الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا يساهم بتوسيع الفجوة بين النساء والرجال في الوصول إلى سوق العمل

كفاح زعتري

2020 / 10 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



رغم الجهود والمكاسب المتواضعة التي حققها المرأة العربية في سوق العمل، إلا أن الأرقام لا زالت تكشف عن فجوة بينها وبين الرجل في هذا المجال، يزيد وباء كورونا من اتساعها. أحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول مشاركة المرأة في سوق العمل، يشير إلى أن أقل من نصف النساء على مستوى العالم يعملن في سوق العمل، وهي فجوة بين الجنسين لم تتغير على مدار الـ 25 عاماً الماضية.

من جهة أخرى كشف تقرير المرأة العالمي لعام 2020 أن 47% من النساء في سن العمل لديهن وظيفة، كما أشار إلى أن النساء تمثل 28% فقط من المديرين و 18%من الرؤساء التنفيذيين على مستوى العالم.

المساواة بين الجنسين وعدم التمييز
منظمة العمل الدولية حول المساواة بين الجنسين وعدم التمييز تقول، بلغ معدل مشاركة المرأة العربية في سوق العمل 18.4%، وهو المعدل الأدنى في العالم مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 48 %. كما أن تَواجد النساء في المناصب الإدارية متدنٍ أيضاً، فقد بلغ نسبة 11% مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 27.1%. وعلى العكس، تنفق المرأة عدداً من الساعات العمل يزيد بنحو خمس مرات عما ينفقه الرجل في أعمال الرعاية غير المأجورة.

من جهة أخرى تبلغ نسبة بطالة المرأة في الدول العربية 15.6%، وهي ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، يُرد ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بشكل عام وإلى عدم تساوي الأجور بين النساء والرجال، بالإضافة إلى أن العبء الأسري يقع على المرأة.

فضلا عن القوانين التي لاتزال مجحفة بحق النساء، وفق رؤية الباحثة الاجتماعية رنين حداد؛ وفق وجهة نظرها إن جميع برامج التمكين وجهود الحركات النسوية، لم تنجح في فرض أجور متساوية للمرأة في سوق العمل وبقيت المرأة تشعر أن خروجها من المنزل لا يعود عليها بنفس العائد، إضافة إلى عدم مساهمة الرجل في تربية الأطفال وبقاء هذا العبء على عاتق المرأة وحدها.

إضافة إلى ذلك ترى منظمة العمل الدولية، “الافتقار إلى مرافق الرعاية والنقل الآمن، يعيق بشكل أكبر حصول المرأة على عمل، كما أن عدم التطابق بين المهارات وطلب السوق فضلاً عن تدني الأجور والافتقار إلى فرص عمل جذابة كثيراً ما يضاعف المشاكل التي تواجهها المرأة في عالم العمل”.

كوفيد-19 وعالم العمل
تقرير من منظمة العمل الدولية تحت عنوان “كوفيد-19 وعالم العمل”، فإن العاملات تضررن من الوباء أكثر من غيرهن، الذي ينعكس سلباً على التقدم المتواضع الذي تحقق في المساواة بين الجنسين في العقود الأخيرة، وتفاقم اللامساواة بين الجنسين في العمل.

ووفق التقرير فإن تأثير كوفيد-19 على النساء العاملات يعود إلى ارتفاع نسبهن في بعض القطاعات الاقتصادية الأكثر تضرراً من الأزمة، كالسكن والغذاء والمبيعات والتصنيع. فعلى الصعيد العالمي، يعمل قرابة 510 مليون امرأة أو 40 % من جميع العاملات في القطاعات الأربعة الأكثر تضرراً، مقابل 36.6 % للرجال.

توسع الفجوة بين الجنسين في سوق العمل
أيضاً تقرير الأمم المتحدة يرجح أن توسع جائحة فيروس كورونا الفجوة القائمة بين الجنسين في الوصول إلى سوق العمل، لأن تداعيات الجائحة أثرت على الوظائف التي تشغلها النساء، مثل الأعمال المنزلية المدفوعة الأجر، كما أشار التقرير إلى أن الإمكانات الاقتصادية للمرأة مقيدة أيضاً بالعمل المنزلي الذي يتم بغير أجر، والذي تقضي فيه المرأة حوالي ثلاثة أضعاف عدد الساعات التي يقضيها الرجل في اليوم. كما أن هذا النوع من العمل قد تزايد أثناء الوباء بسبب إغلاق المدارس وخدمات الرعاية. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أشار إلى اتساع فجوة عدم المساواة بين الجنسين: “لا يزال التقدم نحو السلطة المتساوية والحقوق المتساوية للمرأة بعيد المنال”. وأضاف: “لم تحقق أي دولة المساواة بين الجنسين، وتهدد أزمة كوفيد19- بتقويض المكاسب المحدودة التي تم تحقيقها”.

ضرورة الالتفات إلى التعليم
ترى رنين حداد أن البرامج التدريبية التي يمولها المانحين مصممة لأهدف محدد مثل الديمقراطية والجندر وحقوق المرأة، وهذه لا تجد مكاناً لها في الواقع وفق تعبيرها. فالمرأة التي تعيش مهمشة في مجتمعها، لن تحدث تلك البرامج فرقاً في حياتها.

وترى ضرورة الالتفات إلى التعليم كنقطة أساسية يجب العمل عليها وإيلائها المزيد من الاهتمام، مع التنشئة الصحيحة للأجيال على مبدأ الحقوق المتساوية ورفع الوعي المجتمعي وإحداث تعديلات على القوانين الخاصة بالأجور. وتؤكد أيضا على “ضرورة خلق مشاريع تراعي احتياجات مجتمعات النساء العربيات”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا


.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق




.. إحدى الحاضرات منى الحركة


.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك




.. سلوى جرادات وهي فلسطينية من رام الله