الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف استطعنا التغلب علي غريزة البقاء؟؟

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2020 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف يستطيع شخص ان يقوم عشوائيا بانتقاء سيده لا يعرفها وليس بينها وبينه أدني صله ويذبحها ويفصل رأسها عن جسدها؟؟؟هل من يرتكب مثل هذا الفعل من الممكن أن يكون سوي عقليا؟؟؟ ما الذي دفع شخص للتضحيه بحياته ليودي بحياة آخرين دون أدني تأنيب ضمير أو احساس بأنه يتعدي علي حرمة الحياه؟؟؟ كيف يستطيع عقل أن يتغلب علي الغريزه الاقوي في كل الكائنات علي تفاوت أدراكها؟؟كيف استطاع قهر غريزة البقاء وتقديس الحياه؟؟؟ الاجابه علي هذه الاسئله فيها توصيف ما نحن بصدده من اشكاليه تهدد بفتنه كونيه بالتأكيد ستطالنا كدول وشعوب إن لم نعيها ونعمل علي تفاديها. والي مزيد من الاسئله. لماذا عندما اتحد الشعب كله في ٣٠/٦ ضد الاخوان والسلفيين لم تحدث مثل هذه الاحداث تجاه اي فصيل شعبي سوي المسيحيين بحرق كنائسهم والاعتداء عليهم؟؟ فلنعود الي البدايات للاقتراب من الاجابات. كل مسلم يتم تعليمه "مدنيا" من الصغر كون العالم ينقسم الي مسلمين وكفار.لا فضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوي. وبالتالي ينشأ الطفل علي تقسيم العالم قبل أن يستوعب الحدود الجغرافيه ومعني الاوطان واضعا أسوارا نفسيه بينه وبين الآخر قد تعلو احيانا وتنخفض أحيانا أخري طبقا لمدي تقوي هذا الآخر الذي يتدرج من كونه من نفس المذهب مرورا بكونه كتابيا انتهاء بالملحدين والوثنيين. في اوئل عمري قمت بتأسيس شركه لي بالرياض. وعندما قمت بزيارة صديق سعودي في مكتبه رأيته يتعامل بمنتهي الاحتقار مع مدير مكتبه الفلبيني رغم انني ما خاطبته عن صغيره او كبيره الا وكان يعود الي هذا الفلبيني فيها !!!. نسيت ان انوه ان صديقي هذا كان كالجوكر هناك ابتسامه عريضه دائمه علي وجهه لا تختفي الا بظهور الفلبيني.سألته صراحه عن السر في هذا التحول لتكون اجابته " هذا كلب ...ذاكرا ديانة الفلبيني" كان هذا هو آخر لقاء لي بهذا الشخص وكان احدي حلقات معرفتي بأزمتنا مع الآخر.المسلم ينقش بداخله من الصغر كون الآخر ليس في حساباته من الاساس فعلي أفضل تقدير لا ينهانا الله ان نبرهم ونقسط اليهم ولكن من نظره فوقيه استعلائيه. تراث حافل بالبطولات يتم تدريسه من حضانه الي ان ندخل معترك الحياه وكله قائم علي حروب حافله بالدماء مع الآخر " أي آخر" دون أي سبب سوي لكونه غير مسلم. لم نعرف خلال تاريخ العداوه والدماء الذي يشكلنا ويشكل هويتنا وثقافتنا ووجداننا سببا واحدا لكل هذه الدماء المساله لابطال يقومون بذبح الآخر وجز عنقه وشق صدره وفج بطنه وقطع ايادي وارجل سوي لكون الآخر غير مسلم. كبرنا ونحن نحمل بداخلنا ان حياة الآخر صدقه ورحمه مننا لتعاليم ديننا السمح الذي منعنا من قتله فقط إذا اسلم او دفع الجزيه صاغرا.تاريخنا في الاندلس الذي نتباكي عليه لم اعرف ابدا ما الذي ذهب بنا الي هناك لنحزن إذا طردنا. لم اعرف سببا منطقيأ لتباكينا علي التنكيل بكل مسلم وكل من اسلم عند طرد المسلمين من اسبانيا ومحو آثارهم رغم كل ما ذكر من جانبنا عن العداله والرحمه التي اتبعناها مع الشعوب التي قمنا بغزوها وذلك لمعرفتي ان عدالتنا ورحمتنا كانت من منطق استعلائي فوقي " وهم صاغرون"طبقا لما حفر بداخلنا من تعاليم. العنف والوحشيه احدي سمات البشر وللحروب اسباب عده والكراهيه بين البشر مرتبطه بهذه الاسباب وبزوال هذه الاسباب يتصالح البشر. الا في حالتنا هذه. فهنالك حديث منسوب الي الرسول اننا في رباط الي يوم الدين. وبالتالي طالما وجد آخر فنحن في حالة استعداد للحرب. ومن هنا وطالما هنالك من هو غير مسلم فستكون هناك ما نشاهده من حوادث قتل وذبح لافراد لا نعرفهم ولا يعرفوننا ولكن من الممكن ان يطولهم الذبح في أي لحظه رغم انهم لا رسموا مسيئا ولا سبوا نبيا ولا تزر وازرة وزر أخري ولكنها ثقافتنا التي تربينا عليها والتي دون ان ندري ترسخ لكراهية الآخر أي آخر وربما هذا يفسر كيف ننتهج هذه السلوكيات المشينه في الغرب رغم لجوئنا اليه وايوائه لنا ولكننا في داخلنا نعتبره ديار كفر وفي انتظار أن يتحول الي دار اسلام . العلمانيه هي الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah