الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشبراويشي وقصة كولونيا (555) وكولونيا (55555)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2020 / 11 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كولونيا (555)، وكولونيا (55555) ماركة مصرية عالمية معروفة، وهي عبارة عن "عطور" تحتوي على نسبة تتجاوز الـ (70%) من الكحول.
بدأت قصتها في اربعينيات القرن الماضي على يد "الصنايعي" حمزة الشبراويشي أحد ضحايا "التأميم" الناصري، وأصبحت بمرور الوقت "جزء" من ثقافة المصريين وربما العرب المتعلقة بمستحضرات التجميل.
كولونيا (5 خمسات) أو (تلات خمسات) هي عطر ليموني "أصفر" له ذكريات خاصة في حياة المصريين والسودانيين وبعض العرب، فهو كان القاسم المشترك في أحزان وأفراح وثقافات البيوت العربية خاصة المصرية منها، وفي صالونات الحلاقة، وجهاز العروس، فهو مطهر ومعقم ومعطر، واليوم يستخدم للحماية من فايروس "كورونا المستجد".
كيف بدأت حكاية كولونيا "تلات خمسات"
بدأت بقصة كفاح طويلة في أربعينيات القرن الماضي، في شوارع الموسكي والحسين والعتبة الخضراء، على يد "حمزة الشبراويشي" ابن قرية "شبراويش" التابعة لمحافظة الدقهلية.
قدم حمزة إلى القاهرة وهو لا يحمل شيئا من "متاع الدنيا" سوى موهبته المتفردة في "تركيب" العطور، فلقد كان أحد الصنايعية المهرة في مجال صناعة "أسنسات" العطور.
استقر "حمزة" في بداية أمره في منطقة "الحسين"، وافتتح له "محلا" صغيرا لتركيب وبيع العطور التي يصنعها بنفسه، ثم فرعا في "الموسكي"، ثم منطقة وسط البلد. وبعد أن استقرت أحواله المالية اشترى قطعة أرض في منطقة دار السلام المعادي وحولها إلى أول مصنع لصناعة العطور في مصر.
قصة التأميم ونهاية الشبراويشي
نستطيع أن نتفهم إذا طال "التأميم" شركات ومؤسسات أجنبية، أو رجال أعمال مصريين مرتبطين بتلك الدوائر الاقتصادية التي يستهدفها التأميم. ولكن ما لا نستطيع فهمه هو أن يطال "سيف التأميم" رجال أعمال وطنيين اعتمدوا على أنفسهم وكافحوا و"طفحوا المرار" من أجل دفع عجلة الاقتصاد الوطني أمثال (الشبراويشي، وعلوي الجزار).
لم يكن يخطر ببال "الشبراويشي" حتى في الأحلام أن يتحول مصنعه الذي سهر الليالي والأيام من أجله أن يتحول من مصنع منتجا للكولونيا إلى "مكب" للقمامة، وأن يصبح قصره الفخم في المعادي مقر إقامة للسفير الإسرائيلي بالقاهرة منذ سنة (1980م).
فقد "راح" الشبراويشي ومصانعه وأملاكه ضحية التأميم الناصري، فقد فرضت الحراسة عليه، وبيعت كل ممتلكاته واسمه وعلامته التجارية ومنزله بمبلغ "رخيص" لم يتعدى (165 ألف ج. م).
أصل الحكاية يعود إلى سنة (1965م) عندما أصيب الشبراويشي بجلطة وسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج، وبعدها إلى لبنان لتفقده أحد مصانعه هناك، ففسرت سلطات التأميم بناء على "وشاية" أمنية أن الشبراويشي يريد تصفية أملاكه في مصر ويستقر في لبنان، فسارع سيف التأميم إلى "جز" رقبته. فبقي في لبنان إلى أن مات "بالحسرة" وعاد "رفات" ليدفن في مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم