الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2020 / 11 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حسناً، من سيفهم؟!
بعض ما صادفني وقرأته منذ الأمس وحتى اليوم بدا لي كافياً للقيام بهبة جديدة مما أسميه دائماً نوعاً من الكتابة الجادة، ومرة أخرى يصب موضوعي في مجال الـ (Gender Linguistics)؛ حتى وإن غص في حلق الرغبة استنكار غير مستحسن، على غلالة لا تخفي عورة أو تعويرة أو خرم ما في جوف تضريسة.
إلا أن تصدقوا بأني لا اكتب هذا من باب ملء الفراغ أو شغر العطالة، وإنما من باب الشعور بالمسؤولية في أدنى مستويات الفعل بموجبها، لأي شخص يقرأ كلماتي الليلة، أقول:
[1]
حينما لا تستطيع أن تُصّرِف عقلك وتفكيرك بين كفتين، أو أن تتصور الأمور كما تجري بين ثنائيات تتألف دائماً من ضدين، وألا ترى- بهذا الذي تظنه عقلك- هذا القانون الكوني؛ فهذا يعني أنك تستخدم عقلك بطريقة لا تختلف كثيراً عن استخدامك لمؤخرتك..؟!- أرجوك، لا تشعر بالإهانة، لأني ما قلت إلا الحقيقة، صدقني.
[2]
مرة أخرى، سأقول لك أمراً أيها الشخص العادي الذي يقرأ كلماتي:
لست وحدك من يستخدم عقله كما يفعل مع مؤخرته، بل هناك الكثير ممن يفعلون ذلك، ويطلقون على أنفسهم ألقاباً مثيرة، مثل: مثقف، نخبة، جندري، متنور.. وأنعات مثل هذه وأخرى مما شابه..!!
لكن، هل سمعت عن أحد من هؤلاء الأنعات البهيمية أنه رفع شعاراً مناهضاً للتلوث البيئي والاختلال الرهيب الذي يمكن أن يتسبب به انتشار (المثلية الجنسية) في النظام الحيوي الطبيعي؟!- فكر بالأمر جيداً من زاوية بيئية ستجد أن المثلية بطبيعتها فكرة مناهضة للبيئة والطبيعة، وحاول أن تقف أمام السؤال المقلق: لماذا يرفع البعض شعار الدفاع عن المثلية بكل ذلك التبجح والفخر الإنسانوي مع أنها فكرة غير انسانوية اطلاقاً، أي لا تفضي الى انتاج انساني اطلاقاً..؟!
حينها ستجد الجواب التالي شاخصاً أمامك:
لأن عقولهم تستخدم من قبلهم بطريقة لا تختلف كثيراً عن استخدامهم لمؤخراتهم.. فهي مجرد أوعية لنقل وتسريب كل ما يتلقفونه لا أكثر..
أثناء قراءتك هذه أيها الشخص العادي، يمكنك اليوم ولأول مرة في حياتك أن تتأمل في العلاقة الدفينة والعميقة بين كلمتيّ: #المتلقف، و #الملقوف، وأن تدرك أن #العقل_المؤخرة لا يشعر بحاجته الى سروال يستر عورته، بل يتمادى في الفجور والتعري عن طريق #التلقف و #اللقافة..!!
[3]
كما يمكن للجندري المتلقف والملقوف ألا يظل مثلك أيها الشخص العادي في هذا الخوض على خط ممتد سواء، لأنك ستجده يرفع شعاراً آخراً مناهضاً لتعدد الزوجات مثلاً..؟!
ومع أن تعدد الزوجات قد يكون مدفوعاً بأسباب واحتياجات واقعية لا ينبذها عقل أو يحتقرها منطق، فكيف إذا كان دافعه الحب مثلاً، من ذا يملك أمر قلبه.. والقلب ليس عضوا تناسلياً على كل حال..!!- إلا إنك تجد الجندري الملقوف وهو يبالغ جداً في اعتبار الحرية الجنسية حقاً مكفولاً غير مقيد لكل إنسان، ويقسم أغلظ الأيمان وأوهنها بأن لأي منا إذا آمن بحريته المطلقة أن يستخدم ويتصرف بأعضائه التناسلية كما يشاء، ومع من يشاء، وأن لا فرق في أن يكون ذلك بين حد أعلى أو حد أدنى من عدد الرجال أو النساء، بل ومع أكبر قدر من الخنازير والخراتيت الماصة، فقط إذا أراد..!!
ولكي لا تقوم حجة لمنطق، سرعان ما يحاول العقل الجندري المميز الفطن أن يبهتك، ويسألك بخبث: وإذن، هل كنت لتسمح للمرأة بأن يتعدد أزواجها؟!
لكنه كبهيمة جندرية تقليدية، لم ولن يسأل نفسه: من ذا بوسعه أن يمنع امرأة أن تفعل ما تشاء إذا هي أرادت، فإذا كان بوسع أي امرأة في الشرق والغرب أن تتحلل من قواعد وقوانين الزواج، وأن تعيش بُعرف قلبها وهوى عشقها مع اثنين أو ثلاثة أو تسعة عشر، فلسوف تفعل..
إننا نشاهد هذا بثاً واقعياً في كل بلاد الدنيا.. لكن العقول المؤخرات لا ترى الأمور إلا من جهة واحدة..!!
لما لا ترى هذه المؤخرات أن المسألة لا تتعلق دائماً بالحرية، بل وبالالتزام والمسؤولية أيضاً.. وأنها كثيرة تلك الواقعيات التي تفرضها تدافعات الضرورة والإمكان على منطق الروح الاجتماعية التي يتميز بها النوع الحيواني الوحيد العاقل على كوكب الأرض.
[4]
ختاماً، هل فكرت اليوم مثلاً أن تدخل مكتبة وأن تتخير لعقلك فيها كما لو أنك تتخير من قائمة المأكولات في مطعم ما..؟!- وإن لم تك قد فعلت اليوم، فكم مرة فعلت هذا خلال أسبوع مضى؟!- لا تكذب..
بخيط ايجاز، أنهي الأمر.. هكذا:
ليس النقص فحسب هو ما يحركنا للحصول على رغائبنا وتطلعاتنا، فهناك أيضاً من تدفعه وتحركه الرغبة في الاقتراب من أقصى درجات الكمال، وليس الجوع والحرمان هو ما يدفعنا الى فعل شيء يساعد على ملئ بطوننا؛ فقد يدفعنا الشعور بآلام الآخرين وجوعهم لنفعل أشياء تساعد في ملئ بطونهم، إلا إننا سنكون بكرم البهائم إذا اعتقدنا أن الأمر يتوقف عند حدود ملئ الأمعاء وتفريغ الخصي والقنوات التناسلية فحسب..
القلب والعقل والفكر والروح والنفس، كلها ملكات فينا تجوع وتحتاج الى ما نملأها به دائماً..!!
قوموا الى فراشكم.. تباً لكم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور


.. المحامية سيرين البعلبكي




.. مشاركة المرأة في القيادة ـ النساء في البلديات محور ورشة عمل


.. ورئيسة اللجنة العلمية بالاتحاد العام للأطباء البيطريين التون




.. أغنية المرأة العربية