الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغناء العراقي بين البراءة والاتهام

مها الخطيب

2006 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعودنا من نعومه الأظافر ان ننام على أنغام الغالية وهي تداعب مسامعنا بموالها عن الغريب والهواء الذي دفع الباب فتوقعته احد الأحباب وبالتالي لا يكون ألا سراب , وترعرعنا على أغاني الحزن والحب وفيروز الصباح وحتى في مناسبتنا الدينية من سنه وشيعه تدخل النغمات الى عالمنا فنطرب في ملكوت الله .
ويجمع علماء النفس والأطباء بان الإنسان يتأثر وهو في بطن أمه بالنغمات من خلال الموجات الصوتية سلبا وإيجابا وتم ملاحظه ذالك من خلال تحركات الجنين في بطن أمه , وحتى أثناء الكلام الاعتيادي فإننا نتأثر ومن دون قصد بنغمه المتكلم وقديما قال الشاعر الإذن تعشق قبل العين أحيانا ويبدو ان شاعرنا تنبأ الى اختراع الهاتف والموبايل في صيد قلوب الناس وخاصة من كان في خريف العمر ككاتبه المقال.
وقد تنبه الطاغية الى أهميه هذا الجانب فسخر أعلامه الكامل لتخليده وأصبح الطفل منا يكبر وهو يسمع أغاني تمجيد الطاغية ونحن نعرف ترسبات العقل الباطن وبالتالي استطاع ان يخلق له هاله تفوق هاله رؤساء أمريكا .
ولكن بعد التحرير كما أحب ان أطلق على الوضع الجديد لئلا اتهم باني من المرتدين او بقايا البعث. ظهرت مشكله الحرام والحلال بصورة متضخمة جدا وكأنما الغاية منها أبعاد الأعين عن حلال تسليب البلد او حرامه وطال الموسيقى حلالها وحرامها , على الرغم من ان الكثير من علماء المسلمين سنه وشيعه أباحوا سماع ألاغاني من غير الطرب والاندماج بها لا وبل اعتمد بعض المطربين والمغنيين على استغلال هذا الجانب من ميول النفس البشرية في الدعوة الى الله كالفنان سامي رسول او استذكار ماساه أبا عبد الله كما يفعل السيد باسم الكر بلائي وهو يدخل طور جديد من المراثي الحسينية .
أذن فالموسيقى قد برئت مؤقتا من تهمه الكفر واللحاد ولكن ما حال الموسيقيين من نقابه مهمشة عانت الأمرين ليس في بابل فقط بل في معظم أنحاء العراق مبتعدين عن الدور الرائع الذي من الممكن ان تلعبه في أذكاء روح الاصاله والمصالحة ولربما من خلالها يتم الاستغناء عن الوزارات المستحدثة التي تكلف البلد الآلاف الدولارات من غير فائدة.
وحتى الحال انعكس على الفنانين الذين قدموا خلاصه حياتهم للفن او البلد وإذا بهم يجدون أنفسهم بعيد عن دعم المجتمع والدولة لهم أليس الغريب بان الشباب العراقي يستذكر بيتهوفن وموزارت حينما يراد ان يشار إليه على انه مثقف وينسى ناظم الغزالي او عفيفة اسكندر او الكثير من الفنانين الآخرين.
وهمس لي احد الفنانين ذات يوم بأنه بدء يخشى الغناء بصورة علنية خوفا من يتعرض لهجمات بعض أفراد الأحزاب الاسلاميه واتجه الى الادعيه والمراثي لان السوق تتجه بهذا التيار.
أتسال أين وزارة الثقافة وتكريم الفن والفنانين؟ وأين الحرية الشخصية وحقوق الإنسان؟
ولماذا نرسم لشبابنا صورة أنهم على وشك الانحراف؟ لماذا لا نترك لهم حرية الاختيار ونعلمهم حصانه النفس أولا او ليس الأجدر بالذي يحاسب على الغناء ان ينتبه الى الاحتلال او الاغتصاب الذي طال رجال ونساء العراق والجوع والفقر والحاجة ؟ أيستكثرون على العراقي حتى الغناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran