الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم عن بعد وجائحة كورونا

حسن خالد

2020 / 10 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بات التعليم عن بعد "التعلم الإلكتروني" البديل الأكثر واقعية في زمن تفشي جائحة كورونا في ظل غياب لقاح مضاد له إلى هذه اللحظة ، لتقليل فرص الإصابة به ، فقد تسببت الجائحة في إزهاق أرواح أكثر من مليون ومئتين الف شخص حول العالم إلى تاريخه 31.10.2020 وسط مخاوف من ارتفاع الوتيرة في موجة ثانية للجائحة؟
و تسببت في توقف قسم كبير من مناحِ الحياة المختلفة ، كليا أو جزئيا ، ولم تسلم العملية التعليمية من إرتدادات هذه الجائحة "كوفيد 19 " فقد توقف تعليم مئات الملايين من الأطفال والشباب في مراحل التعليم المختلفة حول العالم منذ بداية عام 2020 .
ولأن العملية التربوية/التعليمية لا تنحصر في التلقين و حشو المعلومة في الذهن أو تقديم المعلومات فحسب ، إنما لها أبعاد تفاعلية في بناء الشخصية الاجتماعية وبناء شبكة علاقات تفاعلية يحتاجها المرء لاحقا في مختلف المواقف والتحديات الحياتية ، فقد تركت آثارا وجراحا لا يمكن تلافيها بسهولة ؟!!
وفي الوقت الذي يحاول فيه المهتمون بالتعليم ، الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في التعليم عن بُعد ، و بينما يكتشف الآباء والمدرسون والطلبة هم محاور " ثالوث العملية التعليمية" أدواراً جديدة لهم إضيفت لمهامهم و أدوارهم السابقة ، ويبذلون جهدهم بشكل أكبر في ظل بروز تحدٍ جديد بالنسبة لهم ولمتلقفي "التعليم عن بعد " تطفو إلى السطح تباعا تساؤلات تحتاج إلى تروٍ وتدقيق في الإجابة عنها ومنها :
- كيف سيكون التعامل مع الواقع الجديد بالنسبة لعملية التحصيل التربوي - العلمي؟
- ما هي المدة الزمنية الأنسب للحصة الدرسية في ظل اختزال العملية التعليمية - التربوية - العلمية في البيت؟
- هل الكادر التعليمي مستعد ليخوض غِمار هذه التجربة المستجدة؟
- ما هي التجهيزات الإلكترونية والأجهزة الذكية اللازمة لمواكبة الاستحقاق التعليمي الجديد خاصة وأنَّ جُل العائلات تتعامل مع الهاتف حصرا في ظل انعدام اللابتوب والأجهزة اللوحية المناسبة
- الإشكالات التي تتعلق بتوفر شبكة النت وضعفها عموما و إشكالية انقطاع الكهرباء والبديل الممكن؟
- قد تجد في الأسرة الواحدة عدة تلاميذ ، ولا يتوفر إلا "هاتف ذكي" واحد ومعروف عن أسرنا أن النت والأجهزة الذكية لا تُستخدم لأغراضها الحقيقية بل تُستخدم أكثر كوسيلة تسلية وقضاء الوقت وفي أحسن الأحوال أداة تواصل ؟
- هل لدى التعلم الإلكتروني فرصة عادلة لإثبات الطالب نفسه في ظل غياب التفاعل المباشر بين محاور العملية التربوية -التعليمية وننقصد هنا "الأستاذ والتلميذ" أيّ كيف سنكتشف الفروق الفردية للطالب المجتهد والذكي؟
فعلى الرغم من ارتباطنا كصورة نمطية بالتعلم في الفصل الدراسي والحياة الاجتماعية التي تأتي معه في بناء الشخصية السوية و بناء العلاقات التفاعلية ؟
لكننا اليوم لسنا في وضع طبيعي ، إذ أن انتباه الطلاب مشتت في البيت ، فقد تجد من يتابع التلفزيون في الحصة المخصصة للتعليم عن بعد ، والأساتذة ليسوا مدربين بصورة كافية على هذا النوع من التعليم والبنية التحتية التكنولوجية والبيتية غير مؤهلة تماماً لدعم هذا الانتقال بسلاسة من الصفوف الدراسية إلى غرفة المنزل؟
القلق يساور الجميع /طلبة - أهل - كادر إداري و تدريسي - الجهة المهتمة بالعملية التعليمية برمتها / في الدولة وتاليا الجميع يعيش تحت مخاوف محقة و ضغوط متزايدة؟
وتقتحم المقارنة بين واقعيين مختلفين تماما ، نفسها لتزيد من القلق والخوف والتوجش بجني الفشل فللعملية محاسنها فهي ليست شرٌّ بالمطلق دون التخلص والخشية من مساوءها ...
و بينما يحتاج تصميم طرق وأنماط تعليمية عالية الجودة عبر الإنترنت وقتاً طويلاً ، ما هو البدبل الاسعافي كي لا يشعر الجميع بالعجز والاستسلام أمام هذه الحالة ، وليس مطلوبا من أحد رفع الراية البيضاء؟
وعندما تعود الحياة إلى طبيعتها ، كيف سيكون التقييم وهل سيقول الجميع أو الغالبية : كانت هذه تجربة رائعة و أريد المزيد منه والاستمرار فيه؟
أم هل ستترك التجربة انطباعاً سيئاً؟
لا تزال التكنولوجيا التعليمية موردًا غير متاحاً في واقعنا أو لا يستثمر بالشكل الأنسب لدى الجهات ذات العلاقة ولها أسبابها فمن منا نحن الأهالي يواكب ويراقب وأولاده في تعاملهم مع الأجهزة الذكية التي باتت حاجة كل أسرة وبين حتى بدون وجود أطفال في سن التعليم
بغض النظر عن الأزمات ، هناك عدة أسباب لعدم اعتماد التعلم الإلكتروني ، أو حتى المدمج ، بشكل كامل حتى الآن.
فضلاً عن إمكانية الاتصال بالإنترنت.
ستدخل شركات تكنولوجيا التعليم ذات التوجه التجاري ومقدمو التعلم عبر الإنترنت من هذه الثغرات
و هناك دول ومجتمعات تعاني أساساً اشكاليات في اقتناء الأجهزة التقنية ستدفعها ظروفها إلى الإصرار على الحفاظ على التعليم التقليدي ، ما يقلق أن مزودي الخدمات ذوي الجودة الرديئة، والذين يهتمون بالمال فقط ، ستزدهر أعمالهم خلال الفوضى الحالية الناتجة عن انتشار جائحة كورونا بينما الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والطلاب والأهالي في هذا الحيز الجغرافي والمشابه له ، في وضع يائس وحساس جدا فيما يتعلق بفتح باب للفساد الذي ينخر أساسا في جسدها؟
هل نزيد من الضغوط على الناس؟
ونفرض واقعا جديدا لأن الحياة برمتها لن تكون نفسها بعد أزمة كورونا ، وعلى الجميع التأقلم مع النمط الحياة الجديدة والجميع مطالب بالإجابة عن جوهر ما كانوا يحاولون قوله هو إننا في" أزمة عالمية تهدد صحتنا الجسدية والعقلية". مع ذلك ، نحن مطالبون بتعلم مهارات جديدة بأقصى سرعة ، وقضاء المزيد من الوقت على الشاشات الزرقاء الذكية المتنوعة ، والذهاب إلى أبعد من ذلك لإبقاء العملية التعليمية مستمرة؟
يجد البعض أن هذا توقع غير واقعي ويعكس الجانب القبيح لنمط تفكير سائد ، لكن ينبغي الإعتراف أن أنماط الحياة تفرض نفسها وليس مطلوبا منا إلا البحث عن بدائل ممكنة تناسب ظروفنا
من الواضح أن الإلتزام بمبدأ ( السلامة أولا ) يجعلنا نُفكّر بشكل مكثف في دور وقيمة التعلم الإلكتروني في الحيز الجغرافي الذي نسكنه ، ونعيد حساباتنا لنتأقلم مع وضع جديد وأسلوب مستجد فرضته ضرورات موضوعية ...
المشهد ضبابي على ثالوث العملية التعليمية والتربوية والبحث عن طرق وحلول أفضل بكثير من لعن الجائحة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل