الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور السماء ودستور الأرض

فارس شمخي جابر السيف

2020 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في سطور.

دستور السماء: هو مجموعة قوانين حددها الخالق في الكتب السماوية، تضمن تلك القوانين العدالة لجميع الخلائق، بواسطة الخالق وحده حيث هو: المشرع والقاضي والمنفذ.

دستور الأرض: هو مجموعة قوانين تحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة، حيث تضمن تلك القواعد العدالة بجميع أنواعها للإنسان، ولا تخلو تلك القواعد من فقرات الدستور السماوي،
بواسطة ثلاثة سلطات:( السلطة التشريعية، السلطة القضائية، السلطة التنفيذية)

من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الإنسان هي مزج دستور السماء مع دستور الأرض؛ وذلك لعدم القدرة على تطبيق دستور السماء هنا في وقتنا الحالي، ولو نجحنا بتطبيق بعض الفقرات منه، كيف للمخلوق أن يؤدي دور الخالق في مقاضاة المخالف لهذا الدستور؟
نعم هنالك فقرات آمر الخالق في تطبيقها، لكن كيف يتم ذلك؟
ففي وقتنا الحالي القضاة ( الحاكم الشرعي) مختلفون على أحكام هذه الفقرات.
فكيف لنا معرفة الصحيح من الخطأ، وإذا نفذنا حكم القاضي الخاطئ دون معرفة ذلك، هل يعتبر الخالق أن الحكم صحيح أم يبقى المخلوق مدان له؟! أما الحاكم حصن نفسه تحت قانون:(إذا حكم الحاكم فأجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأجتهد فأخطأ فله أجر واحد)

أي الدساتير ينبغي علينا أن نطبق، أدستور السماء أو الأرض؟ ونحن نعلم أن دستور السماء هو صادر في مجموعة كتب سماوية كما عرفناه في بداية الحديث، تختلف بعض الفقرات من كتاب إلى أخر، مثلًا: من تشمله فقرات الدستور الموجودة في (القرآن) هل يشمله حكم ما ورد في دستوري (الإنجيل والتوراة) والعكس.
علمًا أن أهل كل كتاب منقسمين إلى عدة مذاهب ومعتقدات، يحلل وينفذ الفقرات بمختلف عن المذهب الأخر.
فهنا ماذا علينا أن نفعل؟!

علينا أن نطبق الدستوران معًا!

كيف ذلك؟!

أن نطبق دستور السماء على أنفسنا فقط، وفي قلوبنا، وألا يتعارض مع دستور الأرض.

قد نجد بعض فقراته في دستور الأرض وهذا الشيء جيد، حيث بعض الفقرات تنص على حرية الأفراد في شؤون حياتهم.
وفي دستور الأرض تسقط تلك الحرية ويعاقب عليها في حين تكون مصدر أذى للآخرين.

فنحن في بلد متعدد الأديان السماوية والمعتقدات واللادينين، لابد لنا أن نعمل ونطبق دستور الأرض ما دام يكفل لنا الحرية والعدالة والعيش بسلام وحياة كريمة، لكي نتجنب العقوبات التي يفرضها هذا الدستور.
ولا يعني ذلك أن نخالف دستور السماء، لكن الآلية غير متوفرة لتطبيق الأغلب منها كما ذكرت في بداية الحديث، لأن هذا الدستور مختلف من دين ومعتقد إلى آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة