الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام وين، اوربا وين؟

علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)

2020 / 10 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اثناء الفترة التي نُشرت فيها كاريكتيرات الصحيفة الدنماركية عن النبي محمد، ظهرت المغنية الاميركية مادونا في فيديو صوّرته في كنيسة في روما وهي تماثل ممارسة العادة السرية للمرأة امام تماثل للسيد المسيح والصليب. كانت مادونا بهذا السلوك تعبّر عن احتجاجها على موقف الكنيسة من الممارسات الجنسية العادية او المثلية. طارت مادونا من روما الى امستردام لتحيي فيها حفلة. امام مبنى الكونسرت الذي اقامت فيها مادونا حفلتها، وقف شاب هولندي يعزف على الغيتار مع شابتين هولنديتين تغنيان الاغاني الدينية. بهذه الاغاني الدينية عبّر الثلاثة عن احتجاجهم الديني على سلوك مادونا في كنيسة روما. ثلاثة افراد لا غير.
طرق الاحتجاج في اوربا عديدة لكن قطع الرؤوس ليس منها. هذا سلوك بربري، وحشي وهمجي. بإمكان الفرد ان يحتج من خلال المظاهرات ومن خلال رفع الدعاوي في المحاكم ومن خلال كتابة المقالات ومن خلال الاعلام والنقاشات المتلفزة ومن خلال العروض الفنية. إذا اختلفت مع شخص ما يدعوك او تدعوه للحوار. عَبَرتْ اوربا مراحل القتل لاسباب دينية قبل ثلاثة قرون على الاقل. الديانة المسيحية والتي تعتمد اوربا في جزء من حضارتها عليها، تسبق الديانة الاسلامية بستة قرون. وهذا هو مربط الفرس. بمعنى آخر، ان الفرق في التطور الفكري والحضاري بين العقلية الاوربية "المسيحية" والعقلية الاسلامية 600 عام وربما اكثر من اذا ما اخذنا في الاعتبار الارتداد الحالي الى الاصول الاسلامية التي عمرها يزيد على 1400 عام والتي بدأت تهيمن على المجتمعات الاسلامية.
مما يزيد الهوة بين العقلية الاسلامية واوربا هو سوء الفهم سواء كان متعمدا ام عن جهل. ماكرون لم يقم بنشر كاريكاتيرات عن النبي محمد ولم تقم الحكومة الفرنسية بهذا. كل هذا الهجوم على فرنسا وهي دولة صديقة للعرب وللمسلمين لا مبرر له من اي وجهة. درَسَ صامويل پاتي القرآن اولا ليفهم العقلية الاسلامية وأراد ان يقوم اثناء درسه لمادة التأريخ ان يوضح لطلابه ومعظمهم من المهاجرين طريقة تفكير الفرنسيين ويساعد بهذا طلابه على الاندماج في المجتمع الفرنسي والتقدم فيه بدلا من التقوقع في غيتوات مثل الغيتوات الشمال ـ افريقية في المدن الفرنسية. كان يريد ان يقول لطلابه نحن نسخر من كل شئ سواء من رموزنا السياسية او الدينية وبهذا نحن نمارس حريتنا في التعبير عن الرأي. لم يكن بوسع ماكرون او حتى مدير المدرسة التي عمل فيها صامويل پاتي منعه من استخدام الكاركاتيرات لأن هذا يقع ضمن (الحرية الاكاديمية) فضلا عن ان هدف صامويل پاتي كان نبيلا. اثناء تدريسي للرياضيات كنت استخدم السخرية من الدين والسياسة لأظهر التناقضات فيها وطريقة التفكير المنطقي والنقدي والعلمي، ولغاية اخرى تجعل من هذه المادة التي يخشاها معظم الطلبة مادة مشيّقة. لم يحتج عليْ طالب او رئيس قسم او عميد او ادارة جامعة ولو وصلت لهم شكوى مثل هذه لرفضوها لأنني كنت امارس حريتي الاكاديمية. لم يقطع احد رأسي لأني اثناء تدريسي سخرت من الديانة المسيحية او ملكة هولندا او روؤساء وزاراتها ولم يحاسبني احد على ذلك.
حرية التعبير عن الرأي في اوربا مقدسة مثل حرية المعتقد. من واجب ماكرون ووظيفته كرئيس ان يدافع عن حرية التعبير عن الرأي وهي من ضمن مواد الدستور التي يحكم بها بلاده والتي اقسم على الدفاع عنها والحفاظ عليها. قطع الرؤوس امر مرفوض في اوربا وفي اي مكان في العالم. ومن واجبه ان يظهر لمواطني بلاده استنكاره لجريمة قطع رأس صامويل پاتي ويكافئه بميدالية تكريما لحقه في حرية التعبير عن الرأي والتي دفع فيها حياته ثمنا وبطريقةٍ بشعة مقززة ومن قبل لاجئ شيشاني. لم يقم ماكرون بهذا كرها للاسلام او المسلمين بل هذه هي الوظيفة التي انتخبه شعبه للقيام بها، وظيفة الدفاع عن مواطنيه وعن حرياتهم.
فرنسا واوربا لا تمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية ولا تعاديهم كما يدعي الاعلام الاسلاموي. الجوامع متوفرة في معظم المدن وحتى القرى الاوربية. تُبنى هذه الجوامع بدعم مالي من الحكومات المحلية. الاسوأ ان معظم ائمة هذه الجوامع يُرسلون من تركيا او المغرب وبدعم مالي سعودية ولغاية واحدة هي نشر الوهابية السلفية. إذا كنت تعرف مدينة اوربية غربية بدون جوامع فأود ان اعرف اين هي. في الواقع اجد مثلا في المدن الالمانية اكشاك لسلفيين يوزعون قرآنا مترجما للالمانية على الالمان وبكل حرية. من يحتج على استعمال تعبير (الغزو الحضاري الاسلامي) لأوربا اطلب منه ان يفسر لي وجود المحجبات حتى في قرى اوربا الغربية. دخل المسلمون اوروبا افواجا وجحافلا وجيوشا عرمرة من ما يسمّون باللاجئين وهم مهاجرين غير شرعيين استغلوا انظمة اللجوء السياسي للولوج الى اوربا. لننظر الى تصرفات معظمهم. اما اقترفوا اعمال ارهابية او جمعوا تبرعات للارهاب في سوريا والعراق وقاموا بتجنيد الارهاببين. او اقترفوا جرائم قتل واغتصاب حتى بالمراهقات او الصبيان. او قاموا بجرائم سرقة للبيوت او المحلات او سرقة حقائب النساء في الشوارع. جنسيات تجار المخدرات وجرائم القتل المرتبطة بها معروفة وكذلك جنسيات المتجارين بالنساء ايضا معروفة. هذه ليست افكار نمطية عن المسلمين والعرب بل احصاءات رسمية لا يُسمح للشرطة بذكرها لأن القانون يعتبر التصنيف حسب الجنسيات عنصريا. نسبة اقتراف الجريمة عند المهاجرين تزيد على 80 بالمئة. ايضا انا شاهد على بعض هذه الجرائم وكنت ضحيتها كما حدثت لزوجتي ولصديقتها ولصديقة لنا و و و... نسبة من يعيش من هؤلاء المهاجرين على انظمة الضمان الاجتماعي تزيد على 96 بالمئة ومصنّفة حسب اصولهم. وفوق كل هذا وذاك اجد عند هؤلاء المهاجرين سواءً القدامى او الجدد كراهية للمجتمعات الغربية ورفضا لقيمها. لماذا جئتوا اليها إذن؟

ملاحظة. العنوان على وزن التعبير العراقي (عربْ وين، طنبورة وين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حريات عصر الأنوار و الثقافة الصحراوية
بارباروسا آكيم ( 2020 / 10 / 29 - 11:30 )
مع الأسف الشديد
لقد أثبتت سياسة الإندماج الإجتماعية إنها سياسة فاشلة تماماً امام حواجز الدين الإسلامي
و لم يعد هناك بديل عن العداء السافر للإسلام و هذه وجهة نظري الشخصية

فالحريات التي عرفناها منذ عصر الأنوار لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف

مع التقدير


2 - جريمة اخرى في نيس
علاء الدين الظاهر ( 2020 / 10 / 29 - 13:33 )
ما ان ارسلت مقالتي هذه حتى وصل خبر عاجل عن قتل ثلاثة افراد وجرح آخرين بجريمة طعن في كنيسة بمدينة نيس الفرنسية. هوية الجاني لم تعلن لحد الآن لكنها بالتأكيد ليست فنلندية. الشرطة اصابت الجاني بالرصاص ويعالج الآن في المستشفى. الجاني قطع رأس امرأة عجوز في الكنيسة. اي هدف تخدم جريمة بهذه البشاعة والسفالة؟


3 - سؤال وجواب
محمد البدري ( 2020 / 10 / 29 - 14:19 )
فرنسا وهي دولة صديقة للعرب وللمسلمين ...
من اين اتيتم بهذا القول؟
العرب لا صديق لهم، العرب يعادون الجميع سرا وعلانية
العرب اصحاب ثقافة معادية لاي آخر حتي او اسلم وحسن اسلامه
بالمناسبة، هل هناك من مسلم اسلم وحسن اسلامه؟
الصور التي بسببها تجري الاحداث الان تؤكد النفي اجابة علي هذا السؤال

تحياتي


4 - الدفاع عن المقدس بالقانون والأفعال الحسنة
محمد ناجي ( 2020 / 10 / 29 - 20:08 )
في عالم اليوم …
الدفاع عن المقدس بالقانون والأفعال الحسنة … وليس بالعنف والإرهاب
تتميز ثقافة المقدس ، في الواقع ، بكل اشكالها ولدى كل الملل والنحل ، بالتناقض مع العلم والمنطق ، فضلا عن إتسامها بالعاطفة والانفعال والعنف ، لذا فالنقاش والحوار ومبدأ الرأي والرأي الآخر غير وارد ، ونرى الكل يخطئ الكل ويكفره وصولا إلى إباحة أرضه وماله وأهله ودمه ، والتاريخ والحاضر خير شاهد . ولهذا برغم احترامي لكل الأديان ، واحترامي لها طالما ظلت قناعة وعلاقة شخصية وفردية بين الفرد ومن يؤمن به ، لابد من تسجيل بعض الملاحظات تتعلق بفوضى ردود الأفعال العنيفة على الرسوم الفرنسية وقبلها الدانماركية ، وما كتب ويكتب عنها :
١-;-- انها خاصة بنظام ومجتمع يؤمن بحرية التعبير ، ويسخر من كل شيء في السياسة والمجتمع والدين وكل رموزها بما فيها الأنبياء دون استثناء .
٢-;-- ماكرون رئيس فرنسا تحدث ويتحدث عن واقع الحال في بلده ، وعمن يريد - برفع لافتة إسلامية - فرض ثقافة ونظام بديل عن النظام الذي يتولى رئاسته ، وليس عن غيره .
٣-;-- أعمال العنف والإرهاب ، لا يمكن أن تدافع عن نبي المسلمين ودينهم ، بل على العكس تحسب اساءة ، وتمنح الفرصة


5 - يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
محمد ناجي ( 2020 / 10 / 29 - 20:33 )

٣-;-- أعمال العنف والإرهاب ، لا يمكن أن تدافع عن نبي المسلمين ودينهم ، بل على العكس تحسب اساءة ، وتمنح الفرصة والدليل لإدانة أمة الإسلام ونبيها . والصحيح هو :
- اتباع الأسلوب القانوني لمقاضاة المتهمون بالتجاوز على دينهم ومعتقداتهم ورموزهم ، حتى لو كان الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه .
- التوعية الفكرية من خلال التواصل مع الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات ، والصحافة والإعلام .
- التجسيد بالفعل وليس بالكلام ، لما تؤمن به من مبادئ الدين وتعاليم الرسل والأنبياء وأخلاقهم بـ(الدعوة لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ، فـ(المسلم من سلِم الناس من لسانه ويده) .
- وضع حد لتشرد المسلمين في بلاد الله الواسعة ، والعيش في (بلاد الكفر والرذيلة) على المساعدات الاجتماعية ! وكذا وضع حد لقتل المسلم للمسلم في بلاد المسلمين فـ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه …) و (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) …
بهذا النهج ستدافع عن نبيك ودينك وكل معتقداتك وليس بغيره …


6 - الاخ محمد البدري
علاء الدين الظاهر ( 2020 / 10 / 29 - 22:18 )
عزيزي محمد البدري
انت قرأت الجملة بالعكس. لم اقل ان العرب اصدقاء لفرنسا بل فرنسا صديقة للعرب والمسلمين وتدعم قضاياهم مثل القضية الفلسطينية والاتفاق النووي مع ايران. كما ترى لم آتِ بهذه الجملة من فراغ
تحياتي
.


7 - الردود الإسلاميةالهمجية أكثر كاريكاتوريةمن الرسوم
صباح شقير ( 2020 / 10 / 30 - 05:24 )
الأستاذ علاء الدين الظاهر المحترم
تحياتي

عن سؤالك الأخير
فعلا لماذا جاءوا الى الغرب؟
عندهم الخليج بطوله وعرضه وتركيا وأندونيسيا وأذربيجان، فليذهبوا الى هناك ليشيّدوا عمرانا اسلاميا يفاخروا به الغرب الحاقد
ما الذي يدفعهم الى ركوب الأهوال في البحاروالموت في الشاحنات والبهدلة على الحدود والاهانات من أجل الوصول الى بلاد الكفر؟

هناك عقد يوقّع عليه المهاجر مفاده احترام قيم وقانون البلد الجديد
فلماذا يعضّ اللاأخلاقيون اليد التي حمتهم وآوتهم؟
قبل أن يُطالب شيخ الأزهر بسنّ قانون لعدم ازدراء الأديان عليه أن يلتفت الى الازدراء الذي يمتلئ به القرآن والأوصاف التحقيرية لليهود والنصارى وحث المسلمين على قتلهم
وعبارة ازدراء الأديان مضحكة
هو يقصد الاسلام بالتحديد لأن بقية الأديان موش سائلة عن ازدرائها

من جهة ثانية
ت6 الموجه للأستاذ محمد البدري
لقد قرأت أنت أيضا جملة الأستاذ البدري بالعكس

البدري قال يخاطبك ت3
فرنسا وهي دولة صديقة للعرب وللمسلمين ...
من اين اتيتم بهذا القول؟

فأجبتَه في ت6
لم اقل ان العرب اصدقاء لفرنسا بل فرنسا صديقة للعرب والمسلمين

ما الفرق بين قول الأستاذ البدري وقولك؟

احترامي

اخر الافلام

.. 98-Al-araf


.. 99-Al-araf




.. أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع


.. بن غفير يحاول منع الأذان في القدس والداخل المحتل




.. فرحة وزغاريد بعد إحالة قاتل نجله بسوهاج لمفتي الجمهورية