الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سمعتم حديث تأبير النخل ؟

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من نافلة القول أن الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة ، أي إلى علمانية الدولة ، ليست ضد الدين ، كونه معتقدا روحانيا ذاتيا ، و إنما هي مرافعة من أجل نظام سياسي وطني يتولى إدارة الشؤون المعيشية للناس و رعاية مصالح البلاد على المستوى الدولي .
و بالمناسبة فإن هذه الدعوة تنسجم انسجاما كاملا مع فحوى أحاديث نبوية ، متضمنة في كتب التراث نفسها . فمنها مثلا حديث تأبير النخل و هذا نصه : "كان الرسول ماراً بحي من أحياء المدينة فسمع أزيزاً فاستغربه ، فقال : " ما هذا ؟ " ، فقالوا : " النخل يؤبرونه " ، أي يلقحونه ، فقال " لو لم يفعلوا لصلح " فـمسكوا عن التلقيح ، فجاء النخل شيصا ، أي لم يثمر . فلما ارتدوا إليه يسائلونه قال " أنتم أعلم بأمور دنياكم " و في رواية أخرى : " ما أنا بزارع و لا صاحب نخل ، فما حدثتكم عن الله فهو حق ، و قلت فيه من قبل نفسي ، فإنما أنا بشر أخطئ و أصيب " و هناك صياغة غيرها " أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم ، و أما آخرتكم فإليّ " (عن جورج طرابيشي ، هرطقات )
استنادا إليه ، من البديهي أن الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة ، لا تتعارض مع الحكمة التي يمكن استخلاصها من هذا الحديث . و لا أظن أننا نجازف في القول أن السياسات المتبعة تحت غطاء الدين غالبا ما تكون مزورة و منحرفة ، لتصب في صالح الخاصة على حساب عموم الناس . فالدين في جوهره ليس شخصا أو فئة معينة ، أو حزبا ، و انما هو ينبوع يستطيع أن ينهل منه جميع الناس ، و لكن إذا كان الينبوع واحدا ، فإن الذين يقبلون عليه ، و المؤمنون منهم على وجه الخصوص ليسوا بالقطع متشابهين .
و في حديث نبوي أيضا " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة ، من يجدد دينها " ، دليل على أن الإنسان هو ابن البيئة ، حيث يتعرض لتغيرات و تبدلات . ينبني عليه أنه لا توجد "قوالب و أنماط و مناهج ثابتة بل تبدلية عاملة دائبة . و كل توقف في التكيف داخل أطر ، يصيب الأفراد و الجماعات بتحجر يؤول إلى حتمية تخلف ، بل انحدار ذريع " (الشيخ عبد الله العلايلي )
ولابد أخيرا من التوقف عند مفهومية الدولة الحديثة في نظر المواطن العادي , فهي ببساطة القوة المؤتمنة على الامن الاجتماعي و الوجودي ، الأمر الذي يتطلب رسم سياسات لإدارة شؤون الناس في الحاضر و استعدادا للمستقبل . و إذا أخذنا بعين الاعتبار أن ظروف العيش تفرض في كثير من الأحيان التنقل من بلاد إلى أخرى إلى حد الهجرة و الاستقرار في بلاد غير البلاد الأصلية ، فإن الأمن الاجتماعي يتطلب المساواة بين الناس دون تمييز على أساس الدين أو العرق ، ينجم عنه أن الدولة إما أن تكون علمانية فتعكس تعارف وتعاون الناس فيما بينهم و تكيفهم مع الظروف في إطار العيش المشترك فينعمون بالأمن الاجتماعي الضروري للعمل و الإنتاج و التقدم و أما أن ينقسموا في داخل البلاد إلى طوائف وجماعات متحاسدة متنابذه تحت إشراف دولة ذات نظام ليس فيه من الدين إلا اسمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اختلاف الراي لا يفسد للود قضية
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 11 / 3 - 08:30 )
بعد التحية.انا لا اختلف معك بان العلمانية هي العلاج الناجع لتقبل كل الاديان والاعراق والدين علاقة الانسان بمن يعبد وهو حر في ذالك بحيث لا يتعدى على حقوق الآخرين. اما اختلافي معك هو في الحديث المنسوب للرسول عن تابير النخل ـ للعلم انا لا اوؤمن بسماوية الاديان ـ لاني اعتقد انه بعيد عن المنطق والعقل لان الرسول ـ العبقري ـ ليس بتلك السداجة لا يعرف ان الانجاب في كل شيء لا بد من ذكر وانثى وهذا يسري عل النخل وعلى كل الزرع اذا كان معنى التابيرهو التلقيح كما يعرف. في الوقت ذاته ان اصحاب النخيل يعرفون هذا القانون ولم يكن اول مرة يقومون به للتجربة. اما قوله انتم اعلم بشئون دنياكم ـ ان صح ـ اي اعلم بالعادات المجتمعية التي هي نبراس التآخي والعيش المشترك وليس اعلم بقوانين الطبيعة. انا اعتقد ان هذا الحيث مزور وان صححه من ذكرتهم. هذا رايي وليس ملزم لاحد لان عقلي لا يصدق ذالك ابدا.سلام عليكم.


2 - اذا كان التزييف ممكن في الحقآئق المادية اذا!.
سهيل منصور السائح ( 2020 / 11 / 3 - 10:41 )
اذا كان التزييف ممكن في الحقآئق المادية المعروفة للبشر اذا ما بالك في المعلومات الغيبية التي نفتقد الدليل عليها الا دليل العقل والمنطق.هناك آية صريحة في القرآن تقول:وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ـ اي الذكر والانثى والليل والنهار الظلمة والنورـ فهل محمد نسي هذه الآية وهل لم تكن له خبرة حتى في ابسط الامور؟. لقد ورد حديث عنه يقول فيه: لقد كثرت علي الكذابة في حياتي وستكثر بعد مماتي فاذا جآءكم حديث عني فاعرضوه على القرآن فان وافق والا فاضربوه عرض الحآئط وهذا الحديث يخالف الآية المذكورة. على الانسان ان يعترف بالحق والانصاف سوى كان يعترف بنبوة محمد ام لم يعترف بان هذا حديث مكذوب.المدينة هي ارض زراعية وتحوي آلاف النخيل حتى قبل الاسلام فهل اهلها لا يعرفون بان النخل اذا لم تلقح تشيص فكيف يقول محمد العكس وهم يصدقونه؟؟.هذا استهزاء واضح بقبيلتي الاوس والخزرج.الا يدل هذا على ان التاريخ والحدبث الذي بين ايدينا غير قابل للتصديق الا بما يوافق العقل والمنطق وان الجناة على الاسلام نفسه هم المسلمون الذي يصدقون كتب الحديث التي نقلوها الاعاجم الذين دجنونا انتقاما لغزوهم.


3 - هو الجنون بعينه
ماجدة منصور ( 2020 / 11 / 4 - 02:40 )
أن نتمسك بأحاديث كتبت منذ 1400 عاما كي ندير شؤون حياتنا المعاصرة0
تخيل فقط سيدي الأستاذ أن لديك شركة أو مصنعا تديره بعقلية زمن منذ 1400 عام0
يا أستاذ: إنه لمن العقل بمكان أن أن تتبع القوانين الحديثة للإنتاج0
بالله عليك: هل تنفع نصوص بدوية صحراوية قاحلة جافة دموية تنتهج السلب و النهب و القتل و السيف و الرمح كي نتخذها مثالا لنا للتعامل مع عالمنل المعاصر بكل حداثته و تعقيداته؟؟
لقد هزلت
ثم هزلت
حيث لم يبق مطرحا....للهزل
شكرا

اخر الافلام

.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش