الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صندوق الأسرار-الجنس-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 10 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التناقض بين الرغبة الجنسية وقيم المجتمع يجعلنا نفعل تحت الطاولة ما لا نفعله في العلن. قد نكون جميعاً نمارس في الخفاء ما لا نعلنه للمجتمع سواء كنّا نساء أم رجالاً ، الفرق بين ما لا تعلنه المرأة ولا يعلنه الرّجل هو: قد تمارس المرأة الدّعارة أحياناً سواء بهدف المال، أو المتعة ، لكنّ القلة منهن يتجرّأن على ذلك حتى لو أردن ، وهنا دائماً أعني مجتمعاتنا العربية ، فليس لي خبرة سوى فيها، ويبقى الإنسان هو الإنسان يتغير بتغير الظروف و القوانين. أما عن الرجل فهو أيضاً مزدوج الخطاب والتفكير فقد يمارس الجنس، أو يشرب الكحول ، لكنه ينفي ذلك للمجتمع لأنه يخافه، ولا يظهر تمرده عليه، فيحاول إرضاء رغباته بالسّر، و يوافق المجتمع في العلن. بل أكثر من ذلك فقد يكون على الشّاطئ مع فتاة شقراء ، و يصور الرّجل ذلك الشّاطئ مع الفتيات العاريات ليبين انحلال الغرب، وعدم الغيرة على الزوجة أو البنت.
لا شكّ أن الجنس هو سلوك طبيعي عند الكائنات الحية، لكنّه بنفس الوقت عقدة من عقد مجتمعنا، فالنظرة للمرأة على أنها لغز ، و أنه من المستحيل فهم النساء وبأنه من المستحيل الثقة بهنّ أيضاً .
يقول أبو نوّاس: "إن النساء شياطين خلقن فلا/ تركن لهنّ فهذا القول معروف/ إذا أحبوا امرئ أحبّوه عن غرض/ وإن جفوه غدا يا قوم مشغوف."
لا زال هذا القول مأخوذ به .

هناك تصوّر للمرأة على أنها كائناً شبقياً يتمحور تفكيره حول مسائل الجنس، ومن هنا ينطلق خوف الرجل" في عقله الباطن" منها بسبب اعتقاده بأنها متفوّقة بالفطرة عليه في القدرة الجنسية. ، ولا يمكن الحد من ذلك ، وقد تحدّث أئمة الإسلام باستفاضة عن الموضوع ، و وضعوا حقوقاً للزوج على زوجته مثل الطاعة العمياء إلى درجة أن الإمام الغزالي شبهها بالرّقيق حيث قال: هي رقيقة له، وعليها طاعته مطلقاً.
كان العرب فيما يدعى " الجاهلية" كانوا مولعين بالجنس، كانت نساء مكة يفتحن بيوتهن للدعارة العلنية ويرفعن عليها الرايات حتى يعرف المسافر أبن يجد ضالته. كانت النساء يطفن حول الكعبة عاريات ، ولم يكن العري يثير في الرجل مشاعر جنسية تدفعه إلى الهجوم على النساء.

كان العرب مولعين بالجنس وبأعضاء المرأة التناسلية لدرجة أنهم أعطوا هذا العضو أسماء تفوق في عددها ربما الأسماء الحسنى ، كما أن الإسلام لم ينه عن الجنس حيث أباح تعدد الزوجات ، ملك اليمين، زواج المتعة ، كما أنه جعل إثبات جريمة الزنا شبه مستحيلة. لماذا تغيّر الحال، ومنع حتى الاختلاط؟
إنّهم رجال الدين، أو ما يدعونهم" العلماء" الذين تلخّص علمهم في:
الحيض والاستحاضة، والنجاسة، وعذاب القبر. . . هم من أنتج المجتمع المكبوت الذي نحن عليه الآن. حيث أصبحنا ندعي الفضيلة و الأخلاق، ووضعنا الجنس في صندوق الأسرار .
هنا يبرز لنا سبب جوع لرجل العربي الجنسي ، بشكل يجعله يثار إذا أظهرت المرأة أي جزء من جسدها فهو يتخيلها عارية، ويتخيل نفسه بطل الفيلم يمارس الجنس معها.
السّؤال المهم هو : كيف نتحرّر من عقدة الجنس؟
هل نضع حدوداً في التشريع لمن يدعون أنفسهم بالعلماء؟
نحتاج إلى تفسير جديد يجعلنا نتصرف بطبيعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما جاهلية سوي ما جاء بعد , ما سمي بالجاهلية
أنور نور ( 2020 / 10 / 12 - 15:30 )
جاء بالمقال : كان العرب فيما يدعى - الجاهلية- كانوا مولعين بالجنس، كانت نساء مكة يفتحن بيوتهن للدعارة العلنية ويرفعن عليها الرايات حتى يعرف المسافر أبن يجد ضالته. كانت النساء يطفن حول الكعبة عاريات ، ولم يكن العري يثير في الرجل مشاعر جنسية تدفعه إلى الهجوم على النساء.
انتهي
ونفهم من ذلك ان اباحة - اطلاق سراح - الجنس .. قد وفّرَت ما يمكن تسميته بالأمن الجنسي . فلا يهجم رجل علي امرأة تطوف بالكعبة عارية .. فالجنس مباح والكل شبعان

ثانيا : كادت الأستاذة الكاتبة - كغالبية الكُتّاب - تبريء الاسلام وتُلبّس المسؤولية لرؤوس رجال الدين .. و الحقيقة : سيرة النبي وأحاديثه والقرآن .. حافلة بما يؤكد الازدواجية ناحية الجنس - أقوال بخلاف الافعال - موجودة في الكتاب والسنة - ناسخ
ومنسوخ , وتناقض

ثالثا - عن سؤال الأخت الكاتبة في نهاية المقال : نحتاج إلى تفسير جديد يجعلنا نتصرف بطبيعية
لعل الجواب : أن نعلق الجرس برقبة القط - الاسلام - وليس برقاب رجال الاسلام . فهم محض شَغِّيّلة .. بالأجرة .. وبحكم التعليم الذي لقنهم اياه المجتمع , وبالشهادة التي مُنِحَت لهم لاكتساب الرزق بها
تحياتي أستاذة نادية


2 - المشكلة ليست برجال الدين بل بالقران والسنة
طارق حسين ( 2020 / 10 / 13 - 11:12 )
نحن المسلمون لنا معايير مزدوجة، وحمالة اوجه جاءت من حمال الاوجه نفسه، الا وهو القرآن. كمسلميين نخاف ان نوجه الانتقاد الى القرآن ومحمد، وفيهما الكثير الكثير من المتناقضات، وعندما اقول محمد اقصد به السنة. ان الفلسلفة الجنسية التي حملها الاسلام نابعة من مجتمع بدوي ومن عادات وتقاليد بدوية قبل الاسلام، جرى طرحها كمقدس ضمن القراة والسنة. لهذا نخاف انتقاد القران والنبي وسنته باعتباره مقدس، واي انتقاد يعرض المنتقد الى عقوبة الحد. لهذا نجد ان القاء اللوم دائماً على رجال الدين والذين يسمون -علماء- الدين طريقة للتهرب من كشف الحقيقة المكشوفة والتي يغض النظر اليها، باعتبارها حقيقة مقدسة... نحن المسلمون نتصرف كالنعامة عندما يتعلق الامر بالحقيقة، فندفن رؤوسنا في الرمال.