الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى دعاة ذوي الضمائر الحيٌة ..

زوهات كوباني

2006 / 7 / 9
القضية الكردية


اظهرت الوثائق والادلة الدامغة التي وقعت قسم منها بايدي جريدة (اوزكور كوندم) وحشية وسادية التعذيب الذي طال المقاتل الكردي عباس اماني، والذي أسرته قوات الجيش التركي، أثناء الإشتباك مع سبعة مقاتلين، أستشهد ستة منهم، وبعد أن رفض السابع البوح بإسرار رفاقه ومواقعهم تم قتله بدم بارد واحرقت جثته في وحشية قل مثيلها في هذا الزمن.

يظهر في صورة المقاتل عباس اميني وهو محروق الجسد حقيقة وطبيعة الوحشية الموجودة لدى السلطات التركية والسلطات المهيمنة على كردستان بشكل عام، ويعيد الى الذاكرة ثانية ما نفذ وطبق بحق الكرد من سياسات الحرق والقتل ودمار والجيونوسايد، ولكن هذه المرة في عصر مايسمى بعصر الديمقراطية وحقوق الانسان والمعرفة. فاذا اردنا ان ناخذ الحقوق الدولية والديمقراطية الموجودة في العالم بعين الاعتبار، والتي وقعّت عليها الدول ومنها الدول المهيمنة ( تركيا، ايران ، سوريا ) فهل في القانون يقر عقوبة إنسان حتى بعد مماته او استشهاده؟. وكأن عقوبة الموت غير كافية ويتطلب القيام بحرق الجسد بعد الموت لكي لا يبقى اي اثر للميت او الشهيد، فماذا يعني هذا العمل الوحشي والى ماذا يهدف في الحقيقة؟. واذا كان هناك من معنى لهذا العمل الشنيع فهو يعني مدى خوف مثل هذه السلطات من جنازة هؤلاء المناضلين الابطال الذين يٌمثلون الحرية، ومن ان تتحول جنازاتهم الى مسيرات حاشدة كالسيل الجارف تجرف جلاوزة النظام الفاسد في الارض واسياده امامها. هل هناك حتى في الازمنة البدائية البربرية الغابرة مثل هذه الجرائم؟. فاين مكانة هذه الجرائم في القوانين الدولية الحالية؟. هل تم رؤية معتقلٍ يٌقتل، ومن ثم يٌحرق جسده رغم انهم تخلصوا منه في عملية القتل الوحشي هذه؟. هل إن حقدهم الدفين ووحشيتهم وصل الى درجة أن لا يبقى فيهم حس ولا مشاعر تجاه القتلى؟.

ثم لنترك الهمجيين والوحشيين الاتراك جانباً، فكيف يمكن للشعب الكردي عامة وأبناء كردستان الشرقية خاصة المعروفين برقة مشاعرهم ان يتحملوا صور هذه الجريمة النكراء ؟.
قبل هذا قام الجنود الأتراك بقتل المناضلين بالاسلحة الكيماوية. ويمكن ان تسمى هذه الجريمة بالوحشية والى ما هنالك من اسماء ومصطلحات. لكن ، ماالذي يمكن عمله من اجل عدم تكرار مثل هذه الجرائم ، فالسلطات المهيمنة تتجاسر امام تطبيق مثل هذه الممارسات وكانها في تنسيق فيما بينها للقيام بمثل هذه الجرائم ، من اجل تخويف وارهاب الشعب الكردستاني. ففي سورية قتل المناضل حسين ابو جودي تحت التعذيب وبعدها تم قتل الشيخ محمد معشوق الخزنوي بوحشية وفي ايران تم قتل الشاب الكردي شفان قادري في مدينة مهاباد بعد ان تم ربطه خلف سيارة وجره في ازقة مهاباد بسادية ووحشية منقطعة النظير، ومن ثم تم قتله واعدام الكثيرين من الأبرياء رميا بالرصاص امام الاعين، كل هذا يٌظهر ان هذه السلطات مصرة في سياسة الانكار التي تنتهي بالمجازر ضد الشعب الكردي وهم يريدون توجيه رسالة الى الشعب الكردي مفادها "اذا كنتم ستتوحدون وستقاومون فهذا هو مصيركم ، ليس فقط التعذيب والقتل، بل الحرق ايضا كما فعل النازيون الالمان باليهود في بدايات القرن العشرين"، اذا هذا هو موقف الاعداء من القضية الكردية في شخص مناضليها امثال العالم الديني المعروف د. محمد معشوق الخزنوي و شفان قادري وابو جودي وعباس اميني، والأعداء يريدون ان يجعلوا من هؤلاء عبرة للشعب الكردي ، فكيف سيكون موقف الكرد الذين يٌحرق اولادهم حتى بعد الموت او يٌجرون بالعربات في منتصف الشوارع، او يٌعدمون رميا بالرصاص دون ان يٌرف لقاتليهم جفن. اوليست هذه الجرائم كافية من اجل تحريك اقلام سادة الكتاب الذين يدعون المعرفة ويتشدقون ليل نها انهم إلى جانب الحق ؟ الا تكفي مثل هذه الجرائم لان تتحرك الاقلام ام تنتظر هذا الأقلام المزيد من الجرائم لتتفضل وتعلن موقفها؟. انها عبارة عن مخطط مجزرة يقوم بها الاعداء ضد الشعب الكردي كما قاموا بها في القديم اثناء الانتفاضات الكردية في ديرسم واغري وكنج وبالو وقتلوا واحرقو البيوت وبقروا البطون، حتى ان الكثيرين من نساء الكرديات قذفن بانفسهن في الانهار من اجل ان لا تٌبقر بطونهن بحراب جنود الاتراك بعد اغتصابهن، فها هو نهر منذور شاهد على ذلك وها هي قامشلو تئن وتحكي قصة ابوجودي والشيخ معشوق الخزنوي وشهداء 12 اذار وها هي مهاباد تبكي وتحكي لكم قصة شفان قادري الذي جروه خلف السيارة ضمن السوق وقتلوه هذه هي حقيقة الاعداء المجرمين الذين لا يقبلون وجود وحقيقة الشعب الكردي .

الا يمكن للحقوقيين والمثقفين واصحاب الاقلام الكرد ان يوصلوا صوت شعبهم وما تٌرتكب بحقه من جرائم الى العالم في زمن اصبح العالم فيه قرية كونية نتيجة ثورة الاتصال والتقنية؟. كيف سيتخذون التدابير من اجل الا تتكرر مثل هذه الجرائم، فاذا لم نقم اليوم بالرد عليها، وتفعيل وتحريك الراي العالمي الديمقراطي تجاه مثل هذه الجرائم لتشكيل ضغط على هذه السلطات الفاشية، فانها ستزداد يوما بعد يوم . الا يمكن ان نطلب من العالم بفتح دعوة قضائية على مثل هذه الانظمة الرجعية المتخلفة عن العصر لمحاسبتها على هذه الجرائم ؟ الا تعتبر هذه المسائل من القضايا الحقوقية والديمقراطية والانسانية ؟ اذا كنا ندعي بان لنا مهام حقوقية ديمقراطية وثقافية فكيف بنا ان ترتاح ضمائرنا ، وابناء شعبنا يٌحرقون بعد قتلهم رميا بالرصاص او ياخذونهم الى مواقع مجهولة ويقذفونهم الى البراري لكي يصبحوا فريسة للحيوانات الكاسرة .
هل يسمح الوعي الحقوقي والثقافي والمعرفي ان تمر مثل هذه الجرائم دون ان تظهر ردود فعل حتى ولو على المستوى العاطفي وقول الراي ، كيف سيتم التعبير عن الوعي الحقوقي والعاطفي تجاه هذه الجرائم ؟، اعتقد ان الحقوقيين والمثقفين واصحاب القلم وكل من يدعي بالحق والعدل والمساواة ، امام مسؤولية تاريخية من اجل تعرية مثل هذه الجرائم امام الراي العالمي والتي تعتبر من المهام والوظائف الحقوقية والديمقراطية والانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين