الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القناعة كنز لايفنى

صبيحة شبر

2006 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مثل من الأمثال ، التي يتردد على اللسنة ، وقد يصدق او يخيب ، المثل يمثل نوعا من الكلام المأثور ، يطلق لبيان الصحة في موقف من المواقف ، او يستشهد به في حادثة معينة ، فما هي الأمثال ؟ هي كلمات قلائل لها معان كبيرة ، وهي تعتبر سائرة لان الإنسان يمكن ان يكررها او يذكرها ان أراد ان يبين حقيقة شيء من الأشياء
ولكني أجد هذا المثل لا يعبر تماما عن تطلعات الإنسان الحالية ، والتي أخذت تتزايد يوما بعد يوم ، فماذا نعني بالقناعة ؟ هي الاكتفاء بالشيء الذي تمتلكه أنت ، ولكن لماذا نقنع ما دمنا نستطيع ببذل قليل من الجهد او كبيره ان نحسن حالنا ، قد يضرب المثل ان وجدنا إنسانا يبذل كل الجهود ، ويناضل ويكافح دون ان يستطيع تحسين ظروفه ، وبدلا من ان يصيبه اليأس ، ويتغلب عليه القنوط ، نطلق امامه ذلك المثل ، أي اسمع أيها الإنسان ، ليس هناك أفضل مما كان ، وانك رايت ان جهودك التي بذلتها لم يكتب لها النجاح ، وان صعوبات كثيرة اعترضت طريقك ، وانه من الأحسن لك ان تغير طموحك وتختار شيئا آخر ، تناضل من اجله ، لأنك حتما سترى النجاح ، وان الفشل لا يبقى ملازما لك ما حييت
وغالبا ما يضرب هذا المثل في الأمور الاقتصادية ، بمعنى ان العامل الدءوب لايمكن ان يكون تاجرا كبيرا ، وان عليه ان يفنع بان حاله لا تتغير أبدا ، فمهما بذل من جهد ، وحرق من أعصاب ، سيظل عاملا بسيطا ، والافضل له ان يقنع بان ليس كل أمريء بمقدوره ان يضحى تاجرا ، وان الإنسان مقدر عليه رزقه
ولكن هذا المثل لا يصح بالعلم ، الذي مهما اكتسبه المرء يظل في نظر نفسه جاهلا بحاجة الى ان يتعلم كل يوم شيئا جديدا ، فالعلوم لاتحد ، وهي في تطور مستمر ، وكل يوم اختراعات جديدة ، واكتشافات لم يتوصل اليها المكتشفون الا قريبا
فلا يمكن القناعة بالعلم ، لان المرء مهما بلغ من دراية وعلوم ، ان رضي عن حاله ، وظن انه وصل العلم ،، وأحرزه فقد جهل .
والقناعة في الأمور المالية نجدها اليوم من الاشياء العسيرة ،،لايمكن ان نصل اليها في حياتنا ، ان كان الموظف البسيط الذي يحصل على راتب محدد كل شهر ، يستطيع التوفير في الايام التي مضت ، ويقدر ان يسافر ويتمتع برؤية المعالم الجميلة التي تتوفر عليها البلدان المختلفة ، فان هذا الموظف اليوم ومهما بذل من جهود مضنية ، وعمل طوال ساعات الصباح والظهيرة ، من اجل ان يحسن وضعه المالي ، فان جهوده ستمنى بالفشل الذر يع ، فالأحسن له ان يقنع ، لان الحاجات التي يريد الإنسان الحصول عليها في ازدياد ، كما ان قيمة العملة التي يستطيع بها ان يوفر حاجاته في تراجع مستمر ، أليس من المناسب له ان يقنع ؟ وان يتوصل الى حقيقة مفادها ان العين بصيرة واليد قصيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ


.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا




.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج