الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسلام والغرب

بن مهدي صالح

2020 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكثيرون يستغربون من بعض المدافعين بشراسة عن الإسلام في الغرب. يستغربون أن شخصًا هاجر إلى الغرب أو وُلِد فيه ويعادي هذي البلاد وقيمها التي منحته كلَّ شيء بعدما جاء إليها خائفًا أو محتاجًا للمساعدة؟
بدايةً: أن (المتشددين دينيًّا) أو حتى (المعتدلين) بقوا محافظين على مسافة من المجتمع الغربي ولم ينخرطوا فيه، لأنهم يحملون أفكارًا دينية مغايرة لما يحمله المجتمع، لذلك فحياتهم لم تتغير كثيرًا عما كانت عليه قبل هجرتهم إلى هذه البلاد. أصبحوا أكثر مالًا واكثر امنًا فقط، لكنهم لم يصبحوا أكثر حريّة، لأنهم مقيدون بطرق خاصة للعيش يفرضها الدين.
الحنين إلى الماضي هو فشل في التعامل مع الحاضر، ومشكلة الحنين مشكلة كبيرة عند المهاجرين، انهم يحنّون لكل شيء في بلادهم، لأنهم يشعرون بالاختلاف في البلاد الجديدة. هذا الشعور بالاختلاف جعلهم ينشئون تجمعاتهم الخاصة ومطاعمهم الخاصة ومقاهيهم ودور عبادتهم، فالدين حرَّم عليهم الاندماج بمن هم ليسوا على دينهم، من باب النجاسة والطهارة ومن باب العفّة وتحريم دخولهم الى أماكن (الخمر والقمار والعُري) لذلك فهم لا يذهبون الى الأماكن الثقافية من مسارح ومتاحف ومهرجانات موسيقية، لأن كلَّ هذه الفعاليات إما أنها محرمة أو مكروهة كراهية شديدة حتى لا تفتح باب للشيطان.
المسلمون في الغرب متقوقعون على ذواتهم ولا تتعدى علاقتهم بالمجتمع علاقة السير في الطرقات والذهاب الى السوق الإسلامي والمعابد والالتقاء بالأصدقاء الذين يتكلمون لغتهم ويمارسون طقوسهم، وقد يصل ببعضهم (المتشدِّدون) أن علاقتهم تختصر على أبناء طائفتهم فقط.
كما أن المقدس الأول في الإسلام ليس الله، بل هو النبي. كلنا نلاحظ أن الذي يسب الله، مزحًا أو بجدية أكثر، لا يلتفت له المزاج العام، ويمكن أن يتحمل المؤمن الإساءة، لكن لا أحد يستطيع المزاح أو توجيه الكلام الجارح إلى شخصية النبي.
الصحف الغربية دائمًا، وربما اسبوعيًّا ترسم رسومات ساخرة عن الله، عن هذا الرب الذي تؤمن به الديانات الابراهيمية الثلاث ولا أحد يعترض أو ينفذ عملية إرهابية وحشية لقتل الرسام، لأن الله ليس مقدسٌ كما هو النبي في العقلية الباطنية للمتدينين. (الله عام والنبي خاص)
من ناحية أخرى: الغرب كذلك – وأقصد هنا الناس – وليس الدولة أو القانون، الغرب نأى بنفسه عن المهاجرين، واعتبرهم مختلفين عنه، لكنه منحهم الحقوق ذاتها أمام القانون والفرصة ذاتها للتقدم في المجتمع. هذا النأي المتبادل من قبل الجانبين جعل المهاجرين يشعرون بالدونية وتمسكوا أكثر بهويتهم، (الإسلام في الغرب هوية وليس دينًا)، لذلك فأن أي إساءة للإسلام هو إساءة شخصية للمهاجر المتدين، وهذا ربط خاطئ مبني على منطق خاطئ وعلى مقدمات خاطئة.
ختامًا: أتمنى من المثقفين من الجانبين أن يكونوا محايدين كليًّا في الكشف عن الخلل، وأن يكونوا واضحين وشفافين وغير متلونين في الوقوف مع الأنسان وحرَّية التعبير عن رأيه بلا عنف أو ازدراء.
الإنسان أولًا ومن بعده يأتي الله والأنبياء وليس العكس.
إذا ما كان هناك قدسية؛ فيجب أن تكون للإنسان، الإنسان الحي قبل الميّت، وإلا فلن يكون هناك غد، إذا ما قدسنا الموتى وقتلنا الأحياء.
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر