الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصبح الاسلام ، والمسلمون شوكة في حلق الغرب ؟

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الغرب اليوم في حالة حرب شوارع لم يتعودوا عليها مع شبكات ارهابية سلفية تكفيرية شرسة تزفر غضبا ، وغيضا ، وحقدا … وتفرغ كل شحنتها من الكراهية ، والأذى … مدربة ، ومنظمة ، ومؤدلجة قادمة من اماكن الشر ، والموت ، والخراب في الشرق الاوسط ، وافغانستان ، والشيشان بعد ان فعلت الافاعيل في شعوب تلك المناطق المسكينة ذبحا ، وتفجيرا ، وتقتيلا ، وكأنها ارواحا رخيصة لا قيمة لها ، ولا يهتم بها احد … وغزو طروادي اسلاموي من الداخل ، وهو الاخطر ! مع عدو مجهول ، وظل خفي لا يمكن الامساك به ، والسيطرة عليه … فهو يعيش معهم ، وبينهم ملتويا ، وخبيثا ، ولئيما … ويتحرك بحرية في بلدهم الذي اكرمهم ، وآواهم ، ويختار الاهداف المناسبة ، وساعة الصفر التي يجدها مناسبة ليهاجم بها اهدافه بكل شراسة ، وقسوة … في حرب خفية تدور من شارع لشارع وسط مدن تعج بالناس … ينشرون الخوف ، والفزع في قلوب المدنيين الابرياء … لقمتهم السائغة !
والشعوب الاوربية شعوب مسالمة تعيش في اجواء ناعمة ، وهادئة ، ومستقرة ، ولم يألفوا هكذا اجواء ، وهكذا ثقافة غريبة عنيفة ، وبدائية يقطعون بها الرؤوس كجزارين في سلخانة … والتي باتت تباغتهم من حين لحين ، وتنشر بينهم الرعب ، والهلع … ولا ادري الى اي مدى يمكن لحكوماتهم ان تتحمل مثل هذا الخبل ؟!
اعتقد ان المسألة لم تعد مسألة صور مسيئة لان ما يجري قد تخطى حدودها … فما علاقة النمسا بما تنشره الصحيفة الفرنسية ، وما دخلها بالصراع الدائر بين فرنسا ، والارهاب الهمجي ؟ ان الاجواء بما تحمله من غرابة ، وضبابية ، وتعميم يتخطى فرنسا ليشمل اوربا كلها تعطي للمتتبع انطباعا بان الامر يبدو ، وكأنه روح ثأر دفين قد تفجرت من قلوب حاقدة تحمل العقد ، والكراهية التاريخية للغرب !
لا يزال الشحن مستمرا من قبل اعلام الاخوان بالذات ذلك الصاعق الخبيث المفجر للاحداث عن بعد فالاخوان مصرون على التصعيد تماشيا مع الموقف التركي الحليف ، وتنفيذا لاجندتهم اليائسة ، والغامضة في احداث الفوضى ، وهو مرض خبيث كامن فيهم لا شفاء منه … يقولون بانهم لن يكتفوا باعتذار ماكرون حتى ولو حصل ، وسيستمرون بمقاطعة فرنسا اقتصاديا ، وسيؤلبون الشعوب الاسلامية ، وتشجيعها على ذلك ، ويعتبرونه سلاحا مؤذيا ، وفعالا من اجل تركيع فرنسا كما يخرفون !
والازهر اعلى سلطة دينية اسلامية يغرد خارج السرب ، وتدعو امانته العامة للافتاء الى :
( التواصل مع الإعلام العالمي، والفرنسي على وجه الخصوص، لنشر مقالات رأي حول الصورة الحقيقية للإسلام، ورسالة السلام لنبي الرحمة، وكذا الإعداد لمؤتمر دولي في إحدى العواصم الأوروبية للتعريف بالنبي )
ولا ندري ما المقصود بالصورة الحقيقية للاسلام ؟ لان ذلك قد يعني انه توجد صورة غير حقيقية او مشوهه للاسلام !
مع العلم ان الاسلام من اكثر الديانات في العالم جلوسا تحت مشرط شيوخ التجميل ، والتعديل مهمتهم الاولى ، والاخيرة رفع التشوهات ، وتجميل ما يمكن تجميله ، وتحويل كل ما هو قبيح ، ولا انساني الى عكسه ، واظهار الاسلام على صورة الحمل الوديع … ليتماشى مع العصر الحديث ، ومع خرافة ان الاسلام دين محبة ، وسلام ، وصالح لكل زمان ، ومكان … !! فمثلا : الاحتلال يحولونه الى غزو لنشر نور الاسلام في ارجاء العالم المظلم ، والعتق من العبودية الى رحمة زرعها الاسلام في قلوب المؤمنين المُلاك ، والاثرياء تجاه اخوانهم من العبيد الانجاس ، والسبي مكافأة للمقاتلين الذين يحاربون ، ويضحون بحياتهم في سبيل الله ، والغنائم حق مشروع للمعتدي المنتصر من المهزوم الضعيف في عقر داره امنا مستقرا ، وتعدد الزوجات بانه تكريم للمرأة … الخ … وتواصل دار الافتاء بالدعوة الى :
( تشكيل لجنة متخصصة لدراسة صورة الإسلام ونبيه في المناهج الغربية عامة، خصوصاً الفرنسية، إلى جانب دعم مطالب استصدار تشريع دولي يدين الإساءة للرموز الدينية ) يعني يريد الازهر ( الشريف ) التدخل في مناهج الدول الاوربية عامة … ارجو الانتباه الى كلمة ( عامة ) وكم فيها من الصلف ، والتعالي ، وكأنه منتصر في حرب ، ويملي شروطه على المنهزم فيها … يريد ان يقول لا نريد ان تتخلف اي دولة في الغرب عن طلبنا هذا … مفهوم ؟ وتغيرها حسب ما يريد الشيخان الطيب ، وعلام ، واعادة كتابتها بما يعكس الصورة الحقيقية للاسلام … اي خالية من الغزو ، والذبح ، وقطع الاعناق ، والسبي ، والعبودية ، وملكات اليمين والاغتصاب … الخ لانها ليست من الاسلام الحقيقي في شئ ، وانما اضافها الغرب الكافر الحاقد لتشويه صورة الاسلام الحقيقية !
هل سيسمح الغرب بسهولة لمثل هذه الترهات من الازهر ، ودار افتاءه ان يفتشوا في سجلاته ، ودواليبه ، وربما حتى في نواياه ، وحياته الخاصة ، واضعا قيمه العليا على جنب كانه مهزوم في معركة حدد فيها الحالمان الطيب ، وعلام من هو المنتصر ، ومن هو المهزوم … سلفا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah