الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة ما بين الحقوق و الواجبات

عدنان رضوان
مؤلف و شاعر

(Adnan Radwan)

2020 / 11 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحياة ! ماذا نعرف عنها ؟
ربَّما أكثرنا يعرف عنها الكثير القليل !
و هُنَا تكمُن المشكلة حينَ نعلَمُ عنها أنَّها سبيلُ عَيشِنَا و أرضيَّتُنا للبقاء على قيدِهَا مِنْ غيرِ الدُّنو مِنْ تعاليمِهَا الفريدة .

فما الحياةُ إذاً ؟

الحياةُ هيَ القاعدة المُستمِرَّة المُتواردة والمتوارثة

كَيْف ؟؟؟
كَوْنُها ركيزة أساسيَّة مستمِرَّة مِنْ بدءِ تكوينِ المعمورة مُتواردة إلى أن يشاء الله لكلِّ الكائنات الحيَّة ، و مُتوارثة مِنَ الحيِّ يُخلَقُ الحي ، و الحيُّ يأتي بِميِّتٍ ساكن أي (الجماد) .


# ما بينَ الحقوق و الواجبات


* حقوقُنَا عليها :

لا حقوقَ لنا و نحنُ نعيشُ على قيودِهَا ، مُلتزمينَ بقوانينٍ سُنَّتْ كَ ضريبة المكان الذي نعيشُ فيه .


* حقوقُهَا علينا :

حقوقُهَا كثيرة و كثيرة جداً ! و هنا تكمُن المفارقة
عندما تعطينا الحياة حقَّ العيش في كنفها لا بُدَّ مِنْ إكرامِهَا و الحذَر مِنْ بَخْسها حقِّهَا و التعامل معها على أنَّهَا رَحِمٌ يحملُ مِنَ الأيامِ تِعداداً إلى أنْ يأمر الله بانتهاء الأجل ، و أنَّ أمرهُ كانَ مفعولا .


* واجباتُنا عليها :

لا واجِبَاتٌ لأنها تكَوَّنَت مِنْ شِقَّيْن (دنيوِي و أُخرَوِي)
و هي الأرضيَّة الخِصبة التي أنبَتَتْ العيش على أساسِ الزَّوال في النهاية يومَ أنْ يرث الله الأرضَ و ما عليها و لا سِيَّمَا أنها مِنْ مخلوقاتهِ الأولى .


* واجباتُهَا علينا :

و مِنَ الواجباتِ ما يخضَع للتَّصَوُّر و تبنِّي الفرضيَّات و التي بدورِهَا ما تختلِفْ مِن شخصٍ لآَخر ، و هذا يتبَع لعدّةِ عوامِلْ منها البيئيّة و الاجتماعيّة و التركيبة الأسريَّة للفرد .


* دورُ الإنسان و نظرته المُتشعِّبة للحياة .

الإنسان هو اللَّبِنَة الأساسيَّة في مجتمعاتٍ مختلفة
و الإختلافُ هُنَا يؤتى كَ حلقاتٍ مرتبِطة ببعضِهَا
لكن لكلِّ حلقةٍ منها فاصل يقبَلْ الإنفصال عندما يأكل الحلقاتِ الصَّدأ ، أو تُضرَب بِبعضها بقصد الفصل بِحُكْمِ (الديموغرافية أو العقائديَّة أو البيئية أو المجتمعيَّة) و التي تنقسمُ لقسمَيْن
(النُّفوذ المالي - السّطوة الإجتماعيّة)
و هذا ما يَخلُقُ الخِلافَ ضمنَ مبادئِ الاختلاف و التي تتشابَه ، مِمَّا يجعل نظرةُ الإنسان غير واثقة و مُتضاربة و متشعّبة بالنّسبةِ للحياة .


* إضطهاد الحياة !؟

ربما تتعجّب أو تتساءل صديقي القارئ

هل تُضطّهدُ الحياة ؟
كيفَ و مَن يضطّهدها ؟

نعم سيداتي و سادتي إنَّ الحياةَ تُضطَّهَد مِنْ بني البشر
كيف ؟
لنبدأ مِنَ الفَرد في الدائرة الضّيِّقة

1- الفرد السَّطحي
2- الفرد العميق

مَنْ هو الفرد السَّطحي ؟

هو الذي يَرى بعينٍ واحدة ، من رُكنٍ واحد ، ثمَّ يبني النتيجة على أساسِ رؤيتهِ و التَّنصّل مِنَ الاحتمالات و الدّلالات الإدراكيَّة ، يَسمَع من كلّ جملة كلمة يضعها بجملة إسمية بها ضمير واحد و هو (أنا)

مَنْ هوَ الفرد العميق ؟

هو الذي يرى بعينيهِ الإثنتينِ أربعةُ أركانٍ و إلى نقطةِ الإرتكاز ، ثمَّ يبني نتائجهُ على الرؤية الصائبة و التَّكهُّنات و الاجتهادات و التمحيص و التَّفكّر ، و يسمَع الجملة ليصيغَها بموضوعٍ واسِع ثمَّ يضَع الموضوع كَ استدلال توكيدي و معهُ ضمير (أنا) !!!

إذاً كِلاهُمَا أنا في النِّهاية
الأول من غيرِ تفكير ، مُتسرِّع لكن ينظر لنفسهِ على أنهُ هو على حق
الثاني واسعُ التَّفكيرِ مُتفاخِرٌ كيِّسٌ فَطِنْ مُنغمِس بنفسِهِ و أيضاً هو على حق

و عندما نصلُ إلى (الأنا) نُراودُ أنفُسَنا للتَّخلِّي عن بَصمة في حياةٍ نظنُّها (غير عادلة)

فما دخلُ الحياة إنْ كنتَ ناجحاً أم فاشل ؟
إنْ كنتَ خَلوقاً مُسالماً أو معتدياً جباناً ؟

الحياة لا تورثُ الأخلاق و لا ثورِثُ المالَ و لا الأولاد
حينَ نعتبرها عدواً فنحن مضطّهِدينَ لمخلوقٍ أكرمنا الله بهِ ليختبرُ كُلٌّ على حِدا


* قتلُ الأنفُسْ

خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ بجَسدٍ و روح
و اختلاسُ الكنزينِ هذينِ مِنَ الكبائر عندَ الله و عبادهِ

فكيفَ يستطيعُ الإنسان الذي أكرمهُ الله بالحياة أنْ يُزهِقَ روحاً على قيدها ؟
نعم العواملُ النفسيَّة هيَ أشدُ أعداءَ الحياة
لمجرَّد التفكير بالإيذاء فإنهُ يبتعد عنها أكثر فأكثر
و مهما كانت الأسباب لا يمكن تبرير القتل على يد قاتل أرادَ أنْ ينتقم مِنْ نفسهِ المريضة .


* النهاية :

عزيزي القارئ

إنَّ الحياة فرصة واحدة لا تتكرَّر
تذكَّر أنها كَ الأم التي تحتضنكَ حتى تموت
و تذكَّر أنّها أكبرُ مِنك و قد خلقها الله قبلك
أكرِمها و احترمها و اقطُنْ بسلامٍ بها
فإنها تستحقُّ أنْ تكونَ بارَّاً لها ، فببرِّكَ بالحياةِ الدُّنيا
ستجنيهِ جنَّةً في الآخرة .


✍ المؤلف و الشاعر عدنان رضوان

تمَّ تحرير هذهِ المقالة عام 2020
في الولايات المتحدة ولاية أريزونا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة