الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسماء الله الحسنى – ماذا لو نسبناها لأنفسنا ؟

كامل السعدون

2006 / 7 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-1-

السميع العليم ... الوهاب الحكيم ... الجبار المتكبر ... القاهر المعز المدمر ال....ال ... ال .. ال ..الخ .
صفات الله التوراتي المحمدي ، صفات رجل قوي العضلات ، بلحية طويلة وسيف وقلم وميزان وأعضاء تناسلية خارقة القوة ، رجُلٍ يسكن السماء وينزل آناء الليل وأطراف النهار ليرى اولئك العابدون الخائفون العاكفون على التراتيل وأناشيد المديح له .
إله محمد ... ذاته ... ال( الوهيم ) التوراتي الذي كان يقود احفاد اخوة يوسف وهم يغادرون مصر بقيادة جنرال الفرعون الخائن موسى .
ذاته ... رب الجنود الذي كان يحارب مع محمد في بدر ثم خذله في أحد فأنهزم شرّ هزيمة ... !
إله محمد والتوراة ... هو محض خيال لرجال أوتوا خصوبة الخيال .
تماما كأسلافهم البابليون والآشوريون والفراعنة الأقباط والفرس والأغريق ، مع فرق أن آلهة اولئك كانت أقل عبثية ولاأخلاقية من الواحد التوراتي المحمدي .
اسماء الله الحسنى ... جميلة هي غاية الجمال في معانيها ، ولكنها لا يصح أن تسند لإله معلق في السماء ، بل لإله الأرض الكامن فينا .
اسماء الله الحسنى ... تصلح أن تنسب لرجل أو امرأة حية قائمة موجودة مرئية مسموعة ، لا لمن لم يرى ولم يسمع ولم يلمس ولم يحس .
تلك صفات إنسانية ابتدعها خيال إنسان ، او عدد من الناس ، تماما كاولئك المبدعون في اثينا واسبارطة وروما الذين ابدعوا آلهة تحمل صفاتهم .
أنا هو ... أنا هو ... أنا هو ...
أنت هو ... أنت هو .... أنت هو ....
أنتِ هو ... أنتِ هو ... أنتِ هو .....
نحن هو ... نحن هو ... نحن هو ... ( على إفتراض اننا اتفقنا وشكلت عقولنا الفردية الباطنة والواعية عقلا جميعا متوافقا في النية والغرض والهدف ) .
الله الذي في الخارج ، المعلق في السماء في مكان مجهول موهوم في الغالب ، لا وجود له في الواقع العملي ويجب طرده من الخيال أيضا ، لإن الإستسلام له بأي قدر معناه أننا سنعيش عجزة ، معوقين ، مخدرين ، كسالى وعدوانيين .
معناه أننا سنتحول إلى وحوش ، قتلة ، مغتصبون ، ظالمون وإن بعيون دامعة وشفاة متقرحة من كثر الترتيل والعويل والإنشاد والصيام .
تماما مثل اشياخ السعودية والسودان والأزهر ومرجعيات العراق ولبنان ووووو الخ .
آلهة الهندوس والبوذيين والمسيحيين أكثر عدالة وجمالا ونبلا من آلهة أهل الإسلام .
اكثر بكثير وأجمل بكثير لأنها لا تقتل الإنسان في الإنسان بل تشجعه على أن يتحول عبر التأمل والخلق الفاضل إلى إله . وتلك هي الإلهوية الحقة وقد افلتت نصوص كثر جميلة في قرآن محمد بهذا الشأن ، لولا خصوبة خيال هذا الرجل وتمكن شيطانه منه حتى اخرج نصوص القتل والإغتصاب ووووو .
( عبدي اطعني تكن مثلي ، تقول للشيء كن فيكون )
هذا النص الجميل ، الصادق غاية الصدق ، لو قلناه بلغة أخرى تناسب ما بلغناه من علم وفهم وما قيض لنا من حقائق كانت خافية على كاتب النص ، لو قلناه بلغة العلم والعصر لكان كالآتي :
( ربي اطعني ، ايها الكامن فيّ ، يا من اتنفسك وأتماهى معك ، أنا ... انت ونحن نقول بصوت واحد ، نقول للشيء كن فيكون ) .
تلك الصياغة تحرر الله فينا وتحررنا من وهم العبودية الجبانة لهذا الرب ، وتطلق كامل قوى الداخل وكنوزه لتحقيق اقصى ما يمكن من الرغبات ، شريطة أن تكون إنسانية ولا تخرق القانون الوضعي وحقوق الآخرين وحرياتهم .

-2-
لقد أعدت قراءة الأسماء الحسنى جميعا ... قرأتها بعناية ولما لم أجد لها مصداقية في الواقع فيما لو نسبت لإله القرآن المقيم في السماء ، نسبتها لذاتي ووجدت أن إله الداخل اقوى وأجمل واكثر شجاعة من إله الخارج العاجز الجبان الكئيب .
أنا هو ... أنا هو ... أنا هو ....
أنا الباسط المصور الحكيم العليم القادر القوي الجميل الغني .... أنا هو ... أنا هو .... أنا هو ...
مبدئيا ... أنا وأنتَ وأنتِ آلهة انفسنا ....
لو آمنا بهذا ...
أمكن لنا إن شئنا وفي مراحل لاحقة من التمرين الروحي الشاق لتعزيز الإيمان ... أمكن لنا أن نرقى إلى مستويات التأثير الكبير في الخارج .
لو آمن كل فرد بهذا لأنطلقت قوى هائلة من الحكمة والشجاعة وروح الإبداع والخلق من جوهرنا الداخلي ولما أحتجنا للركوع لإله الخارج أو لأشياخ الخارج وساسة الخارج وأهل الحكم والسلطة .
الله فينا وليس في الخارج ... الله فينا تماما كما قال الحلاج وغيره من المتصوفة المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم .
الله فينا لا في الخارج .
في مستوى معين من مستويات توتر الإرادة وبلوغها درجة العنفوان الرهيب ، يمكن لإله الداخل أن يحقق ما يريد وأن يقول للشيء كن فيكون .
في مستوى معين من مستويات الوعي ، ولنقل في حالة الوعي الفائق ، يمكن لقوى مهيبة وهائلة في الداخل أن تنطلق وتفعل فعلها على أرض الواقع ... واقعنا الشخصي والخارجي .
خذ أي مسمى من اسماء الله ... ولنأخذ على سبيل المثال الخالق .
من فينا لا يملك قدرة على الخلق ؟
من فينا لا يستطيع أن يخلق الكثير من اللاشيء أو من بنات افكارنا ؟
وعملية الخلق تعتمد اصلا على عملية التصور ... وهذا إسم من اسماء الله ايضا ... طيب ماذا لو إننا آمنا بأننا مصورون ؟
نحن فعلا كذلك ... كل واحد فينا قادر على إنتاج الصور الخيالية ... كل واحد فينا قادر على خلق صور ذهنية ليل نهار وفي كل ثانية من ثواني العمر ... بعضها من نتاج واقع عشناه وبعضها مستقاة من الخيال الخالص ... إذن نحن مصورون ... وحيث توضع عملية التصوير في إطار الممارسة العملية الحرة ، نصبح بالنتيجة خالقين ... تماما مثل عمليات الخلق التي قام بها مايكل إنجلو وبتهوفن وباخ وييتس والمتنبي وغيرهم .
بل ومحمد ذاته ...
الرجل كان فنانا مبدعا في تصويره للجنة وفي خلقه لإمة من الأعراب وتحويلهم إلى دولة مترامية الأطراف .
وقس على هذا كل أسماء الله الحسنى .
لو أمكن لنا أن نحرر الله من اسماءه وننسبها لنا من حيث أننا كأفراد وجماعات نملك الله فينا ، نتنفسه ونعيشه ونأويه في شرايينا وأوردتنا وأنفاسنا وعقولنا .
لو أمكن لنا ذلك لتجلى الله الحقيقي وغاب الزائف المتردد الخائف المغتصب الذي خلقه محمد وأوهمنا انه هو الخالق الحق ونسب على لسانه فتاوى الذبح والتطهير العرقي والتمييز البشع بين الرجل والمرأة .
لو أمكن لنا أن نؤمن بهذا لتحررت فينا طاقات هائلة جبارة قادرة على تغيير أقدارنا وخلق حياة جميلة راقية آمنة لنا ، ولأمكن لإرادتنا أن تنقل هذا الجمال إلى حالات التحول الأخرى التي أشار لها محمد في قرآنه ، أعني الجنة او عالم الخلود .
بمعنى بمقدورنا نحن وبإرادتنا لا بأي إرادة أخرى أن نحيل حياتنا المادية الحاضرة إلى جنة ، وبذات الآن أن نتحول لاحقا بذات الذاكرة والإرادة التي نملكها الآن ، نتحول إلى حالة أخرى من حالات الطاقة ، حيث نجد انفسنا في عالم آخر لا يملك ما يملكه عالمنا هذا المحكوم بقوانين الفيزياء الظالمة القاسية .
بلى ... الإرادة الإنسانية هي الله ... الله الحق يتماهى مع الإرادة الإنسانية كائنة ما كان توجهها ، ولكنه يكون اقرب إلى التوجه العادل الشريف الذي يحفظ النوع الإنساني ويحرص على العدل والجمال والخير .
هناك انبياء تحولوا إلى الشرّ وهناك سحرة مارسو السحر الأسود ، والإثنين سقطوا باكرا وأفلت نجومهم لأنهم جنوا على النوع الإنساني وظلموا الآخرين وخرقوا قوانين الطبيعة .
وهناك آخرين سموا بأنفسهم فتسامت الإنسانية بهم ومن خلالهم كيسوع وإبن عربي وإبن أدهم والجنيد وبوذا ولاوتسي وكونفشيوس وزرادشت وماني والأم تيريسا ومارتن لوثر كينغ وغيرهم كثر .

-3-
قد يقول قائل ، وكيف ننسب لأنفسنا تلك الصفات الكبيرة التي لا تصح إلا لكبير مثل الله ؟
اولا : ليس هناك كبير متكامل موحد متكتل متماسك في الخارج باسم الله ... !
ولو كان لقلت لك ارني اياه ؟
أو ارني فعلا حقيقيا يتطابق مع تلك الصفات التي نسبناها له ؟
متى كان عادلا ... منتقما ... جبارا ... عنيدا ... متكبرا ... لطيفا ... خبيرا ... الخ .
كل تاريخ البشرية يشهد أن تلك الصفات لا بد ان تكون لعاقل واع معروف محدد واضح الملامح ، وزير في دولة أو دكتاتور أو شيخ قبيلة أو قائد جيش من الجيوش .
كائن حي موجود بيننا او يمكن ان نتواصل معه ونراه متى شئنا وهذا ما لم نراه ابدا . .
مُذ وجدنا على ظهر هذه الأرض ونحن وحيدون نرنو إلى السماء فلا نرى شيء ولم نسمع خطوات هابط منها لينقذنا أو يرحمنا او يعدل بيننا او يبسط لنا رزقا ... !
ولكننا وجدنا على الدوام أننا نحن وحدنا القادرون على أن نمتلك مثل هذه الصفات وبمنتهى الكفاءة ، فيما لو أننا توحدنا مع الله الذي فينا وليس في الخارج .
ليس صحيحا على الإطلاق أن نقول أن لا وجود لخالق ... هذا غباء مفرط ... وإلا من اين جئنا .
لكن هذا الخالق فينا لأننا الكائنات الوحيدة القادرة على أن تمتلك صفاته وإن بدرجات مختلفة .
نحن الوحيدين القادرين على وعي الخليقة ... وعي الكينونة ... وبالتالي فنحن وحدنا القادرون على الإيمان بوجود خالق ما ، وبذات الآن نحن الوحيدون الحائرون في عملية البحث عن هذا الخالق ، ونحن الوحيدون القادرون على خلقه ولو وهما ، والقادرون على الإيمان بهذا الوهم لدرجة الذعر أو العشق لهذا الغائب الأزلي .
فإذن من الأولى بنا نحن المهووسون بإشكالية الخالق التي لا نجرؤ على إنكارها أو اثباتها ، من الأولى بنا ان نؤمن بأن هذا الخالق موجود في جوهر العقل الباطن ، موجود في تلك الأنفاس التي نتنفسها ، في تلك الروح التي تلد في الجنين او في برعم الشجرة .
الخالق هو إرادتنا إذ تبلغ أقصى درجات تركزها وتكثفها ، تماما مثل تركز الطاقة في ذرة اليورانيوم لتتحول لاحقا في مرحلة أخرى إلى قنبلة نووية رهيبة مدمرة .
الخالق فينا ، ولو آمنا بذلك وكثفنا هذا الإيمان بالإيحاء المستمر لأنفسنا بذات تلك الصفات التي ننسبها للخالق ، لتفجرت في دواخلنا قوى خلق وإبداع وثراء رهيبة جبارة .
فقط ... لو آمنا بذلك وأكثرنا الإيحاء وبكثافة شديدة .
لو كففنا عن هذه الصلاة المتكررة عدة مرات في اليوم وببلاهة شديدة ونفاق جبان ، وعوضا عنها قمنا بالتأمل في دواخلنا ومحاولة البحث عن مقاربات فينا لصفات الله المتوهم .
لوجدنا مع التكرار أن عقولنا الباطنة ستمتص بشغف تلك الإيحاءات لتحيلها بالتوافق مع الوعي الفائق ، إلى ثراء عريض وقوة حقيقية ونجاح وتوفيق وإشراق وسعادة دائمة .
روح الله فينا ، جوهر الله فينا وليس في الخارج ... وإرادة الله هي إرادتنا في اقصى درجات تركزها وكثافتها وسموها ... !
بمثل هذا الإيمان يمكن أن نرقى ودونه سنظل عبيدا لرب قبلي لا وجود له ، وسنبقى إلى ابد الدهرعاجزين عن تغيير اقدارنا التي فرضها علينا الحكام والأهل والقوانين الفيزيائية والوضعية الصارمة .
وللحديث صلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم افهم اي شى
lana ( 2011 / 7 / 2 - 08:39 )
انا لم افهم اي شى هل انت تكفر بالله ام ماذا.واستغفر الله على قراتي موضوعك

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس