الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكر وعش سعيدا (نظرة تغني الحياة)

حارث زهير الحكاك

2020 / 11 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الأفكار هي مجرد أفكار ولكنها قد تصبح حقيقية إذا ما تصورت هذه الأفكار في عقلك بصورة مستمرة. ( يعتقد البعض انه من الصعوبة أن تتصور الأفكار، وبصورة مستمرة. فهم يعتقدون أن هذه الأفكار ستستهلك جزءا كبيرا من اليوم الذي يعيشوه). ولكن ارجو منك أن تفكر بالتالي لدقائق : عندما تريد أن تأكل الغذاء المفضل عندك والذي يعجبك حقا و حتى ذلك الكوب من القهوة اللذيذة الذي ستتناولها بعد الأكل، ستقوم في بداية الأمر في التفكير وتصور ذلك الطبق من الغذاء و ذلك الكوب من القهوة. وأنني أعني بأنك فعلا ستقوم بتصوريهما في عقلك ، كما لوانك قد أغمضت عينيك وسرحت في تصورك المكان والزمان اللذان ستقضيهما في تلك المتعة، ومن ثم قد حتى تشم او تتذوق ذلك الطعام والقهوة في تفكيرك، الذي إذا استمريت فيه قد يجبرك على تحديد موعد لاحق قريب في تحقيق ذلك.
يعطي هذا المثال توضيحا صغيرا على ماهية الأفكار، وكيف انها من القوة قد تجبرك على تحقيق البعض منها. قد تعتقد أن هذا تصريح كبير، ولكنه حقيقي وسيكون حقيقي كلما آمنا بأنه حقيقي. فلا يوجد أحد يقدم لك المساعدة في هذا الموضوع حتى أقرب أصدقائك ولا أحد من أقربائك.
يقولون ( خلف كل رجل عظيم إمرأة )، ولكن هناك الكثير من الرجال العظماء ولكنهم من دون نساء، وربما هناك عدد آخر من العظماء الذين يعيشون مع نساء ولكنهم لا يعتقدون بهذا المثل. فحياة كل رجل ( أو امرأة ) وما انجزوا فيها هو من انتاج افكارهم وحدهم ، لأنه لا يوجد شيء أسمه (الحظ) أو أناس محظوظون في هذا المضمار. فأنا لا اعتقد بوجوده الآن ولا حتى بالمستقبل. ولكن أغلب الناس يعتقدون به ويؤمنون به كمضمار يسير به هذا الكون العظيم. فهم يعتقدون أن هناك محظوظون وهناك غير محظوظون، ولكني أعتقد بأن غير المحظوظون كانوا في المسار الخاطئ فقط.
فالحياة لا يجب أن تكون معاناة، فلقد كنت أعتقد ولزمان طويل بأن الحياة تشبه قطارا متحركا ، وعليك أن تكافح بالصعود أليه والمزاحمة في الحصول على مكانا فيه، لأنني كنت أعتقد بأن لو فشلت في الصعود الى ذلك القطار والحصول على مكان فيه فإن الحياة ستفوتك لأنه لا أحد يعلم فيما لو أن هناك قطار آخر قادم. لقد أتعبتني هذه الأفكار لأنها أجبرتني على أتقان عملي وبذل الجهد المستمر لأنهاء أي عمل أقوم به في الوقت المخصص له. باختصار كل شيء كان في سباق مع الزمن ، العمل بجهد كبير لأجل الحصول على مال جيد، وإدامة الجيد من العلاقات الاجتماعية لأجل العيش في حياة جيدة.
حسنا، لو أن أحدهم قرر مغادرة هذا القطار وترك موقعه الى شخص آخر. ربما قد يشعر ذلك الانسان بارتياح عندما ينزل من القطار ويقف ليرى القطار يعاود سيره. قد يظن البعض ان مغادرة القطار يعني عدم الاهتمام بالمستقبل بمختلف جوانبه، لكن ربما اعتقد ذلك الإنسان أنه بمغادرة القطار أصبح الآن ينظر الى الأمور بطريقة مختلفة. وربما قد تكون خطوة مهمة في تغيير نمط الحياة، وللاستمتاع بحياة هادئة كأنه قد قام بتغيير محطات الراديو أو التلفزيون الى محطة خاصة بأولئك الذين يتمتعون بها وحدهم ، وقد قاموا بإخفائها عن الجميع.
نقاط ذات أهمية:
فكر واشعر بكل ما حققته سابقا سترى الطريق امامك. ( قد يجبرك الطريق على بعض التغيير الى طرق فرعية، فلا يجب عليك ان تحافظ بأفكارك على الهدف ، وأعتقد دائما بأنك قد حققت ما كنت تحتاج اليه). (التفكير وحده غير كافي بل عليك ان تشعر وتؤمن به، وعليك أن تعيش في ما أطلقت عليه ( الحقيقة المصنعة).
* أخرج بطاقتك الجيدة الى العالم لأنه سيقوم بإعطائك طاقة أكبر.
* أؤمن بنفسك بأن لديك الطاقة لتكون أنت أو تعمل كل ما ترغب به ولا تدع الآخرين يقررون طريقة الحياة لك.
* أغفر لكن لا تنسى تساعد هذه المقولة كثيرا في التغلب على مآسي الحياة وتغيير طريقة التفكير فيها. فالغفران يحرر النفس والعقل من كل الأفكار السلبية مثل الإحباط، الغضب، الكراهية، الرفض وغيرها. فالتخلص من هذه الأفكار السلبية سيحرر النفس والعقل بحيث يصبحان مستعدان لاستقبال جميع الأفكار الإيجابية مثل المحبة والمودة والسعادة والامتنان وازدهار النفس وغيرها. * فكر بنفسك مثل الجردل المليء بماء ملوث. فالخطوة اللازمة الأولى هي تنظيف وتصفية هذا الماء من كل الملوثات مثل الطين وغيره من الأشياء الصغيرة والكبيرة. سيبقي هذا الفعل ماءا نظيفا في الجردل وفراغا جيدا لاستيعاب كمية إضافية من الماء النظيف، وهكذا على الأنسان أن يقوم بهذا باستمرار من أجل الحصول على كميات اضافية من الماء النظيف. وربما سيؤدي هذا العمل الى طفوح الماء من الجردل وهذا هوما تريده لنفسك وتطلبه من كل إنسان يرغب في أن تكون أخلاقه الحسنة تطفح على الناس في كل مجتمع كما يطفح الماء النقي والنظيف من جردل الحياة.
* أنه من السهل جدا العثور على الأمور الجيدة في الحياة (الأخلاق الجيدة) ولكن يجب أن تكون مستعدا لاستقبالها، فهي موجودة بيننا، ولكننا نحتاج فقط أن نبحث عنها وإيجادها. فالأنسان المشغول دائما بخلطة كبيرة من المشاعر والأحاسيس الجيدة والعفنة مع بعض، سيكون من الصعب عليه أيجاد الفراغ والوقت الكافيين لتحسس الجيد الذي هو موجود دائما في دروب الحياة. فعلى سبيل المثال من أجمل المشاعر هو (الشكر والامتنان)فإننا نرى الذين يشكرون على كل شيء، لا يفرقون بين فعل صغير وآخر كبير، في غاية السعادة والحبور. إن أهم سمة لهذا السلوك هي انه يضفي عليك بالسعادة حالما تبدأ باستعماله.
إذن دعونا نضيف كلمة (سعيدا) إلى مقولة (أنا أفكر فأنا موجود) التي قالها أحد الحكماء القدامى لتصبح ( انا أفكر فأنا موجود سعيدا ), ولأن الوجود في هذه الحياة من اهم أركان السعادة.
حارث زهيرالحكاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |