الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكراد سوريا والمرجعية السياسية

خالد محمد

2006 / 7 / 11
القضية الكردية


في الاونة الاخيرة ، كثرت المقالات حول ( جبهة الخلاص الوطني ) ومؤتمراتها وتحركاتها . المعروف أن الجبهة تضم ائتلاف إسلامي وقومي وعلماني ، لعل أبرز وجوهه هم علي صدر الدين البيانوني وعبد الحليم خدام وصلاح بدر الدين . وقد راح بعض المنتمين للاحزاب الكردية السورية ، في المزاودة على الاخرين بشأن مشاركة الأستاذ عبد الحليم خدام في تلك الجبهة ، وكأنما صار من مهمات تلك الاحزاب إعطاء صكوك حسن السلوك لهذا الشخص أو ذاك في صفوف المعارضة السورية!

الملاحظ أيضاً أن الحضور الكردي في جبهة الخلاص الوطني يكاد أن يكون محصوراً بالاستاذ صلاح بدر الدين ، ومن هنا كانت ردود الأفعال بمعظمها تنتقد مشاركته في تلك المؤتمرات ، وبحجة أنه معتزل للعمل السياسي بعد إستقالته من قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا . وأنا في هذا المقال لا أجعل من نفسي محامياً عن الرجل ، بل يهمني الاشارة الى بعض النقاط فما يتعلق بمشاركته النشيطة في الفترة الاخيرة ، وخاصة مؤتمرا واشنطن ولندن للمعارضة السورية .

لقد سبق لعدد من الأحزاب الكردية السورية ، ومن خلال ممثليها في الخارج ، المشاركة في مؤتمرات المعارضة السورية وخاصة بعد انتفاضة القامشلي عام 2004 . وكلنا يذكر أن حزب ( يكيتي ) بشكل خاص أسهم في مؤتمر لندن الذي أعقب الانتفاضة وكذلك في كونفرانس باريس ، والذان تميزا بحضور نشيط من قبل الاخوان المسلمين . وقد استطاع الطرف الكردي التأثير على قرارات المؤتمرين بخصوص الاعتراف بوجود قضية كردية في سورية وعدالتها ، كما أنه خلق علاقات جديدة مع اطراف اسلامية وقومية عربية وربما لاول مرة في تاريخ حركتنا الكردية . وبدلا من أن يتواصل الحضور الكردي في نشاطات المعارضة السورية ويقوى تأثيره ، اذا بنا نلاحظ انحساره تدريجيا حتى كاد يختفي في المؤتمرين الاخيرين ، الذين عقدا في بروكسيل ولندن . وبدلا عن التنسيق مع الاطراف العربية وغيرها في المعارضة السورية ، انحصر عمل احزابنا الكردية في الكيد لبعضها البعض ، واعادة سلوك التكتلات والمحاور والمهاترات في الانترنيت والصحافة . لذلك وجدنا ذلك المحور الذي يضم تحالفا معينا للاحزاب الكردية ، مستعد لحضور مؤتمر واشنطن ما ان يعلم بمقاطعة المحور الاخر له ! وهذا المسؤول الحزبي الفلاني سيذهب لبلجيكا للمساهمة فيما يدعى ( المجلس الوطني الكردستاني ) بشرط أن يكون المنافس الحزبي العلاني يرفض المشاركة فيه !

وبهذا السلوك نفسه يندرج موقف بعض احزابنا الكردية من ( جبهة الخلاص الوطني ) ، وخاصة ما يتعلق بمشاركة الاستاذ صلاح بدر الدين فيها وانتخابه ضمن قيادتها . فاذا كان بعض هذه الاحزاب ما زال يحسب الف حساب للخطوط الحمر التي وضعها النظام البعثي للمعارضة ، بشأن مشاركة الاخوان المسلمين أو عبد الحليم خدام مثلا ، فلماذا لا يعلنون ذلك بشكل صريح لمنتسبيهم وجماهيرهم بدلا عن المزاودة وردود الافعال والاتهام بالعمالة ، الخ؟

أما بالنسبة لحضور صلاح بدر الدين في اجتماعات المعارضة السورية ، فهذا حق له كشخص مستقل ولا يستطيع أحدا ان يمنعه او يمنع اي مواطن سوري كرديا كان او عربيا او اشوريا .. من حقه في مناقشة مصير وطنه وشعبه . وربما ينسى البعض من احزابنا دور صلاح بدر الدين في تاريخ الحركة الكردية السورية ، وما قدمه من خدمات لتلك الحركة خاصة اثناء وجوده في بيروت . وبما انني كنت قريبا منه خلال تلك السنوات في بداية الثمانينات الماضية ، كعضو في البارتي اليساري ( الذي غير اسمه الى حزب الاتحاد الشعبي ) وواحد من المتطوعين الحزبيين في ميليشيا ( كاوا ) الكردية التي كانت تابعة للحركة الوطنية اللبنانية للدفاع عن شعبنا الكردي أثناء الحرب الاهلية في لبنان، فيمكنني القول بان عمل الحزب في بيروت كان فيه الكثير من الخدمة ليس فقط للقضية الكردية السورية ، بل وللقضية الكردية في تركيا وايران والعراق ايضا . وهذا الشيء يذكره رفاقنا من تلك الاجزاء الكردستانية ، وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران ( كريم حسامي ) والحزب الطليعي لعمال كردستان في تركيا ( بيشنك ) وغيرهم . ولا ننسى مساهمة منظمة لبنان لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في المجال الثقافي وتأسيسها للجمعية الكردية اللبنانية الإجتماعية الثقافية في بيروت ( كان مقرها في كركول الدروز ) . وأيضاً أصدرت المنظمة الصحف والمجلات السياسية مثل (ريبر) و (روهلات) وطبعت عشرات الكتب من سلسلة (رابطة كاوا للثقافة الكردية)، التي ما زالت تصدر حتى اليوم في كردستان العراق التي انتقل اليها الاستاذ صلاح بدر الدين للعمل في ادارة الرابطة من هناك .

ليس دفاعا عن الاستاذ صلاح بدر الدين ما سبق وكتبته ، بل هو تذكير لمن يتناسى الان الدور الذي قام به هذا المناضل طوال اكثر من اربعين عاما . وحتى نشاطه الحالي في اوروبا مع المعارضة السورية فليس بالجديد عليه ، خاصة ما نعرفه عن قيامه بتأسيس مركز للحزب في اوروبا منذ السبعينات وكان مقره في برلين، ومنه كان يتم تأمين المنح الدراسية لطلبة كردستان سورية إلى الاتحاد السوفياتي وبلغاريا وغيرها من البلدان الاشتراكية السابقة ، وينعقد فيه الكونفرنسات السنوية لمنظمة اوروبا للحزب . وعلى كل حال ، فنحن بحاجة الان اكثر من أي وقت مضى لمرجعية حزبية كردية في سورية لها حضورها الجماهيري ومعترف بها من قبل الاطراف الاخرى من المعارضة . وعدم توفر مثل هكذا مرجعية نظرا لظروف معينة ، ربما يتيح للاستاذ صلاح بدر الدين كشخصية مستقلة له تجربة غنية حزبية وتاريخ نضالي طويل ، أن يملأ الفراغ الحاصل خدمة لشعبنا وقضيته الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر