الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الذوادي.. أسطورة الصمود
خليل زينل
2006 / 7 / 13الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
لمن لا يعرف من السياسيين، الشخصية الوطنية المخضرمة والسياسي العتيق أحمد ابراهيم الذوادي (ابا قيس)، يكون قد فاته نصف عمره هباءً منثوراً.
قبيل الحرب الكونية الثانية كان مولده، بين ثنايا الحرب وشرره المتناثرة في الأطراف كانت طفولته حيث ولد في حي الذواودة بالمنامة، من الحليب الوطني رضع ومن محيطه العربي والإسلامي والإنساني شكل ثقافته الأولى، من نسيجه الطبقي تكون وبنسيجه الأممي تجذر وتسيج في ذات الوقت.
بين العوضية ورأس الرمان مقت أحمد الوطني الروح الطائفية كأحمد العربي حسم خياراته السياسية مبكراً باتجاه الوطن، في زمن كان الخيار فيه استبدال مستعمر بآخر.. بفكر المحرومين استوطن، بأدوات المناضلين - العلم والمعرفة والقراءة ـ أمضى مراهقته بحثاً عن حقيقة الجدل وعبر جدل الحقيقة تاركاً أحلام المثالية المعلبة واراجيف البدع والخدع.. ممتهناً لغة العصر في جماعية العمل والتفكير.
فبراير (شباط) 1955 كان ميلاده السياسي دون شهادة الميلاد.. في الميلاد كان الميعاد مع الشعب مع الغد الآتي، وبُعيد الميلاد بدأت اولى معاركه الوطنية.. بُعيد الميلاد بدأت المعارك السياسية تأخذ أبعادها المتعددة وأشكالها المتنوعة، الوطنية تارة بلغة هيئة الاتحاد الوطني والطبقية تارة أخرى بلغة عمال بابكو المفصولين عن أرزاقهم في مواجهة ثنائية الاستغلال - الاستعمار ومجموعاتها الطفيلية المحلية عبر انتفاضة مارس (آذار) 1965 المجيدة. أحمد الوطني كأحمد الأممي من سماء الوطن الصغير يعانق فضاء العالم الكبير، تعرفه مدن الترحال العربية بين قاهرة عبد الناصر وبيروت التجديد والتنوع الفكري الى حواري دمشق العتيقة.. بين مدن التيه والترحال يرفرف أحمد الوطني في سماء أوال.. يرفرف بين جفون الوطن سيفٍ.. مبكراً يمضي الى غربته في أحضان الوطن العربي الكبير بدايات الستينات.. ها هو العقد الستيني يُعيد الكرة بين غيوم المنافي العربية، عائداً خلف قضبان المنامة الاستعمارية.. بوهج الجموع.. تجيء الحشود في ثورات غضب تمتد وتستمر مديداً ربيعاً يا مارس الوطن الحزين، وحيث لا يفل الحديد الا الحديد حين تتطاير أشلاء المستعمر وأعوانه، يسحب جندرمته مذعوراً من شرق السويس.
أحمد الوطني يعانق الحق في بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في البحرين.. أحمد العربي يجمع اطياف الوطن في وطن العروبة والاستقلال عن الوصاية والتوصي، لا يستبدل الوصاية الأجنبية بوصاية عربية كانت أم فارسية، سوى وصاية الشعب والطفلة الواعدة في زيها القرمطي تباشيراً للاستقلال في هلال السبعينات.
أحمد الوطني كأحمد العربي، يتأرخ بتأريخ الوطن.. يتعمق بجرح الوطن.. يتسنم بزاد الوطن دستوراً ومجلساً للوطن الأبي وهو خلف القضبان .. الأعداء يتنمرون بقوة الرجال والعتاد .. وحدهم - الوطنيون، الأمميون - يتسمرون في ليالي جدا بحكمة الرجال وعقولهم، فالحكمة ضالة المؤمنين والمؤمنات بقضيتهم.
يتسمر ليل الوطن في شريط الذكريات من آلة الطباعة الصغيرة دعماً لهيئة الاتحاد الوطني الى منشورات السوق ناشداً الوحدة الوطنية حتى في بيان عاشوراء حين مال ميزان العدالة وأصبح الكرسي عميلاً..
أحمد الوطني هو أحمد البحريني هو أحمد الذوادي يعانق السلم والسلام مسالماً في ثورات الغضب.. يعانق ذرى تراب الوطن الأبي، يعمل وفق الممكن.. يتنفس هواء المنطق والحكمة كبيضة القبان.. يغوص بعيداً بعيداً ناشداً مرجاناً للوطن.. يتقوقع بين الممكن والمستحيل، يتنفس الشرارة والجماهير رغم الملح والمسمار.. احتارت فيه السجون والسجانين، احتار فيه القريب والغريب لصلابته و صموده رغم وأد البرلمان بقوة دستور الواقع، إنه أسطورة الصمود من الأزل الى الأبد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اشتباكات عنيفة واعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين لغزة قرب م
.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م
.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا
.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة
.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق