الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يخيفنا القتل الإيديولوجي!؟

ماهر رزوق

2020 / 10 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


.
.
جرائم مروعة تحصل كل يوم في العالم ، إما بدافع الانتقام (الثأر) أو الخيانة الزوجية أو خلافات بسيطة على مكان أو مبلغ مالي أو غيره ... لكن كل هذه الجرائم لا تثير حفيظتنا مثلما تفعل الجريمة الأيديولوجية ؛ و أقصد بها الجريمة القائمة على أسس دينية أو عرقية أو سياسية!!
يسأل أحدهم : لدينا كل هذه الجرائم التي تحصل كل يوم و تملأ نشرات الأخبار ، و عندما يقتل طالب ما معلمه لأنه انتقد دينه ، أو عندما تُقتل فتاة ما لغسل العار و إنقاذ شرف العائلة ، أو عندما يُقتل رجل أسود على يد شرطي أبيض ، أو عندما يُقتل معتقل ما تحت التعذيب في أحد السجون ، تقوم الدنيا و لا تقعد ، و ينتشر الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي كالوباء ، لماذا كل هذا الحماس من أجل جريمة قتل عادية!؟

الجواب هو أن الجريمة الأيديولوجية ترتكز على أسس و معتقدات يعتنقها و يؤمن بها الكثير من الناس ، و هذا بالضبط ما يجعلها خطيرة : لأنها تجد دائما النصوص التي تؤيد تنفيذها ، و الشعبية الاجتماعية التي تضمن تبريرها و ربما حتى تكرارها !!
المشكلة مع هكذا نوع من الجرائم ليست في بشاعتها ، و إنما في الخوف من تبرئة مرتكب الجرم و تحويله إلى بطل ... مما يدفع الآخرين إلى تقليده و السير على خطاه !
إذا تصفحت وسائل التواصل التي تعرض هكذا نوع من القضايا ، سيصدمك عدد الناس المؤيدين لفعل القتل ، و اللذين طبعاً يجدون له ما يبرره في أمهات كتبهم و في الأفكار الراسخة في عقولهم ...
هذه هي المشكلة الأهم مع الجريمة الأيديولوجية ، و ليس قطع الرأس أو الاغتصاب قبل القتل أو تشويه الجسد ... فهذه الأمور قد يقوم بها أي زوج حاقد على زوجته لخيانتها له ... لكن الأمر المخيف الحقيقي : هل سيتكرر هذا الفعل مستقبلاً !؟ و ماذا عن حرية التعبير؟ هل سيخاف الناس بعد ذلك من انتقاد دين معين أو سلطة ما أو عادات معينة؟؟
.
#Maher_Razouk
#ماهررزوق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة