الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسحاق نيوتن (1642 – 1727)

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2020 / 11 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



مفكر وعالم انجليزي، من أهم علماء الفيزياء إن لم يكن رائد علم الفيزياء في عصره، عمل أستاذاً للرياضيات في جامعة كامبدرج، ورئيساً للجمعية الملكية، كما كان عملاقاً في التاريخ الفكري الغربي عموماً، وأهم أعماله كتاب "المبادئ الرياضياتية لفلسفة الطبيعة" الذي نشر في عام 1687.
تجلت عبقريته في وضع قوانين الحركة الثلاثة، وقانون الجاذبية، ونظرية حساب المقادير اللامتناهية، وكذلك نظرية تكوين الضوء، وقد عززت نظرياته، النظريات السابقة، في علم الفلك (قوانين كبلر في حركة الكواكب)، وفي الميكانيك (قوانين سقوط الأجسام عند غاليليو)، فقد حقق نيوتن –كما يقول المفكر هشام غصيب- "ثورة كبرى في الفيزياء والفلك بتوحيده قوانين غاليليو الأرضيه مع قوانين كبلر السماوية، وبيانه أن حركات الكواكب والأجسام الأرضية مظاهر مختلفة لقوة كونية واحدة، هي قوة الجاذبية، لقد تجلت عظمة نيوتن في الجاذبية في نجاح البشرية في ايصال إنسان إلى القمر على أساسها وباستعمالها في حساب مسارات المركبات الفضائية"([1]).
قوانين الحركة والجاذبية المشهورة التي وضعها:
قانون نيوتن الأول: الجسم الساكن يظل ساكناً والجسم المتحرك يظل متحركاً حركة منتظمة وفي خط مستقيم ما لم يتعرض لفعل قوة خارجية.
قانون نيوتن الثاني: تسارع الجسم يتناسب تناسباً طردياً مع القوة المطبقة عليه في اتجاه الخط المستقيم الذي تفعل فيه القوة.
قانون نيوتن الثالث: لكل قوة توجد قوة مساوية، ومضادة لها، أو رد فعل عليها.
قانون الجاذبية: يجذب جسمان واحدهما الآخر بقوة تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسياً مع مربع المسافة بينهما:
وبفضل نيوتن أصبح علم الفيزياء "مثلاً" على انتصار العلم على التعليم التقليدي والتحيزات، كما أصبح نيوتن السلف الكبير لعصر التنوير"([2]).
نيوتن والفلسفة:
قدم نيوتن إلى الفلسفة حوافز جديدة، حيث نرى تأثيره الخاص، في الفليسوف كانط، الذي أراد وضع الأساس الإبستيمولوجي (المعرفي) لعلم الفيزياء الجديد، فقد رأى كانط، أن المكان والزمان ليسا وحدهما موجودين كمقومين ثابتين في خبرتنا، لكن لأن مقولة السبب موجودة بصورة حتمية في معرفتنا، فإن العلم الجديد قد أمدنا بدفاع، ضد اعتراض الشكاك، الذي مؤداه أننا لا نستطيع أن نكون على يقين من أن المبادئ التي تحكم ما يجري اليوم، سوف تشكل أيضاً ما سيحصل غداً، وهو الاعتراض الذي يبدو أنه مُدَمِّر لأساس المنهج الاختباري الذي يفترض وجود ثبات معين في العالم.
العلم لا اللاهوت ظهر كسلطة حقيقية في المسائل المتعلقة بالحقيقة، وغدا وسيلة الإنسان للسيطرة على عمليات الطبيعة، فكان على الفلسفة والدين أن يحددا مكانهما نسبة إلى العلوم الجديدة، تلك هي الأهمية الاجتماعية والفكرية لظهور العلوم الطبيعية الرياضياتية والاختبارية عموماً، ونيوتن خصوصاً.
لقد "أتى التطور العلمي ليتيح مجالاً لفتح طريق جديد في الفلسفة، حيث "قدم إسحق نيوتن من خلال قانونه للجاذبية، وحساب التفاضل والتكامل الذي وضعه، مناهج للوصول للحقيقة تجاوزت الديكارتية. فقد ساعد قانون نيوتن على إيجاد روابط فيزيائية تفسر حركة الطبيعة، من خلال ميكانيكا توحد بين الكون العلوي والظاهرات الأرضية، مستنداً إلى تحطيم غاليلو(1564-1642) لفكرة أرسطو عن أن السموات والأرض مختلفتان من حيث الطبيعة، والتي تبنتها الكنيسة في العصور الوسطى، مما ساهم عبر اكتشاف نيوتن هذا في التقويض العلمي لكثير من الأفكار الميتافيزيقية في تفسير ظواهر الطبيعة، وإلى نقض أي تفكير قَبلي في الفلسفة، وإلى بداية سيادة الفكر الحسي- التجريبي على صعيد الفلسفة"([3]).
وبوصفه مؤسساً أولياً لعلم الفيزياء الجديد، بقي نيوتن رمزاً للإنجاز البشري، أي: أصبح العلم مرتبطاً بفكرة التقدم، كما أن مفهوم فرانسيس بيكون للمعرفة بوصفها قوة وبوصفها مصدر ازدهار، وتقدم، صار مقبولاً على نطاق واسع، ومُنَفَّذاً في الزمن اللاحق.
"مات نيوتن عام 1727، وحضر فولتير جنازته، وكان يذكر دائماً الانطباع الذي تركه في نفسه التكريم والشرف القومي الذي أحاط بهذا الانجليزي الذي ينحدر من طبقة متوسطة.
لقد "تساءلت جماعة عن أعظم رجل أنجبه العالَم، هل هو قيصر أم نابليون أم كرومويل وأجاب أحدهم بانه نيوتن، وهو على صواب، لأنه –كما يقول ديورانت- هو الذي استحوذ على عقولنا بقوة الحقيقة لا أولئك الذن استعبدوها بالعنف"([4]).
 


([1]) هشام غصيب – جاذبية نيوتن – الحوار المتمدن – 8/12/2011
([2]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – تاريخ الفكر الغربي .. من اليونان القديمة إلى القرن العشرين – ترجمة: د.حيدر حاج إسماعيل – مركز دراسات الوحدة العربية – الطبعة الأولى ، بيروت، نيسان (ابريل) 2012 - ص  362-363
([3]) محمد سيد رصاص – التجريبية كلحظة فاصلة في تاريخ الفلسفة – الانترنت – 8 ديسمبر 2013.
([4]) ول ديورانت– قصة الفلسفة– ترجمة:د.فتح الله محمد المشعشع- مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م   - ص258








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا