الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاديان … بين نصف العقل ، واللاعقل !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 11 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مم تخاف اكثر -اخي القارئ - من عاقل يحمل اسلحةً فتاكة ام من مجنون يحمل سكين ؟ ساجيب بالنيابة عنك … اكيد كلنا نخاف من الثاني ، ويجمع الغالبية من الناس على ان جنون الدين المحرك لهذه السكين لا يدانيه جنون آخر … لانه الاخطر ليس على الناس كافراد ، وانما على عموم البشر ! اليكم هذه الحكاية كدليل اثبات على لامعقولية الاديان :
كثيرا ما تحمل لنا الاخبار عن الاحتراب الداخلي الذي طالما حدث ، ويحدث بين العدوين اللدودين المسلمون ، والهندوس في الهند … وفي احداها وصل الى اوجه فدخل الهندوس الى قرية يسكنها خليط من الاديان المختلفة ، وهي - كما تعرفون - طبيعة المجتمع الهندي ، وهم يبحثون عن المسلمين حصرا ليصفوا حسابهم معهم ! كيف السبيل الى ذلك ؟ والمشكلة انهم كلهم هنود ، ولهم نفس السُحنة ، ويرتدون نفس الاسمال ، ويتحدثون نفس اللسان لا يفرقهم شئ الا الدين … والدين لا شكل له ، ولا لون ، ولا رائحة … مجرد فايروس غير مرئي يغزو الدماغ ، ويحتل الجزء الاهم منه المسؤول عن سلوك حامله ، ويتحكم فيه !
ويبدو ان الهندوس يحسنون اللعبة لكثرة ممارستهم لها … فلهم فيها قصص ، وحكايات على مدى قرون ، وستبقى ما بقيت الاديان ، ومهما طال الزمن … وقديما كان العرب يقولون عن العاشق الولهان ( الصب تفضحه عيونه ) واليوم نقول هنا المسلم يفضحه ختانه ! فاسرع الهندوس بعد ان عرفوا حل اللغز الى مدخل القرية ، ووقفوا هناك ، وكل رجل يدخلها يرفعون ملابسه فان كان مختونا ذبحوه ، وان لا اطلقوه … وفعل المسلمون نفس الحكاية ، ولكن في قرية اخرى ، وبصورة معكوسة هذه المرة ، والهندوسي تفضحه قُلفته ! هل يوجد في اعتقادكم جنون اسوء من هذا الجنون ؟ هذا نموذج عشوائي من جنون الاديان ، وتحكمها في العقول الخاوية الا من الازبال ، والقاذورات !
وبناء على غرابة ما تقدم يحق لنا ان نطرح سؤالاً منطقياً ، وقبله علينا ان نضع نصب اعيننا الفارق بين الواقع ، والمثال :
ما فائدة الاديان ؟ وهل يمكن للانسان ان يعيش بدونها دون مشاكل ؟
قد يقول قائل انها ضرورية لتوفير الهدوء ، والسكينة في النفس ، وتزرع الخير ، والسلام في المجتمع … طيب ما رأيك عزيزي القائل ان الشعوب التي لادين لها مثل الشعب الياباني اكثر اخلاقا ، وانسانية ، وابداعا من الشعوب التي عندها دين مثل الشعوب الاسلامية ! ثم هل ترى في الشعب الياباني من لا يتمتع بالهدوء ، والسكينة ؟ وهل ترى ان المجتمع الياباني لا يعمه الخير ، والسلام ؟ وهم اطول شعوب الارض عمرا ، واكثرهم ذكاءً ، وتقدما ، وانتاجا ، وسعادة ، واقلهم نسبةً في الاصابة بالامراض النفسية ، وحالات الانتحار ، والطلاق … الخ … ما رأيك ؟!
نفترض جدلا اننا استيقضنا غدا صباحا ، ولم نجد شيوخا ، ولا فضائيات ، ولا احزابا ، ولا اي اثر للدين … هل تتصورون سيُحدث هذا فرقا عندنا ؟ هل ستتاثر حياتنا ، وتختل قيمنا ، ومبادئنا ، وهل سيستمر اكلنا لبعضنا البعض كما كان يحدث قبل هذه الفرضية … وهل سيتغير شيئ في حياتنا ام ستبقى تسير بانتظام مثل الساعة ؟ اترك الجواب لكم !
لنحاول ان نتعمق اكثر ، وهو على اية حال نقاش ، وتبادل خواطر تختلط فيه الحقيقة بالخيال لتبريد النفوس ، وترطيب الاجواء ، والانفعالات لا اكثر … لو اننا كلفنا لجنة خاصة من كبار العلماء ، والفلاسفة المنصفين ، وطلبنا منهم ان يقدموا لنا دراسة علمية موضوعية يشرحون فيها فائدة الاديان ، وما كسبته البشرية منها على امتداد العمر الزمني لها … على ان يقدموا بالمقابل جردا بحجم الخسائر الفادحة التي سببتها في الارواح ، والممتلكات … وغيرها منذ بداية تاسيسها حتى الساعة ، ويوزنون هذا بذاك ليستخلصوا لنا النتيجة النهائية … فان رجحت كفة الاديان الكل يتحول الى مؤمنين ركعٍ سجود ، وان لا الكل يترك الاديان ، ويهدمون معابدها ، وصوامعها ، واصنامها ، ويعيشون احرار انفسهم !
لنحاول بعد كل ذلك ان نشرك عدو الدين الاول معنا في النقاش ليتحقق العدل والانصاف : العقل … هو عنصر التوازن الحقيقي بين جنونا ، وتهورنا ، وامتهاننا له … وبين عقلانية ، ورزانة ، ورصانة العالم الثاني من كفار العالم المتقدم عنا بمسافات شاسعة … ولو افترضنا جدلا انهم تحولوا فجأةً الى نفس جهلنا وانغلاق عقولنا الطفولية ، واصبح عندهم مثل ما عندنا من تهور ، وطيش ، ورعونة … ما الذي سيحدث ، يا ترى ؟ اكيد سيبيدونا في الحال ، ودون تردد باسلحتهم الفتاكة ، ويتبادلوا انخاب النصر لتخلصهم منا ، ومن ارهابنا ، واذانا !
وخلاصة الموضوع اننا جميعا تقريبا نؤمن بان قوةً ما لا شك انها حكيمة فعلا سمها ما شئت هي المسؤولة عن حركة الحياة … وتُحدث توازنا عجيبا يجعل من حياتنا تسير بسلاسة ، وبدون كوارث حقيقية ، وذلك لتوزيعها العادل للمواهب ، والقدرات على البشر بان اعطتنا : الغباء ، واعطت الاخرين الذكاء … واعطتنا العبادة ، والكسل ، واعطتهم الاجتهاد ، والعمل … واعطتنا الجنون ، واعطتهم العقل ، وهذا هو سر التوازن العجيب الذي يحكم العالم اليوم !
ولو اختل هذا التوازن منذ البداية ، وكان التوزيع معكوسا لكنا منذ سنين قد ابدنا النصف الاخر بدون اية رحمة بصواريخنا الذرية الفتاكة ، ولا عتب علينا فاننا مجانين بالانتماء … ولكن :
وانصافا منا ، ولسماحة ديننا الحنيف ندعوهم اولا الى الاسلام فان اسلموا سلموا من شرنا ، واذانا ، ومن لم يسلم منهم سنبيد رجالهم ، وناخذ نسائهم الشقراوات … ناعسات العيون … ناهدات الصدور … عاليات الارداف … من امثال كاردشيان ، وجولي ، ومولي لنطفئ ظمأنا من بنات الاصفر ! ولا غرابة ! السنا خير امة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم