الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال البريطاني وموقف المؤسسة الدينية منه .

سعد سوسه

2020 / 10 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اكتسب العراق أهمية كبرى في مخططات السياسة البريطانية ، وهذه الأهمية ترجع بواكيرها إلى بدايات النشاط الاستعماري البريطاني في الخليج العربي منذ الربع الأول من القرن السابع عشر، وقد تنوعت المصالح البريطانية فيه مابين ستراتيجية واقتصادية وسياسية ( 1 ) ، الأمر الذي جعل ساسة بريطانيا يعدون العراق مجالاً حيوياً مهماً لنشاطهم الاستعماري ، فقد اكد اللورد كيرزن (Lord Gurzon) ( 1859-1925) سياسي بريطاني ولد في دربي شاير ، التحق في صباه في مدرسة ويكسنفورد ثم في كلية بليو في اكسفورد . تولى مناصب ادارية مهمة ، فعين من (1891-1894) وزيــــــراً لخارجية حكومة الهند ، وبين الاعوام (1899-1905) نائباً للملك في الهند. ثم وزيراً للخارجية بين (1919-1924) توفي في 20 اذار 1925 عن عمر ناهز 66 عاماً ) ( 2 ) في مجلس اللوردات البريطاني عام 1911 بشأن العراق هذا القول :
" من الخطأ أن نفترض أن مصالحنا السياسية تنحصر في الخليج ، فأنها ليست كذلك ، كما انها ليست منحصرة بالمنطقة الواقعة مابين البصرة وبغداد ، وإنما تمتد شمالاً إلى بغداد نفسها" ( 3 ) . لذلك سعت بريطانيا للوقوف بوجه كل محاولات التغلغل للدول الأوربية في العراق ، وتهيأت الفرصة لبريطانيا لاحتلال العراق خـــــلال الحرب العالميـــــة الأولــــى عام 1914 .
واجه البريطانيون مشكلات عدة إبان احتلالهم العراق أهمها ، موقف المؤسسة الدينية من احتلال العراق ، حيث كانت بريطانيا تدرك أن المؤسسة الدينية الشيعية لا يمكن لها أن تتقبل الاحتلال البريطاني ، وذلك من المواقف التي تبنتها إزاء الاحتلال الاستعماري للأقاليم الإسلامية ، وتصديها لأي محاولة استعمارية تستهدف كيان المسلمين السياسي ( 4 ) . وهذا مــا عـبر عنه السفير البريطاني في اسطنبول ماليت (Millett) من البرقية التي بعثها في الخامس والعشرين من أيلول عام 1914 إلى وزير الخارجية البريطاني ادورد كراي (Edward Grey)( ادورد كراي (1862-1933) ، انتخب عضواً في البرلمان عن حزب الأحرار البريطاني عام 1885 واستمر مدة (31) عاماً ، أصبح وزيراً للخارجية البريطانية للمدة من كانون الأول عام 1905 حتى ايار عام 1916 ، وهو وزير الخارجية الوحيد في تاريخ بريطانيا الذي شغل هذا المنصب لهذه المدة الطويلة على نحو مستمر) التي جاء فيها :" ان على نائب القنصل البريطاني (في المدن الشيعية المقدسة) أن يؤثر عليهم (على المجتهدين) بشكل كيس لجلبهم إلى جانبنا" ( 5 ) .
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في أب 1914 ودخول الدولة العثمانية مع المانيا، صدرت الأوامر إلى القوات البريطانية في بومبي بالتحرك نحو مياه الخليج العربي والمرابطة في البحرين . وبعد إعلان الحرب أقدمت بريطانيا على إنزال قواتها في جنوب العراق في السادس من تشرين الثاني عام 1914 ( 6 ) .
وفي الواقع ، ان سياسة بريطانيا المدروسة بإتقان ، دفعت الحكومة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى إلى استغلال السلطة الروحية في اعلان الجهاد . لكسب صفوف المسلمين في العالم ، " وهو بحق جهاد سياسي اكثر مما هو ديني يرمي إلى حشد القوى العسكرية والسياسية وتعزيزها ضد الحلفاء"( 7 ) . فقد بدأت الحكومة العثمانية في السابع من تشرين الثاني 1914 بحملة دعائية مغلفة بالعاطفة الدينية لغرض كسب تأييد المؤسسة الدينية إلى جانبها ( 8 ) ، وبذلت جهوداً حثيثة في جميع أقاليم الدولة العثمانية لإثارة المسلمين بإعلان الجهاد ، وذلك بإصدار فتوى ضد الغزاة ، حينما عدّوا الحرب موجهة ضد الإسلام( 9 ) ، وتأجج الموقف عند وصول برقية من علماء الدين في البصرة في التاسع من تشرين الثاني عام 1914 إلى المؤسسة الدينية في مختلف المدن العراقية، تبلغهم بالخطر الذي يهدد المدينة جاء فيها" ثغر البصرة ، الكفار محيطون به ، الجميع تحت السلاح . نخشى على باقي بلاد الإسلام . ساعدونا بأمر العشائر"( 10 ) .
وعلى الفور وُزَّعت البرقية في المساجد والأسواق والشوارع والاجتماعات . وارسلت الحكومة العثمانية وفداً رفيع المستوى من بغداد إلى مدينة النجف تألف من محمد فاضل الداغستاني (محمد فاضل باشا الداغستاني : من العسكريين السياسيين المشهورين ، ولد في داغستان عام 1844 ، تخرج ضابطاً من الكلية العسكرية بطرسبورغ ، شغل منصب ولاية بغداد وكالةً مرات عدة ، ووضعت العشائر المقاتلة تحت إمرته في حرب الجهاد في العراق عام 1916 ، استشهد في معركة الكوت في الحادي عشر من اذار 1916 ) ( 11 ) وشوكت باشا وحميد الكليدار من أجل الحوار مع علماء المؤسسة الدينية في النجف وإقناعهم لغرض جمع الكلمة تحت لواء الجهاد(12 ) .
ثمة حقيقة تاريخية لا يمكن تجاوزها بأيّة حال من الأحوال ، ألا وهي ، أن موقف المؤسسة الدينية في العراق من الاحتلال البريطاني، كان متبايناً إلى حد ما ، فقد اختار علماء المؤسسة الدينية الرسمية التخلي عن الدولة التي يمثلونها وهؤلاء يرتبطون بها مذهبياً ويستفيدون منها مادياً. مع العلم ، ان صدى فتوى الجهاد كان محدوداً على مستوى بعض الشخصيات المحلية التي تأثرت بآمر السلطان ، فقد اصدر الشيخ محمد اديب الجراح الذي كان يعمل قاضياً في محكمة الاستئناف بالموصل "رسالة الجهاد على فتوى خليفتنا الأعظم السلطان الغازي محمد رشاد . وفي عام 1915، عقد عدد من شخصيات سياسية اجتماعاً في دار عبد الرحمن النقيب ، وقرر المجتمعون تأييد بريطانيا على الصعيدين السياسي والعسكري( 13 ) . ومن الملاحظ هنا أن موقف المؤسسة الدينية الشيعية كان مغايراً لذلك الموقف تماماً ، فقد كانت الاستجابة من قبل غالبية المؤسسة الدينية الشيعية سريعة ومكثفة لدعوة الجهاد ، وأفتى علماؤها بوجوب الدفاع عن بلاد الإسلام (14 ) ، ففي النجف ، أفتى السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي ( فقيه ومجتهد كبير ، وشاعر مبدع ، ولد في النجف الأشرف عام 1849 ، ودرس فيها العلوم الدينية وكان يتميز بحدة الذكاء ، وسرعة البديهية ، أصبح قائداً لمجموعة من المتطوعين من أبناء الفرات الأوسط المناوئين للاحتلال البريطاني عام 1915 ، له ديوان مطبوع ، وبعد سقوط الشعيبة بيد القوات البريطانية عاد إلى مدينة الناصرية مع شعوره الكبير بالألم وتوفي فيها عام 1915 ) ( 15 ) وعبد الكريم الجزائري وشيخ الشريعة الأصفهاني(الشيخ فتح الله بن محمد جواد المعروف بـ (شيخ الشريعة) ، فقيه امامي ، وعالم مجتهد ولد في الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 1850 في اسرة دينية عرفت بالتقوى والصلاح ، ايد الحركة الدستورية عام 1906 ، وكان من قادة المجاهدين في حركة الجهاد عام 1920 ، ومن زعماء ثورة العشرين ، اصبح المرجع الديني الأعلى بعد وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي ، توفي في تشرين الثاني عام 1920 ) (16 ) وكثيرون غيرهم ، إذ اكدوا وجوب مشاركة الحكومة المسلمة في دفع الكفار عن بلاد الإسلام (17 ) . وقامت المؤسسة الدينية بجهود حثيثة لإقناع التيار المحافظ المتمثل بالمرجع الــــديني السيد محمد كـــــاظم اليزدي (السيد محمد كاظم بن السيد عبد العظيم اليزدي ، فقيه الامامية ومرجعها الأعلى ، ولد عام 1831 ، كان له موقفاً سلبياً من حركة المشروطة ، رغم اجماع اكثر العلماء على تأييدها ، وهو صاحب الموسوعة الفقهية الشهيرة بـ(العروة الوثقى) ، توفي عام 1919 ) النجفي النجفي( 18 ) للمشاركة بالجهاد ، فوافق بالإسهام وارسل نجله محمد رضا اليزدي للاشتراك في حملة الجهاد واستنهاض القبائل ، ينبغي أن نشير هنا إلى ، أن هناك عدد غير قليل من علماء المؤسسة الدينية الشيعية قد رفضوا اعلان الجهاد ومعاونة الحكومة العثمانية وقد ظهر هذا الموقف في اجتماع العلماء الذي عقد في الكاظمية ، اذ وافق أغلبية العلماء الحاضرين على إعلان الجهاد لكن قلة منهم كان لهم رأي اخر. فقد قال كل من السيد حسن الصدر والشيخ عبد الحسين الاسدي بأن قتال البريطانيين سيعرضنا إلى التهلكة ، وعلى ما يبدو ان رفض اعلان الجهاد من قبلهما جاء نتيجة الجانب الفقهي الذي يقوم على ان اعلان الجهاد يتم على ان لا يؤدي الى الابادة الجماعية ، كما ان السيد ابو الحسن الأصفهاني رفض تأييد حملة الجهاد والوقوف إلى جانب العثمانيين لإدراكه المعاني السياسية وراء حملة الجهاد السياسي العثماني .
وفي الواقع ، إن العثمانيين قد أدركوا ما للسيد محمد سعيد الحبوبي من تأثير فعال في صفوف القبائل ، لذلك أوفدوا اليه مبلغ خمسة ألاف ليرة ذهبية ليستعين بها في جمع العدة وحشد اكبر عدد من العشائر ، إلا أن الرجل رفض هذا العرض عندما اكد هذا الكلام بنفسه : " اني مكلف بالتضحية في مالي ونفسي ، فإذا نفذ المال بقيت نوبة النفس" (19 ) .
وفي السياق ذاته ، قد أصدر الشيخ مهدي الخالصي في الكاظمية ، فضلاً عن فتوى الجهاد ، حكماً يوجب فيه على المسلمين صرف جميع أموالهم في الجهاد حتى تزول غائلة الكفار ، ومن امتنع عن بذل ماله أوجب أخذه كرهاً ، وعقد في الوقت نفسه اجتماعاً حضرهُ علماء المؤسسة الدينية في الكاظمية دعا فيه الناس إلى الجهاد طبقاً لما جاء في مذكراته الجديرة بالدراسة والاهتمام (20) ، وافتى السيد مهدي الحيدري (مهدي الحيدري ( 1831-1917) هو السيد مهدي بن احمد بن حيدر البغدادي الكاظمي ، فقيه كبير ومن أقطاب علماء المؤسسة الدينية الثائرين في الكاظمية ، عرف بالوعظ والتحريض ضد البريطانيين، شارك بنفسهِ في ميادين الجهاد مع أولاده ومتعلقيه على الرغم من تجاوز عمره الثمانيين عاماً ) ( 21 ) بوجوب الدفاع عن بلاد الإسلام ومحاربة المعتدين ، واعلن خروجه بنفسه مع ثلاثة من أولاده إلى ميدان القتال .
ومن جهةً أخرى ، أصدر الميرزا (الميرزا : هو لقب لمن كان من أم علوية النسب واب عامي ، فهي كلمة مركبة من كلمتين هما " امير زاده " ومعناها "ابن الامير" ولكثرة استعمالها خففت إلى كلمة "الميرزا" فهي كلمة معربه عن الفارسية ) ( 22 ) محمد تقي الشيرازي(محمد تقي الشيرازي (1840-1920) مجتهد امامي ، من اركان ثورة العشرين ومن ابرز دعاتها من علماء المؤسسة الدينية ، ولد بشيراز ونشأ في الحائر ، وأقام بسامراء ، وقد ولاه حملة الفكر الاستقلالية في النجف زعامتهم الدينية .ثم انتقل إلى كربلاء ، وأدى دوراً بارزاً اثناء الثورة حتى ايامهِ الأخيرة ) في سامراء فتواه بوجوب محاربة البريطانيين ، وارسل ابنه محمد رضا للالتحاق بالسيد مهدي الحيدري . ولم يكتفِ بعض المجتهدين بإصدار الفتاوى فحسب ، بل شاركوا في ساحات القتال ، وقادوا كتائب المجاهدين ضد القوات البريطانية ومن الملاحظ هنا، أنه بإمكان علماء المؤسسة الدينية أن يخلدوا إلى صوامعهم ، من دون ان يوجه إليهم لوم ، حينما دخلت القوات البريطانية البصرة وأصدر شيخ الإسلام في أسطنبول فتوى الجهاد ، لعدم ارتباطهم فقهياً بمركز الإفتاء في اسطنبول ، ولأن المؤسسة الدينية الرسمية في بغداد هي الممثلة الشرعية للمشيخة العثمانية ، التي يقودها علماء يتمتعون بمكانة مرموقة أمثال عبد الرحمن النقيب ، ومحمد سعيد النقشبندي ( وهو شقيق العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب ، ولد عام 1860 في محلة الفضل ببغداد ، درس على يد مشاهير علماء عصره ، ومنهم الشيخ عبد الوهاب والعلامة محمد فيضي الزهاوي والعلامة عثمان الروضاني ، والعلامة داود النقشبندي والعلامة رسول غلام الهندي ، وبعد ان اكمل دراسته ، رغب سلوك الطريقة النقشبندية ، فقد اخذها على يد الشيخ احمد السياح والشيخ داود افندي والشيخ عمر ضياء الدين واجازوه في ذلك اجازة مطلقة . عين عام 1898 مديراً للمدرسة العلمية في سامراء ، وفي عام 1900 نقل للتدريس في مدرسة ابي حنيفة ، وعين في عام 1917 شيخاً ومرشداً في التكية الخالدية ، كان مهتماً بالامور السياسية ، وبعد احتلال بغداد من قبل البريطانيين عام 1917 حاولوا اعتقاله ، الا انه كان مريضاً لا يستطيع الخروج وبقي منزوياً في داره حتى وفاته عام 1920) ( 23 ) ، وعلي الالوسي ويوسف العطا في بغداد ، فضلاً عن علماء المؤسسة الدينية في البصرة أمثال صالح باش اعيان ، ورجب النقيب ، وفي الموصل أمثال عثمان الديوه جي (هو الملا عثمان بن الحاج عبد الله بن محمد بن جرجيس من عشيرة البو علوان احدى قبائل الدليم ، ولد عام 1854 ، كان عالما وموسيقيا ونال بذلك شهرة واسعة ، عرف بكثرة اسفاره خارج العراق ومنها مصر والحجاز وسوريا واليمن ، توفي في الثلاثين من كانون الثاني عام 1923) ( 24 ) ، وأحمد الفخري ، وعدم اعتراف الدولة العثمانية بالمذهب الجعفري ، وتعرض الشيعة خلال الحكم العثماني إلى الاضطهاد المذهبي ، وحرمانهم خلال الحكم من أموال الأوقاف ، وعدم شمولهم بالمنح السلطانية والإقطاعيات . والأهم من ذلك فان لدى المؤسسة الدينية الشيعية سند فقهي واضح ، وقد يكون إلى جانب قعوده في الجهاد، ونعني قاعدة ابن طاووس التي تــقول: "إن الحاكم الكافر العادل افضل من الحاكم المسلم الجائر" ( 25 ) .
واستناداً إلى التقارير البريطانية ، فإنه بحلول كانون الثاني عام 1915 ، كان الحث على الجهاد يمارس في كل مسجد من مساجد العراق . وأرسل مبعوثون من مدن العتبات المقدسة إلى العشائر يحثونها على قتال البريطانيين باسم الإسلام . ويبدو أن تأثير الفتاوى التي اصدرها علماء المؤسسة الدينية الشيعية والاستجابة لها كان واضحاً بين عشائر الفرات منها لــــدى عشائـــــــــــر دجلة . لنتابع ماذا قـــــــــــــال ارنولد ولسن(Arnold Wilson)( ارنولد تالبوت ولسن (1884-1940) ، احد ضباط الحملة البريطانية على العراق ، تولى منصب الحاكم المدني العام وكالةً في العراق خلفاً لبرسي كوكس عام 1918 ، وفي عهده حصلت ثورة العشرين.) بهذا الخصوص : "انتشر الدعاة بين العشائر يهيجون الناس إلى حمل السلاح والمقاتلة في سبيل الدين وكان تأثير الحملة ظهر في العشائر الشيعية في العراق أعظم" ( 26 ) .
وفي الواقع ، ان هذا الكلام كان له الأثر البالغ في عشائر الفرات التي كان يعيش بينها عدد كبير من (السادة) ، الذين أدّوا دوراً بالغ الأهمية في تعبئة العشائر للجهاد بوصفهم وسطاء وشخصيات محترمة .... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية