الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


– ب ك ك – يواصل العنف من أجل البقاء

صلاح بدرالدين

2020 / 11 / 5
القضية الكردية


بالتزامن مع الممارسات العنفية الأخيرة لمسلحي – ب ك ك – في مناطق من كردستان العراق التي تقع تحت سيطرته ، الى جانب أعماله القتالية العدائية في منطقة شنكال – سنجار وتدخلاته المتواصلة الاستفزازية غير المسؤولة في الأمور الداخلية لكل من جزئي كردستان بالعراق وسوريا أعلن عن موقف أمريكي مستجد وكأنه يرمز الى إعادة النظر في العلاقة مع جماعات هذا الحزب السورية .

ففي أحدث تصريح منسوب للمبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش والممثل الخاص لشؤون سوريا السفير جيمس جيفري، ( إن بلاده تصنف حزب العمال الكوردستاني "منظمة إرهابية"، وأشار إلى أن على مسلحي الحزب مغادرة الأراضي السورية.
وأضاف جيفري في مقابلة مع الخدمة الإنجليزية لموقع (سوريا على طول) الإلكتروني "نحن نعتبر حزب العمال الكوردستاني منظمة إرهابية، ونريد أن نرى أفراده يغادرون سوريا".
وأشار إلى أن وجود حزب العمال الكوردستاني في الشمال الشرقي لسوريا "سبب رئيسي" للتوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وتركيا، مبيناً أن واشنطن وأنقرة لديهما "تنسيق وثيق للغاية" بشأن الوضع السوري باستثناء المنطقة التي ينتشر فيها حزب العمال.
وقال جيفري إن مخاوف تركيا إزاء تركيبة قوات سوريا الديمقراطية وتواجد حزب العمال الكوردستاني "حقيقية" وإن بلاده تدرك ذلك، لافتاً إلى أن الحل يكمن في تقليل وجود حزب العمال وإنهائه في نهاية المطاف.
ومضى يقول "لهذا السبب ندعم المحادثات الكوردية.. لكن هذه المحادثات الكوردية - الكوردية، ليست محادثات لحكم شمال شرق سوريا"، مردفاً "الأمر يتطلب بالطبع دوراً للمجتمع العربي" في المنطقة )
وبالتوقيت ذاته أصدر الزعيم مسعود بارزاني البيان الأخير الموجه الى شعب كردستان العراق بصدد مايقوم به ب ك ك ضد ار ادة ومكاسب وحكومة الإقليم وقبل ذلك البيانات المتكررة الصادرة عن حكومة الإقليم حول اعمال إرهابية يقوم بها مسلحو هذا الحزب ضد أهالي المناطق الشمالية وكذلك بنسف انابيب النفط ووقف ضخه الى السواحل التركية ووقوفه ضد اتفاق بغداد – أربيل حول مصير منطقة شنكال ، كل ذلك يضاف الى انكشاف امر ماسمي باتفاق أحزاب طرفي الاستقطاب – تف دم والانكسي – والذي هلل له على انه برعاية أمريكية مطعما بمبادرة فرنسية مزعومة .
إزاء كل ذلك طرفا الاستقطاب الكردي ( السوري ) اثبتا مجددا انهما لايملكان القرار وعاجزان حتى عن توضيح ماحصل للشعب والرأي العام وبالتالي عدم اهليتهما حتى بتحقيق التفاهم بين ( الأحزاب ) فكيف بتوحيد الحركة الكردية وصفوف الكرد السوريين .
الخيار البديل هو الرأي الغالب في الساحة الكردية السورية الداعي الى انسحاب الأحزاب من المشهد والاعتراف بالفشل والاعتذار من الشعب والعودة اليه بقبول مشروع – بزاف – في إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية عبر الالتزام بخيار عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع للخروج من الازمة واستعادة الشرعية وصياغة وإقرار المشروع الكردي للسلام وانتخاب مجلس قيادي موسع لمواجهة التحديات وذلك بدعم واسناد كل القوى المعنية خصوصا الاشقاء بإقليم كردستان العراق والوطنيين الديموقراطيين السوريين المعارضين لنظام الاستبداد .
والخيار الآخر هو الإبقاء على الوضع الراهن الذي ينبئ بعواقب وخيمة ونتائج خطيرة ليس على الوجود الكردي السوري فحسب بل على مجمل العمل الوطني بسوريا وكذلك على مصالح إقليم كردستان العراق التي باتت الآن بالميزان خاصة اذا تحقق أمل القوى الممانعة بالمنطقة بفوز – الديموقراطيين – بالانتخابات الرئاسية الامريكية .
يشير علماء استراتيجييون أن الحروب الكبرى عندما تنشب بين دول عظمى فانها تعبر غالبا عن مواقف سياسية في صراع المصالح ولكن حتى تلك القوى المنتصرة منها أو المهزومة ماتلبث أن تعود الى رشدها وتلجأ الى هيئة الأمم المتحدة للفصل بينها والبت في قضايا الخلاف والتوقيع على معاهدات واتفاقيات لمصلحة كل الأطراف .
كما تنشب اختلافات وصراعات فكرية وسياسية بين قوى حركات التحرر وأحزاب وجماعات سياسية ولكنها في الغالب ليست تناحرية ولاتتخذ الطابع العنفي الا في حالات معينة عندما تنحاز جماعات الى النزعة – الفاشية – وتحاول تبديل الصراع السياسي الى أسلوب إبادة المقابل وتصفيته وذلك بسبب عجزها عن الاستمرار في أجواء السلم والاستقرار وانعدام تملك حجج مقنعة أمام الخصم .
في حالتنا المشخصة الآن فقد توصلنا الى نتائج ودروس خلال العقود الأخيرة أن التيارات المغامرة المحسوبة على الحركة القومية الكردية وفي المقدمة – ب ك ك - لامستقبل سياسي لها في نهجها العسكريتاري المدمر وفي ظل ضياعها الفكري والسياسي وخرقها لاصول وقوانين العقل والمنطق واجتيازها حدودها المرسومة تاريخيا في معادلات الصراع والاتفاق في حركات الشعوب وخاصة في الحركة التحررية الكردية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية


.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور




.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة


.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •




.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ