الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية واستعراض في كتاب حبًات ذهبية ايزيدية

خالد علوكة

2020 / 11 / 6
المجتمع المدني


صدر موخرا كتاب للاستاذ المفكر شمدين باراني بعنوان حبات ذهبية ايزيدية من 743 صفحة لعام 2020م ومتوفر في مكتبة خاني في دهوك وهو الكتاب الرابع للمؤلف ويستهل الكتاب بالتعريف بالمؤلف في سطور والاهداء الى روح والده خدر باراني ثم المقدمة مستهلا بها اعتراف مهما وهو (( كون الكتابة بالدين من اختصاص رجال الدين لكن بسبب الظروف المضنية مد المثقفين ايديهم للمساعدة والمساهمة للتعريف بالديانة الايزيدية )) . يتضمن الكتاب سبعة فصول معتمدا تاليف الكتاب من النص الديني الايزيدي اي (الاقوال ) وبعض المصادر الاخرى ويمكن اعتباره كتاب مقارنه للاديان ينفع الباحثين بالتعرف عن كل فقرة بالشأن الايزيدي وحتى لانبالغ فانه وضع النقاط على الحروف في شرح الديانة الايزيدية في الخلق والتكوين وجوانب مهمة يتطرق اليها لاول مرة : منها الغزل الديني الايزيدي والالوهية والزمن في الديانة الايزيدية .
يبدأ الفصل الاول بتعريف شامل للديانة الايزيدية اعتمد المؤلف النص الديني بالتعريف للايزيدية وسبق ان كتب المؤلف هذا التعريف لمؤسسة مسارات للاستاذ سعد سلوم المختص بالعمل لدى الاقليات في العراق ولكن الظروف حالت دون ارساله ونظرا لاهميته نشر في مقدمة هذا الكتاب ويشمل الفصل الاول على دلالة الرموز في باحة لالش النوراني مثل رمز الانسان والشمس والمشط . ثم يتناول الحقيقة والشريعة والحد والسد ، وكراس كوهرين والتناسخ مبررا عدم وجودها ونفيها في الايزدية ولب الموضوع أن الايزيدية عالجت موضوع تناسخ الروح بالطاقة لاتفنى ولاتموت فوجدت التناسخ سبيلها بالبقاء والتعريف الاصح للتناسخ هو (ان التناسخ يقوم على شئ دون ان يتناسخ ) اي مثال حفظ قصيدة ملقاة او انارة شمعه من شمعه كخلق الملائكة مثلا ، والتناسخ لاينفي الجنة والنار ابدا بل الاهم يدور حول مصيرالروح اين تذهب ؟ تصفى وتنقى على مراحل لتذهب اخيرا الى القنديل – النور - وهنا ربما لاترى النار.
ويعرج المؤلف بالاشارة علي وجود التناسخ في الصفحات 97 في موضوع (سلسلة الحياة ) وص264 وص 293- .في موضوع (التنقل بالصور) حيث يقول المؤلف – (حسب المفهوم الايزيدي فان قصص العشق ماهي الا ارواح متشابهة اتت الى دنيانا في اوقات مختلفة ) وايضا يؤكد التناسخ في ص 343 في قانون حفظ الطاقة الذي وضعه اينشتاين . ثم ص 33 يفاجئنا بنص نفي التناسخ والذي لاعلاقة له بمعناه والنص يقول (لاتاتي للدنيا مرتين ) وهذا معروف بان اي شخص لايعيش مرتين وليس زمانين او زمان غيره . حتى داروين يرفض ذلك ويقول في تبريره التطور بالوراثة اولا والتحول ثانيا اي (بان افراد كل نوع تتشابه ولاتتماثل اي لاتكون نسخة مطابقة لاصلها ). وكما من الخطأ الاعتقاد بان التناسخ يقع على الحيوان بل للانسان فقط حيث نفخ الله من روحه في آدم ألانسان .
وادلة وجود التناسخ في الايزيدية مُعرفة بالاستنتاج والادراك وليس بالاعتقاد فقط ومرتبطة اساسا بقول (روحي رحماني نابت فاني ) اي الروح لاتفنى ، وفي كراس كوهرين تبدل القميص – وفي قبول فلسفة وحدة الوجود الموشرة في النص الديني... والله عندما نفخ الروح في آدم الانسان لم يخصه بروح خاصة كونه نبي او ولي او كاهن او خواجه .
ويتطرق الكتاب في تعريف الديانة الايزيدية الى شرح امور عدة منها التجليات - واسماء الله – والتوحيد- والشر باعتباره من عند الله اسوة بالخير وايضا يحكي عن السيرانه - وطاؤوس ملك - وخلق الملائكة ( من ملك واحد وصار اثنين وثلاثة ... الخ دون الشرح كيف صار 4و5و6 في كن فيكون او التناسل او بالسلسلة الربانية او بكراس كوهرين ؟.
وحسناً يؤكد عدم وجود فكرة السجود لادم او سقوط الملائكة عند الايزيدية بل حتى عند التوراة والمسيحية غير متوارد بل يعترف انحراف الى الشر وحتى في الاسلام حسب (كتاب ابليس لمحمود العقاد ص 115 ليس في القران حتى اثر لسقوط كائن من الكائنات العلوية والارضية وانما هو انتقال من حال الى حال ولاحتى من سقوط الملائكة من طبيعة عليا الى طبيعة دونها من طبائع الشيطان ) ويعتبر المؤلف الشر عند الايزيدية هو نقص في الخير واقول (( حسب الموجود كل شئ من الله فان الشريظهر الخير للعيان فلا نقص في خير كمال الخالق لفراغ الشر له ..بل الالوهية جامع الضدين لنرى الليل والنهار ولايتوقف النور يوما بلا النهار ولا الظلام دون حلول الليل )) ويمضي التعريف الى قصة خلق ادم وحواء. وكون الايزدية من ادم وحسب دون حواء.
ورفض التجديف في الايزيدية واجب اسوة بالمسيحية .وفي ص 52 سبقة تقول من اين سم الافعى ؟ والجواب يكون من بصاق ابليس واعتقد ليست هكذا انها ( غريزة الدفاع عن النفس وضعه الله لاي كائن خلقه على الارض فهل نوصف اكل القطة للفئران سم ابليس ام غذاء الطبيعة وضعه الخالق في سبل العيش للمخلوق . ويتطرق الى البرخك وغشية الحال والادعية والطبقات الدينية والسماعات – و(( القول والخرقة )) هو كتاب الايزيدية الواضح والمعروف وصراحة يتطرق في التعريف بكثير امور حيوية واساسية لايمكن حصرها كلها هنا .
الفصل الثاني يبدأ من ص 74 عنوان المواضيع { حبات ذهبية ايزيدية } وعددها 90 حكاية مأخوذة بعضها من النص الديني الايزيدي المقدس مثل - ابنه القاضي - وجمجي سلطان - وبير شرف وغيرها وكذلك الكثير منها من لدن أختيار بعشيقة (كوجك نون برو) اطال الله عمره واخرى ماخوذة من بطون الكتب والتي تعتبر حكم وعبر واقعية مهمة في نهم عبق ورساخة خصوصية الديانة الايزيدية ومن عناوين تلك الحبات – اعبد كما تشاء- نحن نفرح وهم يحزنون ص 79 - وقصر للبيع – وحكاية مير مح ص87 ((ورد اسم محويائيل الرابع في سلالة قابين ومعنى محو mehuيلغي او يمحو وأيل الله فيكون يمحو الله او يلغيه حسب خزعل الماجدي وكتابه انبياء سومريون ))- ورحلة للعالم الاخر – وسؤال النبي موسى - وعزرائيل يبكي ويضحك ص 158 – وبقية طين ادم الى اين ؟ ص 166 .
الفصل الثالث :
يقع في ص 191 بعنوان حبات ذهبية من الغزل الديني المقدس . موضوع شيق جدا ويدور حول الحب الالهي وسكره محبوب الله الدائمة في الزاهد لله وحده ، ويتوزع في نشيد الانشاد التوراتي – ويوسف وزليخه – ويدرج بعض القصص من النص الديني الايزيدي في (القول والكيلات والبزوك والخزيموك والروبارين ) منها – كيلا جار زمان – الجميلة باربع السن ص 201 - ثم كيلا شيخ مند (جميلات الشيخ مند ) – وبيت سيوانا كه سكا ص213- والشيخ ئال والاميرة طاووس حسب النص لكن ( على الرغم من فترة حدوثها لاتتفق مع وجود سجادين مع فترة الشيخ عدي الاول ع ) - وبيت زمبيل فروش - وممو زين - وشرح اثر الايزيدية فيهما في ص 249 - والقنديل - والنور الازلي - واخراج ادم من الجنة - وبكروك - ودرويش وعدولة .
في الفصل الرابع :
في ص 329 خصص لموضوع علم الالهيات الايزيدي وهو طرح جديد للديانة الايزيدية ويشير المؤلف الى خطأ عدد من الباحثين في فهم الايزيدية بسبب المنهج الذي اتبعوه بجهلهم بالنص الديني الايزيدي ( القول) ، حيث الفلسفة والتصوف تتقبل الحقيقة من القلب وليس الرأس . ويتطرق المؤلف الى مفاتيح عدة بالالهيات منها المدخل الى حواس الانسان – وعدم تطابق المظهر مع الجوهر - ثم يذهب الى دلائل وجودالله - بالنظرية النسبية – ونزعة التطور و- قانون نفي النفي – ثم ينتقل الى موضوع الديانات العراقية القديمة - والفيض - ووحدة الوجود ص 342 - ويبحث ايضا في خلق الكون وكيف انبثق من الدرة – وعن ديانة الحقيقة ومعنى سلطان ص 370 - والعرفانية ص 391 اي الغنوصية - وقريش - وجذر انتشارالايزيدية الشمالي والجنوبي – والنبي في الديانة الايزيدية ص 415 . ويقصد المؤلف بالعنوان علم اللاهوت اي علم الله ويقاربه علم الناسوت اي علم الناس وحدث مزج بين اللاهوت والناسوت فجعل الله من نفسه ابنا له ! وقد ظهر هذا العلم بظهور المسيحية يبدو كون يسوع المسيح ابن الله ومنه دراية اللاهوت المسيحي . وربما الاقرب للايزيدية الالوهية في العلم المأخوذ من الحي الذي لايموت كما قال ابايزيد البسطامي . ولايزال علم الالهيات الايزيدي باقيا بالعلم الشفاهي وعلم الصدر لدى رجال الدين منذ القدم ولحد اليوم .
الفصل الخامس :
يبحث في موضوع الزمن في الديانة الايزيدية ويعتبرالزمن حياة الروح . ويجول المؤلف بالزمكان في الاديان بما فيه من الزمن المسيحي والعرفاني والهندوسي ص – 493 ثم يتوقف عند الزمن والخلق في الازيدية من خلال الهي كان في الدرة – وتشابه السيراند الايزيدي مع المايا في قصة بير شرف وسلتان شيخ موس ص 511 - وايقاف الزمن في التوراة – وكيف نرى الماضي – ونهاية الزمن وتجديد العالم - ونهاية الزمن في الديانة الايزيدية كونه يشبه بقية الاديان في كونه له بداية وكذلك نهاية له في اخر الامر ( على الرغم اي شئ له بداية سوف ينتهي اما الذي لايبدأ لاينتهي ) . واخيرا نقرأ قصة رائعة نقلها المؤلف من لسان الشيخ عمر الياس الشمساني حول اسمين من ابراهيم احدهما فقير *حطاب * وابراهيم الاخر غني مالك القصر وطلب الفقير من الله ليصبح مثل ابراهيم الغني ص541 ليعود الحطاب لحال فقره المريح له .
الفصل السادس
وهي بعنوان المعاني العميقة في الديانة الايزيدية ص 549 وهي عنوان محاضرة القاها المؤلف في منتدى الصابئة في اربيل عام 2013 - وفيها - الحكايات - والفرق بين الحقيقة والشريعة - والمزج في الاديان ص554 - واعبد كما تشاء – وتجلي الخالق في المخلوقين – والموسيقى في الايزيدية – وكيف الايزيدية موجودة قبل الزرادشتية ص 596 - والانبياء - والخير والشر في الايزيدية – وفاطمة بري – وقطع الحج الى مكة ص 633 - ويقول المؤلف يوجد لحن وكوبري او السلم الموسيقي لكافة سماعات واقوال الايزيدية ذكرها بمساعدة الفنان خديدة جمعة عيدو. وكذلك درج اسماء وعدد الاقوال في الديانة الايزدية وهي الكتاب الايزيدي المقدس والحقيقي الذي يعتمد عليه تماما منذ الازل والى اليوم ونفى كون كتب الايزيدية هي الجلوة ومصحف ره ش .
الفصل السابع والاخير :
وهو بعنوان حبات ذهبية من الاقوال الدينية الايزيدية ص 646ويتضمن عن طاووس ملك الذي هو نور في الايزيدية بفيض الله نور فجعله فوق الملائكة ص 650- وعن البسك – والله وشيخ عدي – وقبل الاسلام – والجنة والجحيم – وقبلة الصلاة الايزيدية – والسلطان ايزيد - والواحد والالف – واليد والكف ص 667 – ويوم الاربعاء - واللون الاحمر - وغرق الشرائع - وعقوبة الربا وشرب الخمر - وقدسية الخرقة ص 684 - والرقم 11 – واسماء اشجار لالش – وقبة البدور – وعقد الزواج – والهي وضع الحد والسد - واسماء الملائكة السبعة في الايزيدية ص705 وهذه العناوين مستخرجة من النص الديني الايزيدي المقدس وفي نهاية الكتاب يشرح عن الجرامقه وعلاقتهم بالايزيدية .
الخلاصة :
لقد قرات الكتاب مرة الكترونيا وبعد طبعه بكتاب انيق ولايكتمل اي عمل دون بعض الملاحظات والنقد الموضوعي للكتاب وقد غاب عن المؤلف انه لم يشير الى صاحب القول او النص الديني الايزيديى المدرج تحت كل سبقة وبيت وقول بل اكتفى بدرج اسم جامع الاقوال مثال كتابي د. خليل جندي واستاذ شمو قاسم مع تقديرنا لجهودهم في جمع وطبع الاقوال والنصوص الايزيدية . وخلو الكتاب ايضا من الصور وخاصة الرموز المهمة في معبد لالش ، وايضا عنوان بعض الاقوال لايعطى المعنى الاصح له باللغة الكوردية وكان افضل عنوان الكتاب على الاقل يكون ايضا باللغات الانكليزية والكوردية .
وفي موضوع الزمن في الايزيدية (( اعتقد انه عند الله مطلق وغير محسوب لارتياط الزمان بالمكان فعند خلق الكون اقتطع الله جزء من الزمن لذلك وهنا خلق مكان (الكون) والزمن يتوقف ولا ينعدم )) يتحدث ( اور بينو في تغيير دقيق يجعل البصر يرى في نوع من البعد الرابع وابعاد هذه الحالة قادت الصوفية و(ربما تطابق زمكان الايزيدية ) الى افكار عن الزمان والمكان مشابهة جدا للافكار التي تشتمل عليها النظرية النسبية. ) .
وفات المؤلف في ذكر عيد خضر والياس بانه عيد عالمي ايضا ويسمى عيد الحب فالنتاين يحتفل بها عالميا في بداية شهر اذار ، ان ادراج بعض النقد والملاحظات عن الكتاب قد لاتكون من المؤلف فحسب بل ربما بعض النص والافكار الدارجة قولبت الموضوع برؤى اخرى نتيجه علم الصدر والفرمانات ال 74 على الايزيدية ويبقى الكمال لله وحده .وكما انه كتاب كبير ومصادره اكثرمن عدد صفحاته وهي من حسنات المؤلف .
واخيرا لايمكن انكار تعب وجهد وفكر المؤلف شمدين باراني في انجاز هذا الكنز الايزيدي المدعوم بنص ايزيدي مقدس من الاقوال انه كتاب مدرك للمرحلة والعلم الايزيديى وهو مصدر مقارنة للاديان بايجاب واظهار صلابة (القول) أي النص الايزيدي تجاه الافكار الدارجة والمعتقدات الاخرى ولايقل عن غيره بالعلم المقدس والتفاعل في كل ظروف الزمان والمكان وصاحب القول اتاه بالبرخك (غشية الحال) فهو ليس امرعادي بل الهام وحي لاينقطع ويتماشي زمانيا ومكانيا مع كل مستجدات الحياة والكون ...ان الحقيقة تبقى حقيقة وظاهرة للعيان رغم سطوة عقائد المحيط وغبار الزمن والمآسي والفرمانات والتعتيم.
نوفمبر 2020م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3