الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صناعة الشواش الاصطلاحي
مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب
(Mousab Kassem Azzawi)
2020 / 11 / 17
المجتمع المدني
حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي
فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بأن هناك جهوداً موجهة من قبل نظم الهيمنة لأجل تغيب المدلولات الحقيقية للمصطلحات والمفاهيم المتعلقة بمصالح الفئات الشعبية على اختلاف مرجعياتها لصالح تشكيل وتوطيد نموذج أشوه من الوعي الجمعي غير قادر على تلمس حقيقة وجوهر الأسباب الكامنة وراء الأزمات البنيوية والعضوية التي تعصف بالمجتمعات العربية في غير موضع من الخارطة العربية؟
مصعب قاسم عزاوي: صناعة الشواش المعرفي والمنهجي، صنو عضوي لمبضع الرقيب وسياط العسس والجلادين في النظم القمعية على اختلاف تمظهراتها الخارجية التزويقية التي لا تغير من جوهرها البنيوي والوظيفي الاستبدادي. وتقوم لعبة الشواش المعرفي على تحميل المفاهيم بحمولة معرفية اصطلاحية ذات طابع دخيل وغرائبي في غالب الأحيان يتناقض مع الحمولة الفكرية لذلك المفهوم في صيرورة تكوينه في سياق الإنتاج الفكري التاريخي العربي أو العالمي.
وكمثال صارخ على ذلك يمكن الإشارة إلى التفارق المهول بين المدلول التلفيقي للسياقات المفهومية المرتبطة بمصطلحات الوحدة والحرية والاشتراكية في الخطاب الاستبدادي العربي وفق نهج الطغم العسكرية البهلوانية. إذ أصبحت الوحدة تعني تبرير الاحتراب بين الأشقاء مبرراً بضلال أحدهم عن جادة الصواب الإيدلوجي، ووحدة وطنية عمادها الاستكانة المطلقة لآليات المستبد في التغول على كل بنيات المجتمع وموارده عمقاً وسطحاً وعمودياً وأفقياً. وصارت الحرية تعني تحرراً من الاستعمار على مستوى الخطاب السياسي الرغائي دون أن يجرؤ كائن من كان على التفكر بأنها قد تعني في أحد أوجهها حرية للتعبير والتفكير والمشاركة في إدارة المجتمع والتحكم بمصادر الثروة ومآلات المستقبل فيه.
أما الاشتراكية فأصبحت تعني التشارك في محنة الحياة في ظل القمع والاستبداد بين أولئك المتشاطرين في لحمة تلك المحنة التي ليس لها من معنى وفق التعريف الأشوه للاشتراكية سوى استقالة مطلقة من كل ما هو جمعي لصالح «ديموقراطية شعبية» تقوم على أن «الطليعة الثورية» ممثلة بهيكل «الدولة الأمنية» أدرى بمصلحة شعوبها «الغير قادرة على تلمس مصالحها»، وهو ما يستدعي منها استسلاماً مطلقاً لإرادة جلاديها الأدرى والأقدر على القيام بذلك، فَهُمْ من تنزل عليهم الوحي «الاشتراكي» الذي سوف يقودهم وفق منطق «الحتمية التاريخية» لتحقيق مصالح شعوبهم «الجاهلة» التي لا بد لها وفق ذلك التفسير الأشوه لمفهوم الاشتراكية من التحول إلى «قطيع من الرعاع» لا خيار له سوى بالصبر والمصابرة على واقعه المرير الذي يكاد أن يكون مواتاً اجتماعياً مقيماً، والتضرع «للقائد الفذ الملهم» و«طليعته الأمنية الثورية» التي ليس سواها من مخلص له من تلك المعاناة حتى لو اقتضى ذلك استمراءه لكيِّ آخرِ الدواءِ الذي يعني في المنظار الاجتماعي الاستبدادي «إدراك الراحة السرمدية» بارتحال أبدي عن الحياة الدنيا.
وقد يستقيم في هذا المقام تذكر تلك التهمة الرنانة التي تفاخر بها العديد من النظم الاستبدادية العربية، ألا وهي «مقاومة النظام الاشتراكي» القائم في كل منها فعلياً بقوة الحديد والنار، والتي لم تكن عقوبتها لتتحدر عن «الإعدام» على مر العقود العلقمية من عمر الاستبداد العربي المقيم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اعتقال ضابط إسرائيلي بإطار قضية التسريبات الأمنية.. ما التفا
.. هاريس وترامب يحاولان استقطاب الأقليات في ولاية ويسكونسن
.. كلمة الأمين العام للأمم المتحدة خلال فعاليات المنتدى الحضري
.. كلمة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البش
.. تغطية خاصة | طرابلس تحتضن النازحين إليها من جنوب لبنان والبق