الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعرفة الملعونة والإرهاب

عمر سلام
(Omar Sallam)

2020 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ بدء الايمان بالكتب المقدسة، أدرك المؤمن بتوجيهات كتبة هذه الكتب بان عليه ان يغلق باب المعرفة، ويبقى اسير هذه الاساطير، فهو عليه ان يعيش في غيتو الأفكار الغامضة، فان خرج من هذا الغيتو، عليه ان يتحمل مسؤولية الكفر والزندقة. وحماة هذا الغيتو الفكري عليهم ان يعيدوه الى الصراط الذي خرج عنه.
فكتبة هذه الأديان ومنذ البداية افهموه ان الله لا يحب المعرفة، ولا يحب النقاش ولا يحب الجدل الفكري، وهذا تجلى في الكتاب المقدس في سفر التكوين.
ففي الاصحاح الثاني من سفر التكوين:
15 واخذ الرب الاله ادم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. 16 واوصى الرب الاله ادم قائلا: «من جميع شجر الجنة تأكل اكلا، 17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت».
اذن المعرفة حسب سفر التكوين هي مقتل المؤمن، فمن أراد ان يغرف من معين المعرفة، يصبح ملعون من الرب ويصاب في مقتله، أي مقتل المؤمن في معرفته، فالله عاقب ادم وحواء لأنهم اقتربوا من شجرة المعرفة.
بالمعرفة هي القراءة المنطقية للحياة والاحداث، وعند القراءة المنطقية، يصبح للإنسان حجة على رجال الدين، وبالتالي قد يضعهم في مأزق، فعليه ان يبقى في غيتو الاساطير، بما فيها من تناقضات وما فيها من شوائب، وان أراد مناقشة فكرة ما تؤدي الى خلخلة هذه الاساطير عليه ان يتوقف عن التفكير، ولو استمر سيدخل باب الكفر والزندقة.
فالمعرفة هي فتنة وهي ملعونة، فشجرة المعرفة في الكتاب المقدس هي نفسها الشجرة الملعونة في القران. ففي هذه الآية الغير متوازنة يوضح كاتبها المفهوم العام للمعرفة فهي فتنة وملعونة وعلى المرء ان يخافها.
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [الإسراء: 60]
ان البقاء في نفق الاساطير المظلمة للأديان يجعل صاحبها لا يستقي المعلومة الا من رجال الدين الذين بدورهم غارقين في مستنقع الاساطير الدينية ، ويوجهون المؤمن بالطريقة التي يرونها مناسبة .
فعدم المعرفة يجعل عقل المرء وعاء فارغ جاهز للملء بالطريقة المناسبة ، وجاهز لفعل أي امر بتوجيه من رجال الدين . فالمسيحي قتل عشرات الملايين من الهنود الحمر بدم بارد بعد ان رأى مباركة رجال الدين والكهنة لهذا الأمر. واليهود ارتكبوا المجازر بحق الفلسطينيين دون ان يرف لهم جفن بمباركة الحاخامات . والمسلمون عندما يقتلون فهم يطبقون تعاليم الدين .
فالنبي داوود حسب الكتاب المقدس اول من قطع راس في الأديان ، حيث قطع رأس جليات الفلسطيني وسار به من نابلس الى القدس .
وأبناء النبي يعقوب هم من غدر باهل نابلس وقتل النساء والأطفال حسب الكتاب المقدس.
ولله في القران صفات تبتعد عن الرحمة
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [البروج: 12]
{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرً} [النساء: 89]
إذا المؤمن باي دين هو اسير هذه المعتقدات، وعليه الا يخرج من اطارها، وكلما اغلق على نفسه أبواب المعرفة أصبح قابلا لان يكون مشروع إرهابي.
فهو من ناحية غير قابل لتقبل الاخر والتعايش معه، الا على مضض، ومن ناحية أخرى هناك دعوات من كتابه المقدس ومن دعاة الديان المتحجرين لكره الاخرين وحتى لقتلهم.
فالمؤمنون (باي دين) لا يمتلكون الحجة المنطقية بالنقاش، لذلك يغلب على نقاشهم التهجم والتهكم والشتائم والمهارات، وربما يتحول النقاش الى شجار وتعارك، عوضا عن الاقناع المنطقي، لان الاقناع بحاجة الى معرفة والمعرفة بحاجة الى قراءة. وإذا انعدمت القراءة انعدم معها النقاش المنطقي وانعدمت معها الديمقراطية التي تتطلب الاصغاء للأخر.
واحد الأمثلة الحديثة هو طريقة رد بعض المسلمين على ماكرون
انه تزوج مدرسته وهي تكبره سنا.
ومن كتب ذلك حكما لم يقرأ السيرة النبوية
فالرسول تزوج خديجة وهي تكبره بخمسة عشر عاما.
وتزوج عائشة وهي طفلة ويكبرها بخمسين عاما .
المؤمن لن يناقش فعلة الرسول، لأنه مؤمن بان كل ما يفعله الرسول هو الصح، ولكن لن يستطيع اقناع الاخر، بان ماكرون أخطأ بزواجه من امرأة أكبر منه، والرسول على صواب بزواجه من امرأة أكبر منه أو زواجه من طفلة، ويكبرها بخمسين عاما.
ان هدم جدار الغيتو المغلق هو بالمعرفة والقراءة، ليتمكن المرء من امتلاك الحجة والمنطق في الحياة، ولكي يبني درجات سلم ارتقائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال