الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية نقدية للقرآن

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2020 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إلى روح صمويل باتى، مدرس التاريخ
إذا لم يكن القرآن وحياً إلهياً ، فماذا يكون إذن ؟ القرآن خطاب سياسى ، فلايوجد مايسمى بالوحى الإلهى ، يوجد إبداع وعبقرية نعم ، ولكن لاتوجد عفاريت تنزل بمكاتيب من السماء ، تحرض الناس على بعضها البعض ، وتدعوهم إلى الجهاد من أجل الخالق المسكين ، الذى لايستطيع الدفاع عن حقه لدى العصاة من البشر؟ القرآن مجرد خطاب سياسى من أجل حشد قبائل العرب تحت راية ودولة وغزو بيزنطة وفارس ، أطماع تجار قريش ، وعوز البدوى الجائع ، هكذا ببساطة ، لكنه خطاب سياسى بلغة عصره ، ليس بلغة الإتحاد الأوربى أو الكونجرس الأمريكى ، الخطاب السياسى للعصور القديمة هو فى الغالب خطاب دينى ، وفى الحالة القرآنية ، يمكن تمييزه بأربع ملامح رئيسية هى
الوعى الجمعى للعصور القديمة، أو ثقافة العصور القديمة ، اليهودية والمسيحية والزرادشتية بشكل خاص، ثقافة الجزيرة العربية زمن محمد ، تين وزيتون وقوافل تجارية، شخصية موسى العبرانية المحورية ، التى إتخذ منها محمد مثلاً أعلى فى توحيد القبائل العبرية المتناحرة وجمعهم فى تشريع ودولة ، وأخيراً، شخصية محمد نفسه ، ذلك الخليط المتناقض من الجبروت والحكمة ، الموهبة الشعرية ، والشهوة المضطربة ، والإنتهازية السياسية سيدة الموقف ، يعنى فى مكة لين ، وفى المدينة عنف ، أشهر حرم ماشى، نلغيها ماشى ، ونقبل غنائمها ، تبنى ماشى، نلغيه ماشى ، إذا عجبتنا زينب أو غيرها ، إذا أردنا الهدنة مع بعض القبائل ، يبقى إذا جنحوا للسلم فإجنح لها، وإذا أردنا الحرب ، يبقى وإضربوهم فوق الأعناق بلا رحمة ، فالدفاتر دفاترنا وقرآننا حاضر لتبرير كل المواقف ، وهكذا ، صفات بالطبع لاتتناسب مع رحمة الإله ولا تتناسب مع ثقافة العصور الحديثة ، لكنها تتناسب مع لغة السياسة ، وثقافة العصور القديمة ، وهذا هو العذر الوحيد الذى يمكن أن نلتمسه للقرآن وللإسلام وواضعه ، أنه كان إبن عصره ، مثل كل القادة والحركات الكبرى فى كل العصور، لا يمكن أن ينفصلوا عن عصورهم وخيالها ، لكن هذا لايعنى أن نظل نحنى له الرؤوس حتى اليوم ، لإنه وبعكس أى دين آخر،هو خطاب سياسى مائة بالمائة، والروحانيات به قليلة ، رغم إحتوائه على شئ من أدب الحكمة، منقولة كانت أو من تجربة حياة محمد نفسه ، ولذا فقد أدخلت إليه مذاهب الصوفية فى تاريخ لاحق، للتعويض عن ذلك الضعف الشديد فى بنائه كعقيدة ، وبحكم أنه دين سياسى مائة بالمائة ، فقد إعتنقته شعوب بربرية أخرى، وإتخذت منه وسيلة للسلطة مثل العجم والترك والمغول وغيرهم.
إن الإسلام لم يعد يعنينا اليوم ، بأمويه وعباسيه وفاطميه وتاريخه الحربى، ولكن كعقيدة شخصية ، فالعقيدة حرية تكفلها العصور الحديثة ، لكن المشكلة هى أن الإسلام وبحكم أنه دين سلطة ، فهو لايعطى أى فرصة لحرية العقيدة ، فإما أن يقهرك أو تقهره ، ومن ثم نجد أنفسنا مضطرين للدخول معه فى مواجهة صفرية ، لفضح زيفه وشره ، ليس رغبة فى المشاكل ولا فى الشهرة ، ولكن حتى تنتصر معركة التنوير، فبالإضافة إالى أن التنوير هدفاً إنسانياً فى ذاته، فهو أيضاً شرطاً أساسياً لتحقيق الديموقراطية وتداول السلطة. إنه ليس من الصعب أن ندرك أن الشرق الأوسط يعيش اليوم معركة الإنفصال عن الإسلام وعصور الدين ، التى عاشتها أوربا مع المسيحية ، فى عصر التنوير خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وانه مهما كانت المخاطروالتضحيات ، فلا مجال للتهرب من ذلك الإستحقاق ، أو الإلتفاف حوله بمحاولات إصلاح ومجادلات فلسفية لن تغنى ولن تنفع ، حيث تعلمنا التجربة الأوربية ،أنه لابد من تطهير الأرض من الخرافة الدينية، حتى يمكن إقامة المجتمع الحر والدولة الحرة، وأيضاً لكى نرحم العالم من ذلك الإرهاب الإسلامى المرعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التغيير قادم لامحاله
على سالم ( 2020 / 10 / 27 - 01:21 )
استاذ عبد الجواد , احداث داميه دمويه تجلعنا نرتعب ونتأمل ونتسائل ما خطب هؤلاء القتله المجرمين والذين فاقت سمعتهم الاجراميه الوحشيه كل الحدود , لقد زعلت وحزنت جدا على قطع رأس المدرس الفرنسى صامويل باتى من طرف ارهابى داعشى وقاتل , الغريب انه يقيم فى فرنسا كلاجئ من بلده البائسه الشيشان , اهل هذا تصرف طبيعى لبلد استضافك وامن لك المأوى والمأكل والامان , لاشك ان كل المسلمين مرضى ومرضهم خطير ومتقدم , هؤلاء الشواذ القتله يعبدوا محمد ويعتبروه اله ورب ويركعوا ويسجدوا له واسمه هو خط قدسى احمر , هذا المحمد مكانته تعدت الاله البدوى بمراحل عديده واصبح هو رب المسلمين بدون منازع , انها قدسيه تراكمت وتورمت وتضخمت عبر القرون الاسلاميه الكالحه , المدرس اكيد لم يخطأ فى التعبير عما يجول فى نفسه وعن انطباعاته عن محمد الارهابى وديانته الدمويه , حقيقه انا اشفق على اوروبا حيال هذه الطيبه والسذاجه فى معامله هؤلاء المجرمين , المفروض ان يغيروا هذا السلوك واقل شئ ان يبدأوا فى طرد المسلمين وترحيلهم الى بلادهم , بلاد الفقر والظلم والجوع والقمع والذل والاستبداد


2 - الرد على الأستاذ على سالم تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2020 / 10 / 27 - 04:36 )
الأستاذ على ، ألكرم الأوربى أو السذاجة الأوربية وأحيانا مناورات السياسة ساهمت فى تمكين هذا
الوباء المحمدى من العالم ، نأمل أن تكون إستفاقة ماكرون بداية الثورة الكاملة على الإرهاب الإسلامى القيم الأوربية كفيلة بالقضاء على ذلك الإرهاب كما حدث مع الديكتاتورية المسيحية فى عصر الأنوار نأمل أن يكرر التاريخ نفسه ، تحياتى أستاذ على وشكراً على مروركم الكريم


3 - الرد الثانى على تعليق الأستاذ على سالم رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2020 / 10 / 27 - 07:07 )
شكراً على مروركم الكريم أستاذ على تعليقاتكم دائما تثرى الموضوع وتلقى عليه مزيداً من الضوء كل التحية والتقدير