الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاكمية سيد قطب و ولاية الفقيه الإيرانية!

مهند أحمد

2020 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حاكمية سيد قطب و ولاية الفقيه الإيرانية!

حاكمية الخوارج الذين تمردوا على الإمام علي بن أبي طالب والذي جددها أبو الأعلى المودودي وأتبعه فيها سيد قطب بكتابيه "معالم في الطريق" و "في ظلال القرآن" وارتدت أثرها فيما بعد على ولاية الفقيه في إيران، وكانت من أسباب سر العلاقة الإخوانية-الايرانية المتجذرة منذ عهد "حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين والخميني زعيم الثورة الإسلامية في إيران".
- الجذور التاريخية لهذه العلاقة:

جذر هذه العلاقة بدأ عندما قام الإمام آية الله الخميني عام 1938م بزيارة إلى مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا في مقره آنذاك بالقاهرة، الزيارة السريّة التي كُشف الستار عنها بعد عقود طويلة في كتاب "أئمة الشر" للإخواني المنشقّ ثروت الخرباوي.

زيارة لم تمنعها الخلافات والحروب الطائفية التاريخية منذ 1400 عام على أن تكون ركيزة أساسية لوضع مشروع ظاهره الإسلام وباطنه أسرار لم تتضح ملامحه لعقود، ولتتوالى بعدها زيارات لعدد من أئمة الشيعة، حيث اجتمع البنا بعدها بالعالمين الشيعيين آية الله الكاشاني ومحمد القمي هذا الأخير الذي سبق زيارته برسالة للإخوان تظهر تصورا أوليا لإنشاء جمعية سنية-شيعية تسمى "بدار التقريب بين المذاهب"، وأن يضع اسسها وقوانينها أحد كبار رجال القانون، وتتوزع أفرعه في طهران-بغداد-القاهرة يتزعمهم منسق عام يرشح من قبل مجموعة تسمى "المؤسسين" تضم عدد من مشائخ الإخوان وأئمة الشيعة، أهداف هذه المجموعة "نبذ الخلافات والتعاون فيما يتفقون عليه".

- من حسن البنا والخميني إلى سيد قطب والخامنئي... استمرار المصالح المشتركة:

لم يتوقف التواصل بعد مقتل البنا (الشهيد) كما وصفه الإمام الخامنئي ومن قبله الإمام الخميني.

بداية خمسينات القرن الماضي بلغت العلاقة الإخوانية-الإيرانية أوجَها، مجتبى صفوي زعيم منظمة "فدائيو الإسلام" الذي أسسها لدعم المقاومة الفلسطينية، والعجيب ان فدائيا واحدا لم يشارك في أي حرب في فلسطين طوال تاريخ هذه المنظمة، وعلى النقيض كانت بلده إيران أول بلد إسلامي يعترف رسميا بدولة إسرائيل!!

عموماً، أجتمع مجتبى صفوي بسيد قطب في لقاء سريّ جمعهما في القاهرة بعد "مؤتمر القدس الإسلامي" الذي دعاه إليه الأخير، ليخرج بعدها صفوي بخطاب قال فيه "من أراد أن يكون شيعياً حقيقياً، فلينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين".
- الثورة الإسلامية في إيران وجماعة الإخوان:

اطاحت الثورة الإسلامية بزعامة الخميني عام 1979م بملكية الشاه، أندفع الإخوان إلى زيارة الخميني وتهنئته وبادروا إلى مد يد التعاون واتخاذ الثورة الإسلامية مرجعية للمسلمين، ودعموا القيادة الإيرانية خلال حرب الخليج الأولى ضد صدام حسين، صرّح بعدها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عمر التلمساني في لقاء صحفي قال فيه: "الاتصالات بين جماعة الإخوان المسلمين وعلماء الدين الإيرانيين ليس الهدف منها دفع الشيعة إلى اعتناق المذهب السني، وإنما الهدف من ورائها، هو الامتثال لمهمة الإسلام لتلاقي المذاهب الإسلامية إلى أقصى حدّ ممكن".
- وفاة الخميني و ولاية الخامنئي ونظريته الجديدة في الحاكمية:

أصبح آية الله علي الخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بعد وفاة الخميني عام 1989م، وأعلنت جماعة الإخوان الحداد ونعَته "بفقيد الإسلام الذي فجر الثورة الإسلامية في وجه الطغاة".
في عام 1966م أتضح تأثر الخامنئي بكتابات سيد قطب التي يدعو فيها إلى الحاكمية، حيث ترجم له كتاب "المستقبل لهذا الدين" إلى اللغة الفارسية معنونا إياه "بيان ضد الحضارة الغربية"، وبالخط العريض وصف سيد قطب "بالمفكر المجاهد" وأن كتبه تنير طريق معالم الرسالة الإسلامية.

في العام ذاته وقع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر أمرا بإعدام سيد قطب.

في وقت لاحق، ترجم الخامنئي كتاب "في ظلال القرآن" إلى الفارسية وأمر بنشره بشكل واسع في إيران وباكستان.

أستخدم الخامنئي مصطلح حاكمية الله ولكنه تميز بإضافة نظرية جديدة تسمى "حاكمية الشعب"، حيث يعتبر الشعب في إيران مصدرا للسلطات يسمح له بإنتخاب رئيس الجمهورية ومن يمثلهم من أعضاء البرلمان واعضاء مجلس الخبراء والبلديات، ذلك حسب المادة 56 من الدستور الإيراني "للشعب الحق في أن يمارس حق السيادة الممنوح له من قبل الله بما لا يختلف مع الشريعة"، ويحق لمجلس الشورى أصدار القرارات بما لا يخالف عقائد المذهب الرسمي للبلاد حسب المادة 72 من الدستور الإيراني، وأن "السيادة المطلقة على العالم وعلى الإنسان لله".

ليتبين لنا أن ما يسمى "بحاكمية الشعب" جاءت مقابل الديمقراطية الغربية، ولكن الفرق في نظرية الخامنئي أن الكل يبقى في الأخير تحت عباءة الولي الفقيه الذي هو بدوره خليفة الله على الأرض يحكم فيها بما أنزل الله من أحكام، وهي برأيي مزيج من حاكمية الخوارج الذين طالبوا بعد "رفع الصحف في معركة صفين الشهيرة" أن يكون الحكم لله فقط، وبين تفسير علي بن أبي طالب الذي رد عليهم وقال: "هذا كتاب الله لا ينطق ولكن يفسّره الرجال".

- العلاقة مستمرة:

عندما وصل الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، كان الخامنئي أول المهنئين لجماعة الإخوان ومحمد مرسي الرئيس المصري السابق، وكانت أول زيارة لرئيس إيراني إلى مصر في عهد أحمدي نجاد منذ نجاح الثورة الإسلامية، ألا أن حكم الإخوان لم يدم طويلا في مصر حتى أطاح بهم الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو عام 2013م.

وبالتأكيد لا يخفى على احد العلاقة الوطيدة بين فرع جماعة الإخوان في تركيا المتمثل بالحزب الحاكم "العدالة والتنمية AK Parti" بزعامة الرئيس التركي رجب طیب أردوغان، وبين الدولة الإيرانية ومردشها الأعلى الخامنئي، وكيف جرت بينهم تفاهمات من خلال لقائاتهم في بداية الأحداث السورية، على تقاسم النفوذ وتجنب أي تماس ينتج عنه صدام مباشر على الأراضي السورية.

ومازالات ميليشياتهم السوريّة بوجهيها السنيّ والشيعي يفنيان بعضهم بفتاوي من قرني الشيطان في المنطقة (الإخوان وملالي إيران) وتربطهم أواصر متينة، بنتها الأفكار الإسلامية السياسية لسيد قطب متمثلة بتكفير المجتمع الجاهلي والحاكمية المطلقة لله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي