الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفيرة العراق لدى تشيكيا/ سندس عمر علي/ في حديث عن مؤتمر حوار الثقافات والاديان، واهميته في إثراء مجتمعات المستقبل

عدنان الاعسم

2020 / 11 / 12
المجتمع المدني


سفيرة العراق لدى تشيكيـا في حديث عن مؤتمر
حوار الثقافات والاديان، واهميته في إثراء مجتمعات المستقبل
* د. عدنان الاعسـم - براغ
----------------------------------------------------------------
برعاية وزارة الخارجية التشيكية أنتظم في براغ مؤتمر "حوار الثقافات والاديان" بنسخته السنوية الخامسة، وكان هذه المرة عبر الانترنيت بسبب الظروف الصحية والتقييدية المعروفة، التي حتمتها أزمة فايروس كورونا ( COVID-19) .. ولمزيد من القاء الضوء على هذه الفعالية التي شهدت اهتماما واسعا من جهة الرأي العام، ووسائل الاعلام، وعموم المعنيين بهذا الشأن الذي أثبت تعاظم دوره عالميا، لكبح جماح التطرف والتشدد وتبادل الاتهامات التي تؤلب، وتحرض وتقود الى احداث مأساوية في مدن وعواصم مختلفة، ومنها خلال الايام القليلة الماضية ما وقع في كل من نيس الفرنسية، والعاصمة النمساوية – فيينا .. في التالي حوار شمل تساؤلات وأسئلة، واجابات حول المؤتمر مع سفيرة العراق لدى تشيكيا، سندس عمر علي البيرقدار، والتي تشغل في ذات الوقت مهمة رئاسة مجموعة سفراء الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المعتمدين لدى براغ( OICPG) التي شاركت في الاعداد والتهيئة لهذا لمؤتمر الحواري الدولي :

1- عن اهمية انعقاد المؤتمر في
هذا التوقيت، قالت سفيرة العراق:
منذ ستينيات القرن الماضي وحوار الثقافات والاديان تزداد اهميته في المجتمع. واليوم جميع دول العالم تواجه ازمة تتمثل في تفشي وباء COVID-19 الذي أثر على جميع الشعوب والثقافات والاديان. وفي اوقات الازمات والشدة يلجــــأ الناس الى الدين الذي يهتم بالانسانية ورفاهيتها. نحن نعيش في قرية عالمية متعــــددة الاديان والثقافات، وعلينا ان نقــف معاً في تكاتـــف وتضامن لمواجهة تفشي الوباء.... ويمكن أن يكون حوار الثقافات والأديان عاملا في التماسك الاجتماعي في مواجهة المعركة ضد الفايروس، كانسانية واحدة في مجتمع عالمي واحد. كما اثارت الازمة دفع حقوق الانسان الى صلب الجائحة وضرورة العيش في كرامة والحصول على خدمات الرعاية الصحية واللقاحات للجميع وبدون تمييز.

2- وفي تقييمها للمشاركات عموما ..
والعربية والعراقية خصوصاً، اجابت السفيرة البيرقدار بالقول:
نحن فخورون بمشاركة العراق وفلسطين لأول مرة في المؤتمر، حيث شارك سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط، وكان من المفروض ايضاً مشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي في الجلسة الافتتاحية، ولكن - و لسوء الحظ - لم تتمكن من ذلك بسبب أصابتها بوباء COVID-19 وقد قمت بالقاء كلمتها نيابةً عنها... كما شارك الأكاديمي والباحث السيد حيدر الخوئي، مدير العلاقات الخارجية لـ (معهد الخوئي) في محافظة النجف الاشرف، بالاضافة الى ذلك مشاركة السيدة عزة كرم من منظمة الأديان من أجل السلام الدولية، وكذلك مركز الملك عبد الله العالمي للحوار في فيينا (KAICIID).
وتابعت البيرقدار : اننا محظوظون هذه السنة بمشاركة مجموعة واسعة من المختصين والاكاديميين من الجامعات والمؤسسات الرائدة في العالم، ومنظمات المجتمع المدني، ومن دول منظمة التعاون الإسلامي )العراق وفلسطين وتركيا( ومن مقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة. وكان لنا الشرف بدعوة الأمين العام التاسع لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور إحسان أوغلو. كما كان هناك موسيقى من العالم الإسلامي ادتها "فرقة الحضارات" التركية المتكونة من أشخاص ذي خلفيات وديانات مختلفة، في فقرة تضامن للتخفيف من التأثير السلبي للوباء على روح ومعنويات المشاركين.. وقد استمعنا ايضا الى اناشيد بلغات متعددة، ومن أجملها في مدح الرسول محمد (ص). وقد كانت تلك المشاركة بمبادرة واهتمام السفير التركي لدى تشيكيا ..

3- وللمزيد من التفاصيل عن المؤتمر،
ورأيها بنتائجه أوضحت السفيرة العراقية:
في الايام القادمة سيتوفر لدينا تسجيل فديو للمؤتمر وسينشر على مواقع عديدة للاطلاع على النقاشات التي دارت فيه ومتابعتها، والعمل على تطبيقها على ارض الواقع وتحقيق الهدف المنشود... واضافت : ان الاعتقاد السائد بان الدين هو علاقة بين الشخص وربه، ولكنه ايضا علاقة بين الناس داخل المجتمع وارتباطهم مع بعض. ان الترابط بين هذه المعتقدات من خلال الحوار والاحترام، يمكننا من توسيع هذا المجتمع ليشمل جميع الناس من جميع المعتقدات. وما أجمل ماشبهته الدكتورة حنان عشراوي في كلمتها "ان النسيج البشري الملون من المعتقدات والثقافات والخلفيات المتعددة هي مصدر إلهام، وهذه التعددية والتنوع هي قوة". ويجب ان يلعب التعليم والاعلام دوراً مهماً في احترام الاديان وتفهم الثقافات والتنوع الذي هو مصدر ثراء للمجتمع.

4- اما عن الاهتمام التشيكي، باعتبار براغ هي
التي استضافت المؤتمر، قالت السفيرة البيرقدار:
ان هذه السنة الخامسة التي يعقد فيها المؤتمر، وهذا يدل على اهتمام الحكومة التشيكية وحرصها على تنظيم مؤتمر حوار الثقافات والاديان (والذي عقد لأول مرة في 2016) . ويفتتح المؤتمر تقليديا من قبل وزير الخارجية التشيكي. كما ان مجموعة سفراء الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المعتمدين لدى براغ OICPG والتي أترأسها حالياً للسنة الثانية، هي شريك استراتيجي لوزارة الخارجية في تنظيم هذه الفعالية، بالاضافة الى معهد العلاقات الخارجية، ومؤسسة( Anna Lindh).. وقد لقيت الفعالية اهتماماً واسعاً من قبل الاوساط الحكومية والاكاديمية والدبلوماسية والإعلامية.

5- اخيرا، وعن التصورات بالحاجة لمزيد من مثل
هذه الندوات والمؤتمرات، اكدت سفيرة العراق:
ان الحوار شيء اساسي في حياتنا، وان لغة الحوار اثبتت نجاحها واهميتها في مختلف المجالات. وهناك حاجة دائمة للمزيد منها بين المجتمعات والشعوب والثقافات المختلفة والاديان المتعددة، لنتفهم بعضنا البعض ونعيش باستقرار وانسجام ووئام. قال الله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). ولقد اثبتت التجارب، انه لا يوجد دين او شعب لوحده يمكنه التغلب على الازمات التي يواجهها العالم، ويجب التضامن والوقوف معاً، خصوصاً في ظل الظروف الحالية المتمثلة بتحديات COVID-19.
وتابعت السفيرة اجابتها : ان الاحترام هو "المفتاح".. نحن بحاجة إلى تعلم احترام الاختلافات، وإنها ليست منافسة. يجب التسامح واحترام ديانات الآخرين، والعمل على معالجة ظاهرة الاصوليين والمتعصبين، من أجل بناء مجتمع أوسع وأكثر شمولاً ثري بالديانات والثقافات المتعددة. إن الايذاء المتعمد والاستفزاز لشعور مجموعة من الناس هو خطاب يحض على الكراهية، وليس حرية التعبير. إن تأثير خطاب الكراهية خطير وبعيد المدى في المجتمع، ولهذا يجب أن يلعب التعليم والإعلام دورًا مهمًا في معالجة هذه الامور والتثقيف حول الفارق بين حرية التعبير وخطاب الكراهية والتركيز على احترام الاديان.

-------------------- مع تحيات بابيلون للثقافة والاعلام / براغ --------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م