الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب: -قبائل أيت سكَوكَو في مواجهة الاستعمار الفرنسي- للباحث: فلالي عبد الرحمان

حنضوري حميد
كاتب وباحث في التاريخ

(Hamid Handouri)

2020 / 10 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ازداد الباحث فلالي عبد الرحمان فـي 01 يناير 1995م.، حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2015م، وعلى شهادة الإجازة سنة 2019م. وطالب بسلك الماستر حاليا بجامعة المولى اسماعيل – كلية الآداب والعلوم الانسانية بمكناس – المغرب، ينتمي إلى قبائل "أيت سكَوكَو"، إحدى قبائل " اتحادية أيت أومالو " الواقعة فـي الأطلس المتوسط بإقليم خنيفرة.

هذا عن الكاتب، أما الكتاب فهو "قبائل أيت سكوكو في مواجهة الاستعمار الفرنسي" وهو كتاب يكتسي أهمية بالغة، حيث اهتم بدراسة منطقة مريرت وأحداثها التاريخية، في بداية دخول المستعمر الفرنسي إلى قلب الأطلس المتوسط، دراسة ميدانية بحكم قلة المادة المصدرية التي تناولت تاريخ هذه المنطقة. فالكتاب من الحجم المتوسط، يتكون من 78ص. الصادر عن مكتبة سلجماسة، مكناس ـ المغرب في طبعته الأولى 2019م.وقدمه الأستاذ الدكتور "العربي الحمدي".
قام الباحث بتقسيم هذا كتيب، إلى تقديم عام وفصلين أساسيين وخاتمة، تناول في الفصل الأول البيئة الطبيعية والجغرافية لقبائل "أيت سكوكو"، بحكم تواجد هذه القبائل وسط جبال الأطلس المتوسط ، كما تحدث أيضا عن مكوناتها البشرية بدارسة مفصلة وشاملة لكل الدواوير والأفخاذ، وكذا علاقتهم بالسلطة المخزنية التي كانت تتأرجح بين التحالف والعداوة إلى حدود نهاية القرن 19م. وفي نفس الفصل تطرق الباحث إلى التدخل الأجنبي ( الاستعمار الفرنسي ) في تراب قبائل "أيت سكوكو" ، ووسائل المواجهة.
أمـــا الفصل الثاني، فقد تحدث فيه الباحث بإيجاز عن معركة "تاقة إيشيعان"، التي كانت من أهم المعارك التاريخية والنضالية بـ "أيت سكَوكَو"، مع تركيزه على الأسباب المباشرة وغير المباشرة، التي أدت إلى نشوب معركة "تاقة إيشيعان"، مؤكدا في تحليله أن اعتراض قوافل الجيش الفرنسي واسقاط طائرته من قِبل "أيت سكَوكَو" كان من بين الأسباب غير المباشرة، بينما كان اختطاف النساء، وقطع مسالك وطرق المنتجعين إلى الأراضي السهلية، هروبا من قساوة الطقس التي كانت من بين الأسباب المباشرة لحادثة "تاقة إيشيعان". وفي نفس الفصل توصل الباحث إلى أهم النتائج العسكرية والاقتصادية والسياسية، التي أسفرت عنها معركة "تاقة إيشيعان". كما أنهى بحثه بخاتمة مركزة، كانت بمثابة تقرير للنتائج التي توصل إليها حول الأسئلة المطروحة في الاشكالية الأساسية.
من خلال قراءتي المتواضعة لهذا الكتيب، يتضح وضوح الشمس بالنهار أن الهدف الأساسي من هذا الكتيب هو تسليط الضوء وإماطة اللثام عن تاريخ مقاومة قبائل "أيت سكوكو" للاستعمار الفرنسي، وإبراز كل الأحداث التاريخية التي كانت بين 1912م. و 1921م.، وكذا الشخصيات التي لعبت أدوارا مهمة في كل المواجهات، التي دارت بين قبائل "أيت سكوكو" والقوات الفرنسية. وذلك من بداية التدخل إلى وقوع معركة "تاقة إيشيعان". ولعل الهدف الأسمى الذي سعى إليه الباحث، هو وضع الموضوع تحت المجهر للتحليل أكثر، وتجاوز النقص الذي قد حصل في الدراسات السابقة التي لم تهتم بتاريخ هاته القبائل ومقاومتها. ولهذا تجند الكاتب لجمع الرواية الشفوية من أفواه الرواة، ودراستها وتحليلها ومقارنتها، مع الكتابات المصدرية الفرنسية والوطنية ، التي أفادتنا بشذارات قليلة عن هذه المنطقة.
فالدور الذي لعبته قبائل "أيت سكَوكَو"، ضد القوات الفرنسية يحتاج إلى مزيد من النبش والبحث والتنقيب، لإظهار كل ما قامت به هذه القبائل، من تضحيات في وجه المستعمر.


اعتمد الباحث في تحليله وبناءه للأحداث التاريخية، على مناهج عديدة لتكتمل الفكرة لدى القارئ، حيث استُعمل / استُخدم كل المناهج التي لا بد منها، لوضع البحث في سياقه الصحيح؛ ومن بين هذه المناهج: نجد المنهج الوصفي والمقارن والتاريخي والسردي.
بحكم البيئة الجغرافية وصعوبة المسالك والتضاريس الوعرة، اضطر الباحث للغوص في وصف الأماكن والجبال التي وقعت عليها الأحداث التاريخية بــ "أيت سكَوكَو". بالإضافة إلى استخدام المنهج المقارن من أجل المقارنة بين الكتابات الفرنسية والوطنية، والتوسع في الاقتباسات عن طريق الرواية الشفوية ومقارنتها مع الكتابات المصدرية. وفي إطار الحديث عن المناهج المعتمدة في الكتيب اعتمد الباحث بشكل كبير على المنهج التاريخي بطريقة تقرب المهنية بحكمه كمبتدئ في مجال البحث التاريخي. أما فيما يخص المنهج السردي فهو كان بمثابة تدوين المقابلات الشفوية التي أجراها الباحث مع شيوخ وكبار السن بقبائل "أيت سكَوكَو".
بالرغم من إفادتنا من هذا الكتيب، وإماطة اللثام عن جزء من تاريخ قبائل "أيت سكَوكَو"، إلا أن تشوبه نواقص عدة وأخطاء كثيرة منهجيا وتحليلا وتركيبا. و لهذا فقد اقتصر الباحث في دراسته للموضوع على فترة معينة، امتدت لتسع سنوات فقط أي بين 1912 و1921م.، وهذا لم يتم توضيحه في عنوان الكتيب؛ حيث كان عنوان الكتيب عام، يشمل كل الأحداث التاريخية التي دارت بين المستعمر و "أيت سكَوكَو" طيلة فترة الحماية. إضافة إلى أن الباحث اعتمد على احصائيات بشرية سكانية تبعد كل البعد عن فترة الحماية، وفي هذا الاطار يؤكد لنا الباحث أنه أدرج احصائيات 1994م. من أجل تقريب القارئ لفترة الحماية، لعدم توفر احصائيات الفترة الاستعمارية، لكن المنهجية التاريخية لا تسمح بذلك، والخطأ الفادح هو إدراج بعض الصور الحديثة في بحثه لتوضيح الأماكن التي وقعت عليها الأحداث، ففي حالة عدم توفر الوثيقة يكتفي الباحث بالوصف والاعتماد على وصف الكتابات المصدرية والمرجعية.




إن المنطقة التي أثرت اهتمام الباحث، فهي أرضية خصبة للباحث التاريخي، حيث هناك العديد من المواقع التاريخية التي طالها النسيان، وهي في حاجة ماسة، إلى دراسات وأبحاث معمقة، لكشف المستور، ونفض الغبار عنها. باعتبارها أماكن ذات دلالات تاريخية مهمة جدا. ومن بينها نجد "إغْرمْ أوْسار" أو ما يعرف بقصر المعدن، وهو عبارة عن موقع أثري لمدينة قديمة تعود للعهد الموحدي، إلى جانب هذا الموقع زاوية سيدي علي أُوبراهيم المنسية والمهملة تاريخيا، والتي تُعد بمثابة الموقع الأثري الذي يرجع تأسيسه إلى نهاية العصر الحديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و