الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة على العرب في كأس العالم

جورج فايق

2006 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يستطيع العقل العربي أن يتحرر من عقدة المؤامرات التي تحاك على المسلمين عامة و العرب خاصة في كل الميادين فهم يروا أن سبب تخلفهم في كل المجلات هو أن العالم بأسره ضدهم و يريد أن يضعهم أسفل الجميع كل أخفاق هو مؤامرة أمريكية صهيونية صليبية علمانية ضد خير أمة و أصحاب الدين الحق و يفرح هذا الحكام الفاسدين لشعوبنا لأن الشعوب منصرفة عن فسادهم و سوء تصرفهم و خيبتهم و يتهمون أيادي الغرب الخفية و الظاهرة التي تعمل ضدنا
لا أدري ما مصلحة الغرب قي بقاء العرب متخلفين يتسولون المنح و القروض منهم لإقامة مشروعات البنية الأساسية و المشروعات العلاجية و غيرها أليس تقدمنا يفرحهم حتى لا نعيش عالة عليهم و يوفر هم أموالهم لرفاهية شعوبهم و رغم كل ما يقدمه الغرب لنا من قروض ميسرة و منح لا ترد نتهمهم بالكفر و نترك الحبل على الغارب لسبهم و شتيمتهم و رميهم بأنهم سبب تدهور أحوالنا و تخلف عقولنا و فساد أخلاقنا و ..............
لقد أصبحت المؤامرة علينا من الغرب هي الشماعة التي نعلق عليها فشلنا و إخفاقنا الكثير و الحمد الله و لكنا ما لا يعرفه هؤلاء الفاشلة أن كلامهم ما عاد ينطلي على أحد ألا المتخلفون عقلياً مثلهم الذين لا يعرفون أن عندهم عقول يمكنهم من خلالها التفكير و تحليل الكلام لبيان الصدق من الكذب و أخر ما رأيت من تعليق الفشل على نظرية المؤامرة على العرب و المسلمون كان في كاس العالم الذي أقيم مؤخراً في ألمانيا و جمع فرق و حكام و جمهور من جميع جنسيات العالم في عرس كروي يتكرر كل أربع سنوات تتبارى فيه الفرق بغض النظر عن الدين و اللون نجد لاعبين يقوم برشم الصليب في دخول الملعب و في خروجهم و نجد لاعبين يسجدون لله و نجد من يقبل خاتم أو تميمة على صدره يتفاءل بها عقب إحرازهم هدف أو دخلوهم الملعب لا يستغرق الأمر أكثر من لحظات ثم يعود اللاعب للملعب لاعب فقط لا يثير هذا تعليق الجمهور أو المعلقين في بلادهم لأن همهم هو الكرة و الفوز فقط وكل لاعب حر أجد معلقين و صحفيين عرب يتركون الكرة و المونديال ويتكلمون عن الأديان و السياسة و أمريكا و العراق و إسرائيل و فلسطين فهذا معلق مباراة تونس و السعودية يتكلم عن أخلاق خير أمة و أنهم يستمدوا قوتهم من دينهم الحق و أنهم رفضوا أن بكون بينهم لاعب من أسرة تبيع الخمور و لا أدري ما دخل هذا في مباراة كرة قدم و أين ذهبت قوة السعودية التي تستمدها من دينها عندما سحقتها أوكرانيا بأربعة أهداف مع الرأفة أين هذه القوة عندما لاعبت أسبانيا الفريق السعودي بالصف الثاني و هزمته أنها مؤامرة صليبية لوضع تونس و السعودية في مجموعة واحدة حتى يقصوا بعضهم صدقوني أني سمعت من يقول هذا . أجد مطرب تونسي يفتي في كرة القدم و يتكلم عن ظلم وقع على فريق تونس في مباراة أوكرانيا لا يستطيع أحد نكران هذا و لكني أجده بتكلم عن مؤامرات و تربيطات و مصالح و كأن كل المنظمين تعاونوا على هزيمة تونس رغم أن تونس قدم كرة رائعة هذا المونديال قياساً بالفريق الأخضر السعودي الذي ذبل و شاخ و مسحت به أرضية ملاعب المونديال ليس عن مؤامرة و لكن لأنهم فشلة
و لا أدري ما أثار العرب و جرح كرامتهم الوهمية في أن يرفع لاعب غانا علم إسرائيل أو علم بنما كما كانت ترفعها العبارة الغارقة في مصر ؟
ماذا كانت سوف تفعل مصر أو المغرب لو نجحوا في استضافة كأس العالم 2010 لا قدر الله بدلاً من جنوب أفريقيا ؟
هل لو تأهلت إسرائيل للنهائيات سوف يرفضوا استضافة فريق إسرائيل و جماهيره هل سوف يرفضوا رفع علمها لأن علم إسرائيل يمثل الكيان الصهيوني ؟ هل كانت سترفض الفرق العربية أن تقابل إسرائيل في المونديال في حالة تأهلها ؟ كما يفعل لاعبين الألعاب الفردية في مصر و ينسحبوا في حالة مقابلتهم لأحد لاعبي إسرائيل و لا يثير هذا غضب المسئولين عن هذه الألعاب لأن هذا الأمر سوف يجلب لهم تلميع أكثر و استجابة للضغوط الإرهابية و التهديدات قدمت الخارجية الغانية اعتذار للحكومات و الشعوب العربية عن ما فعله لاعبها لرفعه علم إسرائيل قالت فيه أنها ليست تناصر إسرائيل و أنه تصرف فردي من هذا اللاعب و لا يمثل موقف دولتهم الحيادي و بالطبع تم هذا بعد أن تلقت القنصليات الغانية في العواصم العربية تهديدات من المجاهدين المؤمنين و مازال عالق بالفكر ما فعلت الشعوب المؤمنة بالقنصليات الدانمركية عقب الرسوم فأن كانوا فعلو هذا بدولة اتحاد أوربي خيرها عليهم و على أولادهم فماذا سوف يفعلون بدولة ليس لها ثقل سياسي أو اقتصادي مثل غانا فحقناً لدماء الأبرياء اعتذرت الخارجية الغانية أكثر من مرة حتى لا يقتل المجاهدون راعياها و يحرقون سفاراتها و بالطبع نال لاعب غانا لعنة و سباب معلقي الشيخ صالح الوهابي في شبكة الــ ART في جميع المباريات و لا ننسى معلق مباراة إيطاليا و أمريكا الذي كان يهلل لظلم الحكم لأمريكا و يقول أنها عدالة السماء لما يحدث في العراق رغم أن كل جرائم الأمريكان لا تقاس بما فعله الطاغية صدام و أعوانه في هذا الشعب و ما دخل الجيش الأمريكي و العراق في مبارة كرة قدم أنه تخلف العرب الذين لا يجدون غير الكراهية و بث السموم و الضغينة فأن لم يجدوا ما يكرهونه يكرهون أنفسهم لا أستطيع نسيان تحول مباريات كرة القدم التي طرفاها عرب إلى ساحات قتال يشارك فيها اللاعبين مع الإداريين مع بعض الجماهير و حدث هذا في مباراة مصر و تونس و مصر و الجزائر و.......... و امتدت لتشمل ملاعب كرة اليد و الكرة الطائرة فقد كسر لاعبي الجزائر منذ بضعة سنوات صالة مغطاة للكرة الطائرة أنها كانت مؤامرة غربية لإفساد الأخوة المزعومة و التي أقل ما يطلق على العرب الأخوة الأعداء
و أخيراً رغم عدم تأهل مصر لكأس العالم و نشكر الله على هذا لأنه جنبنا فضائح نحن في غنى عنها لأننا كنا سنقابل الأرجتين و هولندا كان لمصر حكم يدعى عصام عبد الفتاح هذا الحكم الفاشل الذي كاد أن يخرج استراليا مهزومة في مباراتها مع اليابان لأنه أحتسب هدف غير صحيح لليابان لكون المهاجم قد قام بإعاقة حارس مرمى استراليا أعاقة واضحة ليسجل هدف و في نفس الوقت لم يحتسب ضربة جزاء واضحة و صريحة لليابان في الشوط الثاني و لهذا تم استبعاده من إدارة المباريات مثل غيره من الحكام المخطئين و لكن لأنه يريد أن يبرر فشله خرج علينا بعد المباراة بتصريحات خائبة للصحف المصرية قرأتها أنا بنفسي و منها أن الهدف صحيح و أنه لجنه التحكيم هناك أشادت بإداراته للمباراة و أنه يشعر أن هناك مؤامرات تحاك ضده في الظلام و لا أدري من هن هو عصام عبد الفتاح حتى تحاك المؤامرات ضده و طبعاً هذه التصريحات للصحف المصرية للاستهلاك المحلي و لكنه وقع في شر أعماله فقد قام صحفي لبناني بارك الله فيه بترجمة تصريحاته التي تتهم الفيفا ( الاتحاد الدولي لكرة القدم ) بالعنصرية في الصحف المصرية و أرسل هذه القصاصات مع الترجمة فتم إيقافه لهذه التصريحات لحين التحقيق معه صحيح اللي أختشوا ماتوا يا عصام بيه أين أنت من الحكم الإنجليزي الذي أعتزل لأنه أخطأ و أخرج الكارت الأصفر للاعب 3 مرات و لكن لأننا نعشق تعليق أخطائنا على الآخرين و نعشق الكذب و في النهاية نجد فئة جاهلة تصدق كذبنا أننا مظلومين و لكنا للحق أن الفيفا أخطأت في اختيار حكم من مصر ألا يكفي ما فعله جمال الغندور في مباراة أسبانيا و كوريا الجنوبية صاحبة الأرض عام 2002 حيث قام بذبح أسبانيا لصالح صاحبة الأرض و ألغى هدفين صحيحين لأسبانيا لتخرج من دور الثمانية وتصعد كوريا الجنوبية دون استحقاق لأول مرة في تاريخها على بد حكمنا الهمام و لم نسمع من الأسبان نغمة المؤامرة و لكن الأسبان صبوا غضبهم على اختيار حكم من دولة ليس لها باع أو شهرة في كرة القدم فما بالك أن عرفوا أن هذه الدولة قد ضرب الفساد كل أوصالها بالتأكيد الحم بشر يخطئ و هناك حكام كرة قدم كثيرين ارتكبوا أخطأ و لم يلقوا مسئولية فشلهم على غيرهم كما نفعل
متى نتعلم كيف نتحمل مسئولية أفعالنا دون أن نستخدم شماعة المؤامرات ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran