الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أبو عيادة عاصمة الشورى و مصنع الرجال !
وحيد محمود محمد
كاتب و باحث
(Waheed Eyada)
2020 / 10 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ما زلت أشم رائحة أعمامى و أجدادى كلما أخذنى الحنين و توجهت الى قريتى بمنطقة أبو عياده بالتل الكبير , حيث الشموخ والكرم و الأناقة والرجولة بكامل معانيها .
سافرت الى بلاد كثيرة فى اوربا واسيا مثل السعودية والبحرين وتايلاند وانجلترا ولم أنسي يوما أننى إبن الريف المصري , رائحة المطر وهى تختلط برمال الشوارع , جمال السواقى , لون الغيطان والحقول و المروج الخضراء التى تريح القلب قبل العين , و فوق كل ذلك عندما أصافح أولاد عمومتى وجيرانى وأهل بلدى أشعر بأننى أمتلك نصف الكرة الأرضية لأن عيونهم تعطيك الأمل و حرارة لقائهم و صفاء نيتهم يزرع فى شرايينك حب الحياة ..
الجدير بالذكر أن العائلات فى الأقاليم و خصوصا فى الاسماعيلية تسهم بقدرا معتبرا فى رسم الخريطة السياسية للإقليم أو المحافظة , و توافق العائلات على أشخاص بعينهم يجعل لهم النصيب الأكبر فى إجتياز الانتخابات النيابية , و لذلك دائما ما يتوجه المرشحون لمنطقة أبو عيادة العريقة لعرض برامجهم وخطب ودهم و هذا تقليد قديم أسسه عمى المرحوم فتحى أبو عيادة عمدة المنطقة الذى كان بمثابة القبطان الذى يقود المركب الى بر الأمان مهما كانت الأمواج هادرة أو العواصف عاتية .
و من أهم سمات عائلة أبو عياده هو الاندماج والتأخى مع باقى العائلات التى لا تقل قيمة وقامة و خصوصا أن العائلات ذابت بالمصاهرة والجيرة والحب و المصلحة المشتركة .
يطول الحديث و يزداد الحنين لعائلتى " ابو عيادة " رغم أننى لا أميل أبدا إلى التحزب أو العصبية ولكن بالعكس أشعر أن الفخامة و الرقى تكمن فى احترام كل العائلات أفرادا و جماعات و ربطهم جميعا بالمصلحة المشتركة و العلاقات الحميدة الطيبة .
لقد دعا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- المسلمين إلى التآخي مع بعضنا البعض ، دون تمييز ، وطلب منا الولاء لبعضنا والنصرة، وأن تكون العصبية فى الحق و القبلية لنصرة المظلوم و نشر قيم الاسلام .
يرجع حبى بعائلتى أننى لم أرى فيهم – على حد علمى – سوي حب الخير للناس جميعا و احترام وجهات النظر ومد يد العون و المشورة بين جميع العائلات المحترمة التى تتزين بها محافظة الاسماعيلية كلها , وفى اعتقادى ويقينى أن العائلات يجب أن تتعارف ولا تتفاخر , تتقارب ولا تتنافر هكذا نزرع بذور الحب الذى سيحصده أولادنا يوما ما و نحقق قول المولى عز وجل ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالماً ، كيف أنصره ؟ ، قال : تمنعه من الظلم ؛ فإن ذلك نصره ) .
يزداد الشجن وتبتلعنى الأبجديات قبل أن أحلم بالعودة يوما ما الى حضن الأهل فى الريف حيث جمال الطبيعة و روح الود و عطر الإخوة .. و للحديث بقية ............
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. في لبنان.. نزوح جماعي هربا من الموت الذي تخلفه الغارات الإسر
.. بطل أم ديكتاتور؟ سيكو توري.. رجل غينيا القوي • فرانس 24 / FR
.. -سنة على الحرب التي غيرت وجه العالم- • فرانس 24 / FRANCE 24
.. بينما يستعد المراسل للبث.. كاميرا CNN توثق قصفاً إسرائيليًا
.. بعد عام على -طوفان الأقصى-.. ماذا حققت حماس؟