الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بترول العراق ونسائه

منال حميد غانم

2020 / 10 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


"أنا على يقين بأن من سيكتبون التاريخ بعد مئة عام سيقولون إن النفط لم يحقق الثروة للعرب إلا التعجيل في هلاكهم"

هذا ما عبر عنه الروائي والصحافي اللبناني امين المعلوف في روايته التائهون عن مكتسبات امتلاكنا البترول في أراضينا. ان الهلاك يمس كل السكان عندما يحل ولكن في العراق يمس النساء اكثر من الرجال . فمدى استفادة النساء من النفط اقل بمئات المرات من الرجال . فالنساء لا يعملن بحفره وتكريره حيث اثبت ان نسبة النساء العاملات في شركة نفط الجنوب ٣٤% ونسبة النساء العاملات في شركة الحفر العراقية ٣% واجمالي مشاركة المرأة في قطاع الصناعة حوالي ٤% .
فهناك فجوة جندرية واضحة في مجال الصناعات النفطية، التي لا تستوعب قوى بشرية كبيرة من الاصل وتتحيز ضد النساء بسبب مواطن عملها في المناطق النائية وطبيعة عملها القاسية وبذات الوقت نرى زخم بأعداد الخريجات في التخصصات النفطية ويظهر بصورة جلية عدم التناسب بين متطلبات السوق وخريجات تلك التخصصات .
ان اصوات طلبة وطالبات كليات هندسة النفط والهندسة الكيميائية ومعاهد النفط وجيلوجيا الارض وهندسة التصفية والتكرير ، تصدح وترتفع سنة عن الاخرى امام وزارة النفط في بغداد او المحافظات ويصعدون من مستوى الاحتجاج بالاعتصام والمبيت امام الوزارة لكن بلا طائل يذكر .
فأذا كانت قساوة العمل النفطي سبب لأبعاد النساء فالحل بتشغيلهن في الأعمال الادارية والمكتبية داخل شركات النفط واذا كان بسبب بعد اماكن العمل فما يطبق على الرجال بحل تلك المسألة يطبق على النساء من توفير وسائل نقل امنة او توفير اماكن سكن بالقرب من مقرات الشركات والحلول كثيرة عند تلك الجزئية .
اما ما يخص عمل النساء في نقل النفط في الموانئء النفطية فلا توجد نسبة واضحة لعملهن بهذه المواقع ولكن بالمجمل مشاركة النساء في التجارة ٤% بمقابل مشاركة الرجل فيها بنسبة ٢١%.

اما ما يخص توزيع ايرادات النفط فبالعادة ووفق ماجرى عليه العمل في كل دول العالم يتم تحويل تلك الايرادات الى خدمات تنتفع بها النساء او فرص عمل من خلال توسيع الجانب الاستثماري في البلاد او توزيع بدل بطالة في حال لم توفر الدولة فرص العمل .

لكن في العراق لا يحصلن النساء على خدمات تخصهن مثل مراكز ايواء من العنف، ولا مراكز تأهيل نفسي ،ولا مراكز ترفيه تخص النساء وتراعي خصوصية حياتهن في مجتمع محافظ ،ولا توفر دور حضانة او رياض اطفال يمكن الاعتماد عليها عند العمل، ولا حماية من العنف المنزلي، ولا اجور عن العمل الرعائي، ولا تسهيلات لفتح مشاريع خاصة بهن، او مراكز حقيقية وفعالة لتنميتهن ،ولا آليات لحمايتهن من الختان والزواج المبكر والانجاب المبكر ،ولا عمل على تخفيض نسبة الامية في الاهوار والمدن ،ولا اهتمام بالمرأة الريفية . والقائمة تطول إذا توفر من يسمعنا لكي ندرج مطالبنا اكثر و اكثر .
فالنساء لم يستفدن من النفط في مرحله التنقيب عنه واستكشافه ولا بمرحلة تكريره وتصفيته ولا بمرحلة تصديره والاتجار به ، لكن يبدو ان النساء العراقيات اكتشفن طريقة جيدة للأستفادة من هذا النفط ( ثروتهن) ، الا وهي سكب النفط على اجسادهن لحرقها والموت انتحارا، فخلال سنة ٢٠١٩ وحدها تم تسجيل ٣٤٦ حالة انتحار قامت بها سيدات اغلبها تمت حرقا .

النفط ليس لعنة بحد ذاته وإنما من يقوم بأدارة تلك الهبة او الثروة هو من يشكل لعنة على ملّاكه فهو من يصعد بهم الى اعلى درجات سلم الحضارة والرقي والرفاه وهو من يسقطهم منه وينزل بهم الى البربرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية


.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك




.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج


.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً




.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران