الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان والركوب على ظهورنا!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الرئيس التركي ومنذ تولي حزبه القيادة في البلد عرف كيف يركب أمواج السياسة من خلال الأيديولوجيا الإسلامية ولمرحلة ما في بدايات حكومته عرف كيف يركب على ظهر “خطاب الديمقراطية وهو الذي وصفها بالسيارة وينزل منها متى يشاء” ولكن دائماً بصبغة أيديولوجية الإسلام حيث أفواج القطيع الجاهزة وبظهور منحنية لركوبها وهنا أتذكر حادثة رواها صاحبها لي شخصياً حيث كان في أفغانستان بعمل تجاري -تجارة المخدرات فقد كان ذاك عمله- وفي أحد الأيام نزل إلى الشارع بهدف شراء علبة دخان وعندما عرف صاحب المحل، بأنه من سوريا طلب منه، بل ترجاه أن يركب على ظهره -أي أن يركب صديقنا على ظهر صاحب المحل- كونه آتٍ من “شام شريف” .. وهكذا فكل من عرف أن يستغل الأيديولوجيا الإسلامية من حركة طالبان إلى داعش إلى جبهة النصرة وكل المجموعات الإسلامية الراديكالية -وحتى المعتدلة وشيوخها ورموزها- فهو بنفس الوقت عرف كيف يركب ظهر هذه الشعوب المستجهلة للأسف ويبدو أن أردوغان أتقن اللعبة أكثر من غيره حيث أستخدمها وما زال في خدمة مشاريع الدولة الطورانية وبحق يعتبر مؤسس تركيا الجديد بعد مرحلة الكمالية بحيث يمكننا تسميتها بالمرحلة الأردوغانية، طبعاً هو يستمر بخدمة تركيا الكمالية القومية العنصرية ولكن بصبغة إسلامية وهو بذلك أعاد لتركيا دورها الحيوي النشط في العالم الإسلامي بحيث بات يركب كل الشعوب العربية والإسلامية “إلا من رحمه ربه”، كما يقال!

ويبدو أن (السيد) أردوغان يريد إستخدام كل الوسائل والوقائع في ركوبه شعوبنا ومنها شخصيات تاريخية مثل شخصية صلاح الدين الأيوبي، لما لها من دلالة رمزية في التاريخ الإسلامي وشعوب المنطقة وخاصةً من خلال قضية تمس ملايين الناس من أتباع الدين الإسلامي وبالأخص في قضية تعتبر مساً بالمعتقد الديني والمقدسات؛ ألا وهي قضية “تحرير القدس” والاتجار بها بين الحين والآخر حيث وفي آخر (تهجم صريح على اسرائيل ودول الخليج) وبحسب الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإخبارية ومنها موقع خبر24 حيث قال الأخير؛ أي أردوغان: (“إن من يشرعن الاحتلال الإسرائيلي، ويوافق على خطة ضمها للقدس والأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بحق إخوتنا الفلسطينيين، يهين صلاح الدين الأيوبي”. ولم يقف الرئيس التركي عند هذا الحد، بل زاد عليه بأنه حمل الأمانة كرجل مسلم من القائد صلاح الدين الأيوبي، مهمة تحرير القدس، مستثيراً العواطف الاسلامية، بأن هذا الأمر هو واجب على كل مسلم أينما كانوا. وأضاف أردوغان واصفاً صلاح الدين الأيوبي، بأنه كان عاشقاً للقدس كما يفعل هو الآن، وأن مكانته كبيرة ليس في قلوب المسلمين فحسب، بل حتى عند أعدائه، منوهاً أن هذا القائد ترك لهم أكبر أمانة على مر التاريخ وهي أولى القبلتين للمسلمين “القدس”).

طبعاً هذه الشعوب سوف تصدقه كما هو الحال دائماً ومع كل سيد يركبهم وذلك من دون أن يسألوه -ولا نحن راح نسأله- وماذا فعلت بأبناء صلاح الدين؟! بل إننا نطلب منهم أن يسألوا ويطلبوا من سيدهم فقط؛ بأن يقطع العلاقات التجارية والديبلوماسية مع إسرائيل وذلك قبل أن يزايد على العرب -أصحاب القضية- في قضايا “التطبيع مع إسرائيل” وحينها نحن أيضاً سنصدقه، بل إننا سنحني ظهورنا مع الآخرين ليركبها أردوغان وتركيا.. كم هي بائسة هذه الشعوب وكم تحملت وستتحمل ظهورها ركوب كل أفاق دعي دجال؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية