق لشهر أبريل 623 ميلادية غريغورية.
5. غارة كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة في :
• ذي القعدة العدة من السنة الأولى على رأس تسعة أشهر/ جمادى الآخرة النسي من الطور 14 الموافق لشهر ماي 623 ميلادية غريغورية. وخرج الرسول في طلبه.
6. تحويل القبلة الى الكعبة في :
• شهر ذي الحجة العدة من السنة الأولى على رأس عشرة أشهر / رجب النسي من الطور 14 الموافق ليونيو ويوليوز 623 ميلادية غريغورية. وعلى رأس 18 شهرا بالعد من ربيع الاول النسي/ شعبان العد الذي أرخ به ابن اسحاق حدث الهجرة وتابعه عليه الجمهور.
7. سرية (عين) عبد الله ابن جحش الى بطن نخلة في:
• أواخر شهر ذي الحجة العدة من السنة الأولى على رأس عشرة أشهر / أواخر رجب النسي من الطور14 الموافق لشهر يوليوز 623 ميلادية غريغورية وهي سرية عين لم تؤمر بقتال.
8. معركة بدر الكبرى في :
• يوم الجمعة 17 صفر العدة من السنة الثانية على رأس اثنى عشر شهرا (على رأس عام من خروجه من مكة الاثنين 17 صفر من السنة الاولى: 354 يوما تماما) وقد كانت هذه المعركة في 17 رمضان النسي من الطور 14 المواطئ لشهر صفر العدة المستقيمة والموافق 22 غشت 623 ميلادية غريغورية.
المرفقات : الكلندار النبوي وفق تقويم الليالي العددية العالمي الموحد على الرابط أسفله.
https://drive.google.com/drive/folders/18Rfe2SwMAd60Gwch0r5p1falHvGVh37c?usp=sharing








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا