الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كانت راية الرسول سوداء ، و لواؤه أبيض .

يوسف حمك

2020 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أمواج الرايات السود ترطم كل الأصقاع ، و أمراؤها تطاولوا على هيبة الجميع ، فأهانوا الخلق بكل طيشٍ و ترفعٍ .
يبيحون النحر و قطع الأعناق كذبح النعاج . يغزون البلاد باسم االله ، يسوغون القتل باسم الرسول ، و باسم الدين ينهبون ممتلكات أصحابها ، كما اغتصاب النساء و احتلال الأوطان .
و لجواز القتل يكفرون العباد بذريعة إعلاء كلمة الله الذي هو غنيٌّ عن نصرتهم .

ممارساتٌ بلا رادع ضميرٍ ارتكبوها تحت تلك الرايات السود قبل مئات القرون ، و أفكارٌ أكثر سواداً زرعوها في العقول مازلنا نعيش بنتائجها الكارثية المفجعة حتى اليوم ، و ربما إلى الأبد .

عشرات الحروب خاضها الرسول و أصحابه داخل بلادهم ضد خصومهم باسم الغزوات و السرايا ، فكان القتل و السبي و النهب باسم الجهاد .
إضافةً إلى سلسلةٍ من المعارك الطاحنة بين الخلفاء و أسياد المسلمين ضد بعضهم بعد وفاة نبيهم ، للصراع على الخلافة و انتزاع عرش السلطة ( حروب الردة .... معركتي الجمل الأصغر و الأكبر ... معركة صفين .... معركة النهروان ... المعارك الدموية بين العباسيين و الأمويين ..... الخ )

و كان من نتائجها قتل عثمان بن عفان خنقاً بيد المسلمين ، ثم حزوا رأسه ، و مثلوا به ، و لطموا وجهه بعد مماته ، و سيلان دمه على المصحف ، فقطع أصابع يدي نائلة بنت الفارض الكلبية زوجته الثامنة ، بعد حصار داره و منع الزاد و الماء عنه ، مطالبين بتركه الخلافة ، فكان جوابه الرفض قائلاً " لن أخلع قميصاً كسانيه الله " و يقال أيضاً كان يوم استشهاده صباح يوم عيد الأضحى / 35 / للهجرة . و ربما كان إعدام صدام حسين صبيحة العيد محاكاةً لأسلاافهم الأوائل .

و بطعنة خنجر عبدالرحمن بن ملجم المسموم ، قُتل علي بن أبي طالبٍ في المسجد الكبير بالكوفة ، بتأليبٍ من حبيبته قطام بنت الشجنة ثأراً لقتل أخيها و أبيها في معركة النهروان ، و اعتبار اغتيال عليٍّ مهراً لزواجهما .

فتوالت الاغتيالات و القتل بين المسلمين ، كاغتيال الحسن بن علي بن أبي طالبٍ بالسم من يد زوجته جعدة بنت الأشعث ، و بتحريضٍ من معاوية بن سفيان ، مقابل زواجها من ابنه يزيدٍ و منحها مئة ألف درهمٍ . فكان حصولها على المبلغ المتفق عليه . لكنه أبى تزويجها ليزيدٍ قائلاً : " أخشى أن تغدري بابني مثل غدرك بابن بنت رسول الله "

ثم قطع رأس الحسين بن علي بن أبي طالبٍ في معركة كربلاء ، لرفضه مبايعة يزيد بن معاوية بقوله " مثلي لا يبايع مثله " ، و قتل زهاء سبعين من أهل بيته و سبي كل نسائهم و بناتهم .
و القائمة تطول ، ولا اتساع لذكرها في مقالةٍ .

أما في عهد سلاطين بني عثمان ( أجداد أردوغان ) حيث وصلت البشاعة إلى منتهاها بقتل الأبناء و الأحفاد و الإخوة ، لهياج شهوة السلطة ، بحجة الدفاع عن مصلحة " الدولة العلية العثمانية " .
على اعتبار أن (( السلطان ( البادِشاه ) هو ظل الله على الأرض )) ،
و كل شيءٍ مباحٌ لإدامة حكمه .
سليمان القانوني على سبيل المثال لا الحصر قتل ابنيه مصطفى و بايزيد ، مع حفيده الرضيع .
و يقال إن محمد الثالث أقدم على قتل تسعة عشر من إخوته خنقاً حتى الموت ، و ذلك قبل دفن جثة أبيه .

كل ما فعلوه كان احتذاءً برسولهم ، و اقتداءً بنبيهم و أصحابه و أسيادهم الأوائل ، دون أن يكون للرئيس الفرنسيِّ ماكرون أي يدٍ في إرهابهم المقدس .
فرنسا دولةٌ استعماريةٌ نعم ، و لها مصلحةٌ في احتلال البلدان و نهب موارد شعوبها ، غير أن ما بين ماكرون و حفيد سلاطين آل عثمان - ( أردوغان ) الذي يرى نفسه سلطاناً جديداً و أميراً للمسلمين و منقذاً للإسلام - خلافٌ سياسيٌّ لبسط النفوذ و التمدد ، و اقتصاديٌّ صرفٌ .
صراخ أردوغان للدفاع عن الرسول هراءٌ ، و ادعاؤه بحماية الإسلام كذبةٌ كبرى ، و تضليلٌ لكسب تعاطف البسطاء و الضحك على العقول الصغيرة ، بهدف تغذية التطرف الدينيِّ المقدس و التفوق العرقيِّ ، و إيقاظ الشعور القوميِّ خدمةً لمشاريعه التوسعية و أحلامه الامبراطورية .

و فتاوى أصحاب اللحى الطويلة بتكفير الآخرين لاستباحة دمائهم لضمان دخول الجنة الموعودة ، و نكاح الحوريات الحسان بالشهادة ما هي إلا محض لغوٍ و هذيانٍ ، بل إنه افتراءٌ على رسولهم .
فها هو أبو بكرة نفيع بن الحارث يؤكد بأنه سمع رسول الله يقول : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار ، فقلت : يارسول الله هذا شأن القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه "
رواه مسلم في باب الفتن و أشراط الساعة ص11 - ج18
رواه البخاري في باب الديات و باب الفتن ص31
أفبعد كل ما قد سلف هل مازلنا نهذي بقولنا : إن داعش و المتطرفين وليدة اليوم ، أو من صنع ماكرون و ترامب و غيرهما ؟؟؟؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة