الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخارجية العراقية والحكمة من شراء فيلا لسكن السفيرفي موسكو.

حسن النداوي

2020 / 11 / 25
المجتمع المدني


تمر الدولة العراقية بازمة مالية غير مسبوقة بعد انخفاض اسعار النفط العالمية وتداعيات ازمة كورونا التي كشفت ضعف الجهاز الصحي المتدهور. كل هذا يأتي على خلفية خراب كامل تعاني منه البلاد جراء الفساد الذي يضرب باخطبوطه في كل الاتجاهات سواء الاقتصادية او الاجتماعية الصحية او الثقافية جراء هيمنة احزاب المحاصصة الطائفية والاثنية التي تقف بكل قواها سواء المنظورة او الخفية وراء تعطيل اي تغيير او اصلاح يستهدف اعادة الاعتبار الى الدولة ومؤسساتها .
وللمساهمة في ايجاد المصادر الداعمة للدولة العراقية بالخروج من هذه الازمة نرى ضرورة الوقوف عند الاموال المهدورة بمشاريع لايعرف الهدف من اهمية الولوج فيها . لذا فمن واقع هذه المسؤلية اقف معكم لفتح ملف دار اقامة السفير العراقي في موسكو .
قبل عدة اعوام اقدمت الخارجية العراقية على شراء فيلا ضخمة في واحدة من ارقى المناطق في ضواحي موسكو (ريبلوفسكي اوسبينسكي ) خصيصا لسكن سفراء العراق المعتمدين في روسيا الاتحادية . ولكي نكون اكثر واقعية وموضوعية ساحاول معاينة الآمر من عدة وجوه لتقييم واقعي من ضرورة هذه الخطوة والاصرارعلى الاستمرار بها.
بدء لا بد من القول ان موقع السفارة العراقية في موسكو يتمتع بميزة جدا مهمة ,منطقة هادئة ,بناية راقية ,لاتبعد كثيرا عن مركز موسكو قريبة من الخارجية الروسية ,البناية واسعة وتتسع لكافة الملحقيات, وفيها طابق لسكن السيد السفيربحيث يمكنه متابعة عمله بيسر وسهولة وانسيابية لا تتوفرلدى اغلب السفارات .هذا يعني انها موقع وبناية نموذجية لعمل السفارة وملحقاتها.
الفلا التي جرى شراؤها, بعيدة وتقع في ضواحي موسكو,تسكنها الألغارشية الروسية , تحتاج لحماية خاصة , وأدامة سنوية مكلفة, خدمات اضافية عديدة . ان كانت هناك شفافية سيصاب المرء بالعجب لكلفتها العالية, اضافة الى انها تحتاج الى متطلبات كثيرة مثل ما يقال (حشم وخدم وسواق مناوبين ) . كم من الوقت يحتاج السيد السفير للوصول الى السفارة يوميا ,هل فكرت اللجنة التي عقدت الصفقة بهذا الامر ام هناك سبب لا يعرفه الا الضالعون .......... .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا جرى القيام بهذه الصفقة ,ألم يكن من الأجدى شراء بناية خاصة للسفارة للتخلص من الايجار الباهظ الثمن الذي يكلف الدولة مبالغ طائلة, علما ان دولة الكويت مثلا انشأت بناية خاصة بها منذ عدة عقود . أم ان مسؤولينا يتصرفون بطريقة, اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب , وها هو الغيب الذي حل ككارثة بابناء شعبنا , وباء كورونا ونفط تتداعى قيمته الانية والمستقبلية . حقا اننا نمر بأسوأ ازمة عرفها العراق المعاصر .
الشيء الأخر الذي لا بد من التوقف عنده هل هناك رائحة فساد وراء هذه الصفقة ....؟ حسبما يتداولة الوسط العراقي في موسكو ان كلفة هذه الصفقة بلغت 16 مليون دولار,الناس العارفة ببواطن الأمور من بيع وِشراء العقارات تؤكد ان هذا الثمن مبالغ فيه ويدعون الى مقارنة سعرها بمثيلاتها من العقارات التي بيعت انذاك لمعرفة سعرها الحقيقي ,او كم تساوي اليوم اذا ما جرى بيعها ...؟,وانشاء الله يتم البيع اليوم قبل غد كي يستفاد منه الشعب العراقي .كم مستشفى , مدرسة , مشروع عمل يستوعب البطالة ,يمكن بنائها بمثل هذا المبلغ .التأريخ يذكر ان أمام الفقراء( عليا ) الذي يدعي ممثلو السلطة الطائفية ان مثلهم الاعلى رفض السكن في بيت الأمارة والسكن في بيت متواضع, اما سلطة الأسلام السياسي فتجتهد في توسيع وسائل راحتها ومراكمة اموالها في البنوك الخارجية على حساب ابناء هذا الوطن المبتلي بنزيف من الفساد .
كانت هناك ايضا بعض الظنون ان هذه الدار ستكون دار لاقامة المسؤولين الكبار في الدولة عند زيارتهم لموسكولتخفيف الأعباء المالية المكلفة لأقامتهم ,لكن الايام اثبتت بطلان هذا الرأي فجميع الوفود يجري اسكانها في فنادق راقية ذات كلفة عالية .
اليوم الجميع مطالب بدعم ابناء شعبنا خصوصا فقراءه الذين لايجدون ثمن عيش يومهم , وبكشف المستورمن امواله المبعثرة واعادة توظيفها لمصلحة البلاد. الخارجية العراقية مطالبة بأتخاذ الأجراء الصحيح وعلى السفارة العراقية اشعار الخارجية بعدم وجود حاجة لمثل هذه الدار المكلفة . اتذكر في احدى لقاءاتنا بالاستاذ عبد الكريم هاشم مصطفى عندما كان سفيرا للعراق لى موسكو بعد سقوط النظام ,حينها فسخ عقدا لبناية النادي العراقي الملحقة ببناية السفارة, عندما سألناه عن فحوى ذلك اخبرنا ان كلفتها عالية والعراق بحاجة الى هذا المبلغ في احتياجات اكثر اهمية منها , هكذا يجب التصرف الحقيقي الصحيح , اعتقد ان البلاد اليوم بحاجة الى ثمن هذه الدار الفائضة عن الحاجة الحقيقية , فأبناء شعبنا يفتقدون حتى قناني الغاز الضرورية لمرضى كورونا .
اخيرا من اقترح ضرورة هذا المشروع الملتبس . كيف وافقت وزارة الخارجية عليه وهل عرضت لدراسة معمقة انذاك , اسئلة كثيرة تحتاج الى اجوبة مقنعة .هل سيجري تصحيح الآمر ولو متأخرا .الروس كثيرا ما يرددون مثلهم الشهير كما في هذه الحال" الآجل افضل من العدم " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابات واعتقالات خلال فض احتجاجات في حديقة أميركية شهيرة


.. في إطار خطة بريطانية لترحيلهم إلى رواندا.. تقارير عن خطة لاع




.. بريطانيا ورواندا.. خطة ترحيل اللاجئين | #غرفة_الأخبار


.. بعد إقرار -قانون رواندا- .. قلق بالغ لدى طالبي اللجوء في بري




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون بصفقة تبادل أسرى