الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تمنطق فقد تزندق !!!

يوسف حمك

2020 / 11 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقول التي بقيت رهينة عصور الجهل و الظلام ، لن تستطيع أن تقطف منها ثمار النفع و الجود .
و لن تكسب الرهان من فكرٍ مازال أسير الماضي السحيق ، ولا أن تجني من ذهنٍ مشحونٍ بحكاياتٍ خرافيةٍ سوى الخزي و الخيبة .

طقوسٌ باتت تقاليد الجهل ، تُمارس بحكم العادة ، تغيب منها الدين.
و دينٌ يستثمره أباطرةٌ ، إما للانحناء بمجرد ذكر أسماء أشخاصٍ - أضفوا عليهم صفة القداسة - ماتوا قبل مئات القرون - و إما الفناء هو المصير المحتوم .

قالوا : " إن الدين هو مرادفٌ للأخلاق "
فأين الأخلاق من عقيدةٍ دعائمها الأساسية هي قانون العقاب و الثواب ؟!
عقاب المقصر جزاؤه القتل و الذبح و قطع الرقاب - و إن شئت زهق الروح بالحرق - . أما الثواب فهو الفوز بالجنة الموعودة !!!

و ماذا لو اقترن تقديس العبادة باحترام الإنسان و تقديس كرامته ؟!
أليس قاطع الرؤوس هو الأكثر حرصاً على أداء الفروض و مناسك الدين ؟!
فأين بناء الأوطان من ضرب الرقاب ؟! و أين صنع الحضارة من ذبح الناس للفوز بنكاح الحور الحسان الموعود ؟!

تصحيح الدين من العنف و المذهبية و إلصاقه بالأخلاق و الدماثة حسب المعايير الإنسانية و الاحتكام للعقل أمسى واجباً ، و على قاعدة : " الدين لله و الوطن للجميع "
و إلا فإن راقصة ملهى ليليةٍ تكون أوفر أخلاقاً من رجل دينٍ ورعٍ يفتي بإباحة صناعة القتل ، و الجهاد بالذبح و ضرب الأعناق .
أليس في إفتاء الأخير الملتحي انهيارٌ للحس الأخلاقيِّ ، و إطفاءٌ لشمعة الحياة الحرة الكريمة ؟!!!

منذ مئات القرون و قد جثَّموا فوق العقل ، حاصروه ... اربكوه ... أغلقوا نوافذ انفتاحه ... تحكَّموا بروافد تغذيته بإطلاق رصاصة فتواهم : " من تفلسف فقد تمنطق ، و من تمنطق فقد تزندق "

أوهموا العقل : بأن المنطق و قول الحق زندقةٌ ، أما توجيه النقد لتصحيح المسار فكفرٌ و إلحادٌ . و ياللهول !!!!
فالعقل هنا يُجرد من سلاحه أمام تعنت الموروث ، و عن الاجتهاد الحر يتوقف !!! ، و مقابل هيمنة العقيدة التراثية يغرق في مستنقع محنته الخانقة .

و الأنكى هو التناكح بين النفوذين السياسي و الديني ، للتنكيل بالعقل و إرهاقه بضنك العيش ، لرفعه راية الاستسلام و المواظبة على نقل القديم و نسخ الموروث و عرض فكرة السلف .

في ظل غيبوبة العقل هذه ، لاإنتاج للفكر ، ولا إبداع لثقافة الجهل !!
لذا فقد استوجب تطوير العقل بالنقد ، و تحديث الفكر بكشف السلبيات ، و انعاش الذهن بالتحرر من الخزعبلات و الأفكار الظلامية و الأيديولوجيات الراكدة ، و شتى أنواع المعوقات .
لولادة البناء و الرقي ، و استنهاض الإبداع ، و تألق كل شيءِ برونق الجمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى


.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو




.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار


.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء




.. 41-An-Nisa