الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع فؤاد بالإسكندرية.. أحد شوارع العصر البطلمي في مصر

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2020 / 11 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اكتسبت مدينة الإسكندرية سحرها وجمالها من "زرقة" مياه البحر الأبيض، وأخذت اسمها وعبق ودفء التاريخ من مؤسسها الإسكندر الأكبر، وأخذت بساطتها من طيبة وحلاوة أهلها.
الشوارع في الإسكندرية ليست مجرد طرق فسيحة أو ضيقة تساعد الناس على الحركة، وإنما هي عالم قائم بذاته لها حكاياتها وأسرارها وجمالها وسحرها، ففيها تشتم رائحة التاريخ، وفيها تحس بدفء التاريخ والعصور والمباني القديمة، وفيها ترى بعينك كيف انصهرت واندمجت الحضارات والثقافات والجنسيات المختلفة لتشكل لوحة جميلة بديعة هي عروس البحر الإسكندرية.
شارع فؤاد وتاريخ الإسكندرية
شارع فؤاد هو من أقدم شوارع العالم ومدينة الإسكندرية، فهو يحكي تاريخ المدينة عبر عصورها المختلفة، فهذا الشارع سجل تاريخي فريد ونادر ما زال يحتفظ بمعالمه ومعالم الإسكندرية منذ تأسيسه أول في مرة في العهد البطلمي عام (331) قبل الميلاد ورغم تعاقب العصور والحضارات عليه إلا أنه ما زال في "الخدمة" لا يكل ولا يمل يستقبل الجميع بصدر رحب.
تعدد اسمائه حسب تعدد وتجدد العصور من حوله، فهو الطريق "الكانوبي" في أول عهده، وشارع "رشيد" بعد الفتح الإسلامي، وطريق الحرية، وشارع جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو1952م، لكنه احتفظ باسمه المحبب إلى لسان البسطاء وزوار الإسكندرية – شارع "فؤاد" نسبة إلى الملك فؤاد.
كان شارع فؤاد في السابق مركز الأدب والفنون في مدينة الإسكندرية، حيث عاش فيه شارع اليونان العظيم "كفافيس"، كما كان الشارع محل اهتمام الأدب العالمي فرواية "رباعية الإسكندرية" التي تعتبر من أهم روايات الأدب العالمي فقد كتب فصولها وشخوصها وعوالمها – الروائي الإنجليزي "لورانس داريل" بالقرب منه حيث كان يعمل.
موقع شارع فؤاد وأهم معالمه التاريخية والأثرية
يقع شارع فؤاد بمنطقة وسط الإسكندرية في "محطة الرمل" ويمتد منها حتى "حي المنشية" وتتفرع منه عدة شوارع ومناطق أشهرها شارع "النبي دانيال"، ومنطقة "كوم الدكة" القديمة.
كل منشأة بشارع فؤاد، أو مبنى، أو أثر لها حكاية وتاريخ طويل، فقسم "العطارين" الواقع في أوله كان مركز الحراسة البريطانية الرئيسي بمدينة الإسكندرية، وبالقرب منه كان يوجد نادي هو ملتقى الجاليات اليونانية والإيطالية والفرنسية والانجليزية هو الآن مركز الحرية للإبداع.
ما زال شارع فؤاد يحتفظ بأغلب معالمه التاريخية، فهو يحتفظ حتى هذه اللحظة بمباني يعود تاريخها إلى قرنين من عمر الإسكندرية، منها ما يتميز بتفاصيل العمارة اليونانية والإيطالية مثل المتحف اليوناني الروماني، ودار “أوبرا اسكندرية" أو (تياترو محمد علي سابقا) التي بناها وصممها المعماري الفرنسي "جورج بارك"، وتغير اسمها سنة 1962م إلى "مسرح سيد درويش" الذي هو الآن أحد فروع أوبرا الإسكندرية.
كما سيطرت العمارة الفرنسية والإنجليزية على شكل منازل ومباني الشارع فما زالت المطاعم والقهاوي القديمة على "حالها" تحتفظ بكل تفاصيلها ومعالمها وتاريخها وتاريخ الشارع عبر عصور وأزمنة الإسكندرية المختلفة.
كما يضم الشارع مسجد العطارين، ومبنى متحف الإسكندرية القومي، والذي كان بالأساس فيلا لتاجر أخشاب يوناني اسمه "باسيلي" الذي قام بتشييدها على الطراز الإيطالي الحديث، وظل بها حتى عام 1954م ثم باعها للسفارة الأمريكية، ثم عادت إلى المجلس الأعلى للآثار في عام 1996م.
في نهاية شارع فؤاد توجد "ساعة الزهور" التي ما زالت تدق عقاربها بانتظام ودقة وتقف شامخة أمام "حدائق الشلالات" التي تضم بقايا آثار الإسكندرية الإسلامية مثل الأسوار القديمة، وصهريج الشلالات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح