الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شغف العلم ومذبحة التعليم.

مريم القمص
كاتبة وصحفية واخصائية اعلام تربوي

(Mariam Elkmoss)

2020 / 10 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


اضطرتني الظروف أن اتعلم الإيطالية، تلك اللغة التي تبهر أُذنك عند سماعها للوهله الأولى وكأنها سيمفونية رقيقة ورشيقة، لكنها لغة متشعبة أجد فيها صعوبة بالغة فلم أتحصل سوى على بضعة كلمات، ككلمة ciao وعبارة non sto bene لأنها تتماشى مع حالتي هذه الايام.. لذلك فقد أعلنت فشلي الزريع في التعامل معها ربما لو كنت سعيت لدراسة التاريخ الفرعوني لنجحت ،ليس لقدرتى على حفظ التاريخ بذاكرة طفلاً صغيراً على العكس ، وإنما لأننى أحب هذا وأبغض تلك، فالسر فى التعلم والتعليم هو الشغف، والحب هو الدافع الخفى الذى يقفز بك قفزات تعلو بك فوق إمكاناتك البسيطة والمتاحه ،، وإذا أمعنا النظر فى مسألتى التعليم والتعلم لدينا نجد إنها ينقصها الكثير من الأمانة والصدق من القائمين على المنظومة بجميع تروسها، والشغف والحب من المتلقين.. وعندما نتكلم عن واحدة من أهم النمور الأسيوية كاكوريا الجنوبية تلك العملاقة التى إعتمدت فى نهضتها إلى عدة عوامل أهمها، النهوض بالتعليم الفنى والتكنولوجيا الفنية تلك النهضة الإجتماعية والحضارية التي يلاحظها جيداً معظم الطلاب من أطفالنا ومراهقينا مما يشاهدوه فى الدراما الكورية، ويستشعرونها فى إختراق فريق bts للعالمية، فبلاد الراميون أدركوا جيداً أن النهضة تبدأ بالصناعة لذا فقد بلورو تلك المعتقدات التنموية فى أذهان طلابهم مع إعدادهم خطة مدروسة لتسكين تلك السواعد المدربة على التكنولوجيا الفنية فى سوق العمل المتعطش للإزدهار... فلماذا لا نملك واحده من تلك الأنظمة التعليمية المرنه فى بلادنا ..؟! لأننا لا نعلم مع من نتعامل أو حتى كيفية التعامل وبالتالى ليس لدينا آليات ننهض بها بالتعليم ، نحن لا ندرك ما يحتاجه سوق العمل لدينا و أحيانا نخلق أسواق وهمية لتعيين البيه أبن الباشا، وتبا.. لما ينقصنا ربما لو أعتمدنا فقط على الحب وعلى الشغف فيما يقدم للطلاب وما يحتاجه الوطن لنجونا .. فى الخارج يدرس الطالب ما يحبه ويناسبه وهو الأمر الذى يكتشفه فيه القائمين على التعليم مبكراً فيقومون بتوجيهه إلى ما يلبي إشتياقه لذلك يصبح التعليم ماهو إلا إثقال المجال الذى سيلمع فيه بالمستقبل أما نحن فحدث ولا حرج فليس لدينا سوى شعارات تكتب على حوائط مدارسنا كيف يسود أنظمة تعليمية يحكمها التكنولوجيا بالمشهد الأمامي كما فى مصر ولدينا طلاب يستنزفون ثلاثة أرباع طاقتهم فى العمل لتحسين أوضاع أسرهم المادية لا لدفع باقة الإنترنت لتنفيذ أهداف المنظومة الجديدة ، حتى يمكنه إستكمال تعليمه والحصول على شهادات حبيسة أدراج أحلامه المبتسره ، كيف لطالب لا يعلم نهاية مسيرة تعليمه الطويلة لا يرى فيها بادرة أمل فى الحصول على مكان وسط مجتمعه المزدحم ، أن يصدق فيك وفى نهضتك التعليمية الهشه .. نعم هشه طالما لن تتناسب مع المعطيات الحقيقة لدينا ، كيف نعترف بالتعليم عن بعد وأنت لم تضع منهجاً يقرب الطالب إلى ذاته ، إلى نفسه التى كرهها كثيراً وساعده فى ذلك الظروف القاسية ، والأعوجاج الأخلاقى والتعالى الفكري لدى بعض المؤسسات التعليمية.. تريدون الإصلاح عليكم بالأمانة ثم الإنتماء وبعدها أفعلوا بأولادنا ما تبغون ولكن لا تنسوا أن تعلموهم كيف يحبون ما يدرسون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة