الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج المسيحي من المسلمة فى العقيدة المسيحية

محمد مصطفى عبد المنعم

2020 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بمجرد أن أعلن الأزهر تحريم زواج المسلمة من غير المسلم انهال الهجوم عليه بتهم الرجعية وضيق الأفق دون النظر على أن الأزهر فقط وضح أحكام دينية تلزم فقط المسلم المؤمن بها دون غيره ، لذا وجب علينا لتكتمل الصورة توضيح موقف المسيحية من الزواج من غير المسيحي .

فى البداية وضع القديس بولس الرسول قاعدة فى التعامل بصفة عامة والزواج بصفة خاصة حيث يقول فى رسالة كورنثوس الثانية الأصحاح السادس "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لأنه أية خلطة للبر والإثم. وأية شركة للنور مع الظلمة. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال. وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان. فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا. لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسًا فأقبل كم. "

وهى خاصة بالتعامل بصفة عامة بين المسيحي وغير المسيحي و يستخدمها الكهنه الاورثوذكس فى تبرير رفض الزواج الذي يتم بين المسيحية وغير المسيحية او غير مسيحي مع فتاة مسيحية على حد سواء ، وجدير بالذكر ايضا ان غير المسيحي سواء كان مسلم او يهودي او ملحد او بوذي او صاحب اى دين مختلف يطلق عليه مصطلح " غير المؤمن " .

ولا يشمل ذلك فقط على منع الزواج بين المسيحية وغير المسيحية بل ورفض أيضا الزواج بين الطوائف المخالفه ، فلايجوز زواج الاورثوذكسى مع معتنقى المذاهب الأخرى البروتستانت والكاثوليك او السبتيين وشهود يهوه . لذا نجد شرح تفصيلى فى موقع " كنيسة الأنبا تكلا " الأورثوذكسى ردا على سوال هل يمكن الزواج من غير المؤمنين؟ ولماذا؟ ، فنجد فى الأجابة ما يلى نصا " فإذا كان من التصق بزانية فهو جسد واحد.! فما بالك بمن يتزوج بامرأة غير مؤمنة.. ألا يصيرا جسدًا واحدًا ؟!! وكيف يصير هيكل الله واحدًا مع هيكل الأوثان؟!! هل هذا يوافق إرادة الله؟!! وأين ذلك من قول السيد المسيح "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان" عن الزواج المسيحي المقدس " .

بل ونجد أيضا " إن الزواج في المسيحية هو على مثال أتحاد والرجل في المسيحية هو رأس المرأة، والمرأة تخضع للرجل خضوع الكنيسة للمسيح فكيف يقوم هذا المثال في تلك الزيجة ؟
• وكيف يكون الرجل هو مثال المسيح في الأسرة إذا كان إنسانًا غير مؤمن؟ ولذلك فإن التصريح بزواج المسيحي من غير المسيحي هو تدمير للحياة الزوجية من منظار المسيحية. "


وفى نهاية الرد نجد تعليق لتوضيح العقيدة الأورثوذكسية كالتالى " ولهذا فنحن نؤكّد بكل يقين أن المسيحية لا تقبل بزواج لا يشترك فيه الطرفان في الإيمان والعقيدة والحياة الروحية والمعمودية الواحدة (نحن في كنيستنا لا نوافق على الزواج المختلط سواء بين مذهبين مختلفين أو طرف مسيحي أرثوذكسي بطرف غير مؤمن.)، ولا يمكن أن يتراجع لكي يرتبط بجسد غريب، وإذا كان الكتاب المقدس في العهد القديم قد نهى عن الارتباط بغير المؤمنات من النسوة الأجنبيات حتى أن عزرا قد طرد جميع النسوة بعد زواجهن، ونادى بتوبة للشعب عن هذا الأمر (انظر سفر عزرا 10: 2-17) ، فكم يكون الحال في عهد النعمة والقداسة والبنوة لله والأسرار المقدسة " .

الأ ان الوضع مختلف فى المذهب الكاثوليكى والبروتستنانتى حيث يجوز الزواج من مخالفى الأديان والمذاهب حتى لو كان الزواج مع طرف ملحد ، وهو مايثير أستغراب ورفض الكهنه الأورثوذكس ، لذا فموقف الازهر متوافق مع موقف الكنيسة الأورثوذكسية فى رفض ان يكون الزوج غير مؤمن ، الأ ان الأزهر فى نفس الوقت يجيز أن يتزوج المسلم يغير المسلمة .

جدير بالذكر ان اباحة زواج المسلمة من غير المسلم ليست جديده وكان من ابرز المروجين لهذا الراى هو المفكر الاسلامى السودانى " حسن الترابى حيث اباح ذلك فى عدة لقائات تلفيزيونية وجدد ذلك على حسابع على الفيسبوك بتاريخ 17 نوفمبر 2013 قائلا " دائماً يرد التمييز بين المشركيين واهل الكتاب وهؤلاء يبيح لنا الاسلام الزواج من نسائهن المحصنات ، ولكن الله سكت عن غير ذلك، وما سكت عنه فهو مباح نتحرك فيه حسب دواعي الدين العامة، فأن كانت تغلب الفتنة في زواج امراة ما من رجل كتابي فإننا ننصحها بعدم الزواج منه ، واذا تبين أنه في ذلك المجتمع
• الذي ستعيش فيه لا تفتن المرأة عن دينها فذلك كتروك لها وهذا ايضاً ينطبق علي المسلم الذي يريد أن يتزوج من كتابية "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي