الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد الملام على إهانة رموز الإسلام

عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)

2020 / 11 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تقذف وسائل الإعلام يوميا بعشرات من الأخبار المحلية والعالمية، وتستغل شبكات الإعلام والمخابرات المحلية تلك الأخبار لتجعل منها محور نقاش لأيام وأشهر، من أجل غض الطرف عن موضوعات محلية مصيرية، ففي ليبيا كان الإهتمام بالكهرباء، ثم بالسحر وتنظيف المقابر منه، وأخيرا تصريحات ماكرو المسيئة للنبي محمد، وترك مواضيع جوهرية مصيرية يتم حبكها في حوار تونس، بالمثل في مصر يتم التركيز على سد النهضة وحرب الإرهاب في ليبيا وتصريحات مكرو، ولا يتم الإهتمام بإنتخابات المحافظات التي تعاني من عزوف عن المشاركة بها ولا المشاكل الإقتصادية المتراكمة، وبالمثل في سوريا والعراق وحتى الجزائر التي أصبح الشغل الشاغل مرض تبون بكرونا.
مشكلة المسلمين مع الغرب ليست مشكلة دينية بل مشكلة ثقافية، فالمسلمون يريدون معاملة خاصة بهم خارج منظومة حرية التعبير، تتلائم مع مشاعرهم الدينية، وهو مالم يتم الأتفاق عليه مثل ما حدث لهلوكوست اليهود والعنصرية للسود والتمييز النسوي. وكان الرد دائما من شباب مسلم متهور بالتفجير أحيانا والقتل في الكثير من الأحيان لشخصيات تحترم حرية الكلمة والرأي بمقتضى قوانين تلك الدول.
صور الرسول تم تناولها من رسامين منذ العصور الوسطى، ففي كتب "حياة محمد" لسيور الفرنسي سنة 1719م وبوردو الهولندي سنة 1699 م ظهرت صورة النبي على الغلاف، وإستمرت الصور حتى 30 سبتمر 2005 م عندما نشرت الصحيفة الدينمركية رسوم مسيئة للنبي، واعيد نشرها في صحف ألمانية وفرنسية ونرويجية وغيرها، إضافة إلى أفلام ورسوم كريكاتورية وكتاب سلمان رشدي المثير للجدل وغيره من الكتب.
إستهزاء الغرب الحالي لا يختلف عن إستهزاء رجالات قريش بالنبئ محمد، والمتمثل في تسليط السفهاء عليه ووضع القاذورات في طريقه، بل محاولة قتله، وهو ليس رفضا للنبي كشخص بقدر ما يكون رفضاً الدين كله، لأنه يعرض ثقافة تختلف عن ثقافتهم، وحتى بعد فتح مكة ودخولهم الإسلإم عن كراهة نكصوا على أعقابهم وبنوا ممالك ودول لا علاقة لها بالإسلام. ولقد خاطب الله في كتابه الرسول الكريم بأن هولاء لا تقيم لهم وزنا حيث قال " إنا كفيناك المستهزئين" الحجر:95. (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) [الأحزاب:57].
بالمقابل لم نرى صور "مسيئة لله" عز وجل، ولم نرى صور مسيئة لكريشنا أو لأبقار الهند رغم ترويج الهنود بأن بول البقر فعال لعلاج كرونا، ولم نرى صور مسيئة لكنفوشيوس، لأن الهدف ليس الدين الإسلامي والقرآن المجيد ولكن تصرف المسلمين وثقافتهم التي لا ترقى إلى مستوى التعاليم القرآنية.
هناك 30 مليون مسلم هربوا من بلدانهم الإسلامية وإنضموا إلى كانتونات في معظم الدول الأوروبية، وهناك الملايين ينتظرون اللحاق بهم لأسباب إقتصادية، فهم مسلمون رافضون للإندماج ويحاول بعضهم تكوين مجتماعات إسلامية – فرنسية أو هولندية أو إنجليزية، بل هناك من يطالب بتطبيق الشريعة في دول المهجر، ويعيش معظمهم على مساعدات الضمان الإجتماعي لتلك الدول المظيفة، ولا شك هناك خبراء وصناعيين وفنيين يساهمون في العجلة الإقتصادية لتلك الدول، رغم ذلك لم تسلم دول الغرب من تفجيراتهم في باريس ولندن ومدريد.
الغرب لم يحارب المسلمين كما حارب بعضهم بعضا، فرغم أن الدول الإسلامية حباها الله بالنعم الكثيرة فهي الأكثر حروباً وتوثراً والأكثر فقراً والأكثر ردحا تحت الإستبداد، والأكثر فساداً لترواثهم وهدرا لإمكانياتهم وهم في آخر القائمة لكل ما هو جيد والأول في كل ما هو مسئ في مؤشرات التنمية البشرية للأمم المتحدة. بل أن المسلمون هم من يستعينوا ويستقوون بالكفرة الروس الملحدين في ليبيا وسوريا ومصر والإمارات وجعلهم أوليا لهم، وهي إساءة لله ورسولة حيث يقول " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون" [المائدة:80 ، 81].
من الحكمة أن لا نلوم غيرنا بقدر لوم أنفسنا، فأموال المسلمين تذهب إلى جيوب السفلة ليهربوا بها إلى بلدان الغرب، وشبابنا يتقاطر عبر البحر ليظفر بمستقبل سئم إنتظاره في بلاد المسلمين، وشعب نائم فوّض المستبدين أمره، وحروب ونزاعات لا تنتهي، وضياع للوقت بلا حسيب ولا رقيب، ومدن غارقة في الظلام والقمامة.
إن الحل هو أن يتم تفسير الإسلام كما جاء في الكتاب الحكيم وليس كما توارثه تاريخ الإسلام، وهذا يواكب روح العصر بأن تهتم الأمم الإسلامية بنفسها ليتم لها التمكين في الأرض فتُحترم لقوتها وعزتها وقيمة شعبها وإنسانية مواطنيها ورقي بلادها، فتكون كما قال الله مستخلفة في الأرض: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ النور 55.
أما المقاطعة كما ينادي بها البعض فهي رمزية أكثر من أن تكون ذات جدوى، فالتجارة البينية تتم بين الدول الأوروبية وأمريكا ولا تشكل واردات المسلمين من فرنسا إلا جزاً يسيرا، فما حجم بيع العطور الباريسية لذا المسلمين؟ وكم إستهلاك المسلمين من عصائر العنب المسكرة؟ وما حجم مبيعات رينوا وبيجوا وموترولا وحتى إيرباص عند المسلمين؟
فكما أن الشيطان وعد زبانيته من الكفرة وأخلف وعده، وقال لهم لوموا أنفسكم، فإن المسلمين قد إبتلعوا وعود المستبدين لعقود طويلة الذين أخلفوا وعدهم، وما علينا إلا أن نلوم أنفسنا وليس الغرب الذي يبحث عن مصالح شعبه. ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ سورة إبراهيم: 22.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري